حركة ديبلوماسية لإحياء الملف الرئاسي.. عودة الخماسية؟
حركة ديبلوماسية وسياسية خرقت الجمود الذي كان قائماً لفترة طويلة. سفراء اللجنة الخماسية المعنيين بالملف اللبناني استأنفوا تحركاتهم وإن بشكل منفرد، وسط معلومات وتصريحات حول الإستعداد لاستئناف العمل الأسبوع المقبل، على خط الوصول إلى تفاهم بين الأفرقاء اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية. شهدت الأيام الماضية لقاءات وإجتماعات بين عدد من السفراء، لا سيما بين سفراء مصر، فرنسا والسعودية، وتحرّك كل سفير على طريقته، تحت عنوان واحد أنه لا بد من إعادة العمل في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تشكيل السلطة لأن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل.
السفير السعودي
اختير توقيت حركة السفراء بالتزامن مع محطة سنوية لرئيس مجلس النواب نبيه بري وهي ذكرى تغييب الإمام الموسى الصدر، والتي اعتاد بري فيها أن يقدم على إطلاق المبادرات، وهو كان قد أطلق مبادرة سابقاً داعياً إلى الحوار لبضعة أيام وبعدها التوجه إلى جلسات متتالية ومفتوحة لانتخاب الرئيس، لكن مسعاه رفض من قبل قوى المعارضة ولا سيما القوات اللبنانية، التي أيضاً لديها محطّة سنوية وهي قداس شهداء القوات الذي تم اختيار توقيته هذا العام في الأول من أيلول، أي في اليوم التالي لإطلالة بري.
قبيل كلمة بري المحددة، جاءت زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى عين التينة للقاء رئيس المجلس، وهو ما يندرج ضمن حركة سفراء الخماسية تحضيراً لمسار سياسي جديد غايته الوصول إلى التوافق بين اللبنانيين. على قاعدة فصل الملف الرئاسي عن مسار الحرب الدائرة في الجنوب وعن الحرب على غزة، بالإضافة إلى تشديد على أن القوى الدولية والإقليمية هي قوى مساعدة في إنجاز الإستحقاق ولكن القرار والتنفيذ والتفاهم هو مسؤولية اللبنانيين.
رئيس مجلس النواب لا يزال على موقفه الداعي إلى ضرورة التفاهم والتشاور للوصول إلى إنتخاب الرئيس، وهو يعتبر أنه لا بد من التوافق بين الأفرقاء وذلك لا يمكن أن يحصل من دون التحاور فيما بينهم بغض النظر عن المسميات. أما بالنسبة إلى القوات اللبنانية وحلفائها في المعارضة فهم يرفضون مبدأ الحوار لأنهم لا يريدون تكريس أعراف جديدة. ما بين الموقفين، يأتي تحرك السفراء.
شيء ملموس
وكان سفير مصر في لبنان علاء موسى قد كثّف من تحركاته وإطلالاته الإعلامية والتي بدأها من زيارة إلى دار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، مؤكداً أهمية إعادة الزخم مرة أخرى للملف الرئاسي. وقال: "اتفقنا على أهمية هذا الملف، وانه بحاجة للتعامل معه بسرعة لأن التحديات المقبلة كبيرة للبنان ولكل المنطقة أيضاً، وبالتالي من الأولى أن يتعامل لبنان مع ملفاته الداخلية لكي تؤهله لمواجهة هذه التحديات".
وأضاف: "اتفقنا على ان الفترة المقبلة سيتم إعادة الزخم للملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية أو حتى أعضاء الخماسية يولون أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها، وإن شاء الله الفترة المقبلة تشهد المزيد من التحرك الإيجابي في هذا الملف"، داعياً "الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى"، وقال: "الامر بات ملحاً لإحداث شيء ملموس في هذا الملف، وعسى الفترة المقبلة نجد سبيلا لإعادة الحوار مرة أخرى حول هذا الملف، والبحث في التفاصيل وصولاً لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية".