اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

"العم" أبو محمود الحريري يتذكر "رفيق" الطالب و"البستنجي" والمناضل ورجل الدولة

صيدا اون لاين

لم تنل السنوات الثلاث والتسعون من ذاكرة الحاج سعد الدين الحريري ( أبو محمود ) ابن مدينة صيدا، ولا تزال تحتفظ بما راكمه العمر من تجارب وذكريات تمتد الى بدايات الصبا والشباب فدائياً ومناضلاً ، وتطل على محطات وأحداث كبرى مرت على صيدا وعلى الجنوب وعلى لبنان كانت له خلالها صولات وجولات . لكن أكثر ما يحفز ذاكرة العم أبو محمود هو حين تحدثه عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي عايشه وواكبه في حقبات مختلفة منذ كان صغيراً وحتى استشهاده .

الطالب "البستنجي"

يقول "العم أبو محمود" : في بيت متواضع يتوسط بستاناً في مدينة صيدا ( حيث يقوم مبنى السنترال حاليا ) ، ولد رفيق الحريري عام 1944 في عائلة فقيرة ، كان رب العائلة يعمل في " البستنة" ، وهي تسمية كانت تطلق على عمل كان سائداً في ذلك الوقت ، بأن يقيم البستاني طيلة السنة في بستان ويعمل فيه، وآخر السنة ،وبناء للعمل الذي يقوم به يأخذ نسبة بسيطة منه.

ويضيف : كان الحاج أبو رفيق ( الحاج بهاء الدين الحريري) يعتني بالأشجار ويقطف الثمار في النهار ويسقيها في الليل ، وكان رفيق منذ صغره وهو لا يزال طالباً يساعد والده ، ولما شب عن الطوق ، أصبح بموازاة متابعته لتحصيله العلمي يعمل بقطاف الثمار ليؤمن مصروفه ويتابع دراسته في الوقت نفسه . فكان يشتغل في الصيف ليجمع ثمن كتبه في الشتاء .

ويتابع العم أبو محمود : عرفت رفيق منذ كان صغيرا بحكم  صداقتي بوالده وعملي في شركة لتوضيب وتصدير الحمضيات والفاكهة الى مصر ، وعينت حينها مسؤولاً في هذه الشركة لما كنت امتلكه من دراية بأمراض بعض الثمار ومنها التفاح وكنت اضمن بعض المواسم، فأخذت رفيق معي ليشتغل في قطاف التفاح وتوضيبه في الأقفاص .

رفيق .. المناضل

ويشير "العم أبو محمود" الى أن رفيق الحريري في بداياته ، كان ذلك الشاب النابض كما معظم أبناء جيله في ذلك الوقت بالحياة وبالثورة في فترة تنامي الوعي العربي والشعور القومي حيال قضية فلسطين، وبدأ معه ذلك ورافقه مذ كان في طالباً على "مقاصد صيدا".. يتقدم التظاهرات الطلابية .. وانخرط فيما بعد بحركة القوميين العرب حيث كان له دور في المقاومة ضد الإحتلال الاسرائيلي ، وكنت أنا حينها في حزب البعث وتدرجت حتى عينت مسؤولاً للجناح العسكري في ذلك الوقت !.

كان يشتغل معي أصبحت أشتغل معه!

ويضيف : لاحقاً انتقلت العائلة الى بيت جديد استأجره الحاج أبو رفيق في القياعة سنة 1967 . في ذلك الوقت كان رفيق قد سافر الى المملكة العربية السعودية واشتغل بالمحاسبة ثم دخل عالم المقاولات ففتحت له كل الأبواب .. وفتح الله عليه . وفي العام 1975 اشترى شقة في قلب صيدا وانتقلت العائلة بعدها الى شقة أخرى في بناية احمد الكلش في أواخر الـ1978 ، قبل ان تستقر أخيراً في مجدليون. ، واصبح رفيق الحريري يتردد على صيدا كثيراً ، ويلتقي بأهلها ويحرص على إعادة التواصل مع أصدقائه، ويأخذ مهندسين وعمالاً وأطباء وأساتذة من لبنان الى السعودية ويوظفهم ، وأول ما قام به بعدما أنعم الله عليه أن أعاد بناء مدرسته فيصل الأول التابعة للمقاصد – صيدا ، وبدأ بمساعدة أبناء مدينته، كما قام بشراء بعض البساتين التي اشتغل فيها حين كان فتياً ، وبعد أن كان يشتغل معي ، أصبحت أنا أشتغل معه ..

دعم صمود صيدا .. وانمائها

ويقول : وفي فترة الاجتياح والاحتلال الإسرائيلي لصيدا من عام 1982 الى 1985 وما بعد هذه الفترة ، استنفر رفيق الحريري شركتي أوجيه وجينيكو لرفع آثار الاجتياح والغارات الاسرائيلية على المدينة وإعادة بناء وترميم ما دمره العدوان حينها وتأهيل البنى التحتية من خلال انشاء هيئة اطلق عليها اسم " هيئة مشاريع بلدية صيدا " بدعم كامل من الرئيس الشهيد - وهي اطار اغاثي تنموي مشترك بين البلدية ومؤسسة الحريري وشكلت أول تجربة ناجحة من نوعها في التكامل ما بين القطاع العام والقطاع الأهلي - واستطاعت هذه الهيئة ان تسد جزءاً كبيراً من فراغ وغياب الدولة آنذاك. لكن همّ رفيق الحريري الأساس كان ابقاء الناس في ارضها لأن العدو الإسرائيلي كان يعتمد في ذلك سياسة الأرض المحروقة .
راعي السلم الأهلي ورجل الدولة
ويتابع "العم أبو محمود" : في أواخر الثمانينيات كان لرفيق الحريري دور وطني أهم من خلال مساهمته بتقصير عمر الحرب الأهلية وانهائها وكان حينها وسيطاً سعودياً . رفيق الحريري أعاد بناء البلد وحقق إنجازات ومشاريع في مختلف المجالات للوطن كله وعلى مساحة الأرض اللبنانية ، فعلم الطلاب والشباب وفتح لهم فرص العلم والتخصص والعمل في لبنان وفي الخارج وبنى المستشفيات والمدارس والطرقات والمرافق العامة ، ورافقه الإنجاز في الدور الإنمائي والتربوي والاجتماعي بعد تسلمه رئاسة الحكومة عام 1992 وحتى استشهاده عام 2005 .
ويستعيد "العم أبو محمود" من ذاكرته بعضاً من "الوصايا" التي كان يرددها الرئيس الشهيد أمامه مثل قوله رحمه الله " لا تصدق كل ما تسمعه .."، و" اذا وعدت عليك أن تفي بوعدك " ، و" اذا قمت بعمل عليك ان تتقنه" و"أعط الأجير أجره قبل ان يجف عرقه" .

تم نسخ الرابط