أسراب مسيّرات "الحزب" تنقض على مواقع إسرائيلية.. والمستوطنون ناقمون
بالعودة التدريجيّة لـ "قواعد الاشتباك" الّتي كانت مكرسة قبل أشهر، عادت المواجهات العسكريّة بين حزب الله والجانب الإسرائيليّ، إلى سيرتها الدائمة. حيث نفذ الحزب، منذ صباح اليوم، الخميس 29 من آب الجاري، هجمات مختلفة بالمسيّرات والقذائف الصاروخيّة ضدّ قوات الاحتلال الإسرائيليّ ومواقعها العسكريّة، ذلك ردًّا على الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي طاولت القرى والمنازل المدنيّة في الجنوب.
إذ شنّت مقاتلات سلاح الجوّ الإسرائيليّ، اليوم، أربع غارات جويّة على بلدة كفركلا جنوب لبنان، مستهدفةً مبنى سكنيّ، بينما استهدف القصف المدفعيّ أطراف بلدة الوزاني، وبلدة عيتا الشعب. وقال الجيش الإسرائيليّ، في بيان، إنه قصف أهدافًا لحزب الله في لبنان؛ وذكر أن طائراته الحربية "أغارت على مبانٍ عسكريّة لحزب الله في كفركلا في جنوب لبنان. كما قصف بالمدفعيّة منطقة يارين في جنوب لبنان". كما شنّ الاحتلال عدوانًا جويًّا حيث شنّ غارة مستهدفًا مرتفعات جبل الريحان.
يأتي ذلك، في وقت دوت صافرات الإنذار عدّة مرات في المناطق الحدوديّة مع لبنان وكذلك في شمال الجولان السّوريّ المحتل، للتحذير من هجمات صاروخيّة أو "تسلّل" طائرات مسيّرات من الأراضي اللّبنانيّة. وأعلن حزب الله أن مقاتليه شنوا "هجومًا بأسرابٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على مقرّ قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح مستهدفة أماكن تموضع وإستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة". وأعلن جيش الاحتلال مقتل 15 جنديًا إسرائيليًا في قطاع غزة وشمال فلسطين المحتلة خلال شهر آب الجاري، بينما وصفت صحيفة "معاريف" هذا الشهر بأنه الأكثر دمويّة للمؤسسة العسكريّة.
عواقب اقتصاديّة لإسرائيل
هذا وأصدرت وكالة التصنيف الائتمانيّ الدوليّة موديز تحذيرًا للمستثمرين مضمونه: "قد يكون للحرب الشاملة مع حزب الله أو إيران عواقب مهمة على التصنيف الائتماني لإسرائيل". وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، لا يعدّ هذا إجراءً تصنيفيًا في هذه المرحلة، لكنّه تحذير واضح لما قد يحدث في حال توسّع الصراع القائم
كما خفضت وكالة موديز، قبل نصف عام، الأولى بين وكالات التصنيف الثلاث، التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى مستوى A2، من مستوى A1، مع توقعات سلبية، ما يعني أن التصنيف الائتماني قد يستمر في الانخفاض. وبتقدير الوكالة، ما يزال الافتراض باستمرار التوترات، مع أنّها لن تتصاعد إلى صراع عسكريّ شامل بين حزب الله واسرائيل أو تمتدّ إلى إيران، ما يحدّ من التأثير الائتماني السّلبيّ الفوري على المنطقة.
مدارس الشمال
توجّه عدد من أهالي طلاب إحدى مدارس الجليل الغربي برسالة مُلحّة إلى إدارة المجلس الإقليمي معاليه يوسف (الواقع في الشمال المحتلّ)، طالبين معالجة الأضرار التي تهدّد سلامة أولادهم. وبحسب ادعاء الأهالي، فإنّ الوضع الحالي في المدرسة لا يتيح البدء بالعام الدراسي الوشيك بسبب سلسلة مشكلات تتعلق بالسلامة، على رأسها نقل عام غير نظامي وعدم وجود أماكن مُحصّنة خلال حالة الطوارئ. وأشار الأهالي في رسالتهم إلى رئيس المجلس شمعون غواتا، على ما تورد صحيفة "معاريف" إلى أنّ "طلاب المدرسة ينتقلون إلى المدرسة بسيارات نقل غير مُحصّنة وهم معرّضون في مسارات تنقّلهم إلى إطلاق نار حزب الله واحتمال الإصابة بصواريخ اعتراضية".
وقال الأهالي "لا توجد في المدرسة أماكن مُحصّنة كافية، يمكن أن تستوعب كل الماكثين فيها"، وتساءلوا: "في حال حصول هجمات صاروخية، كيف ستتصرف المدرسة لحماية الجميع؟" وكتب الأهالي: "نطالب بأن يتعلّم الأولاد فقط عندما يتمّ إيجاد حلّ يضمن سلامتهم وبالطبع سلامة الطاقم في المدرسة، وفي حال عدم الاستجابة لمطالبنا، لن نرسل أولادنا إلى المدرسة ولن يبدأ العام الدراسي.. أولادنا يستحقون أمنًا كاملًا، وهم يعيشون واقعًا كئيبًا.. أولادنا ليسوا مشرّدين".
نتنياهو وسكّان الشمال
أعرب رئيس مجلس مستوطنة المطلة ديفيد أزولاي عن غضبه، بعد 4 أيام من ردّ حزب الله على اغتيال فؤاد شكر وعلى ما سُميّ بالضربة الاستباقية على لبنان، فقال في مقابلة مع الإذاعة "الإسرائيلية" 103FM إن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتملّص من الاجتماع مع سكان الشمال"، وأضاف: "صفر أفعال.. لماذا هاجموا فقط بعد عشرة أشهر؟"
ودعا أزولاي الى توسيع القتال في الشمال، وصرّح: "نصرالله لن يتراجع من تلقاء نفسه. أين زار نتنياهو؟ في كل مرة يأتي إلى الشمال أو الجنوب، لا يأتي إلى الإسرائيليين. أي من رؤساء السلطات كان هناك؟ إنه يخشى أن يأتي إلى شعبه. إلى من يذهب؟ إمّا الى الشرطة أو إلى الجيش أو الى إدارة الإطفاء التي تعمل خلفية له بالزيّ الرسمي والمعدات التي يرتدونها".
وتابع: "لقد مررنا بمرحلة طويلة بعد الحرب في الجنوب. لا توجد حرب في الجنوب. ما هو موجود الآن هناك ليس حربًا في الواقع. في البداية؛ كان من الصحيح فصل الجنوب عن الشمال.. الشمال في الدفاع والجنوب في الحرب. اليوم نحن بحاجة إلى الفصل، ونقول إن ذلك ممكن في الشمال وفي الجنوب أيضًا، نحن في حرب في الشمال، ومن لا يفهم فهو منفصل فقط".
كما علّق أزولاي على وضع المستوطنين في المطلة، فقال: "يوم الأحد، اضطررت إلى افتتاح عام دراسي في الجبهة الداخلية. هذه هي المرة الأولى في تاريخ المطلة، بعد 128 عامًا، لن تُفتتح أي مدرسة، لا في المطلة ولا في الداخل. مجتمع المطلة مشتّت تمامًا، لأن الأطفال يذهبون إلى مدارس أخرى في جميع أنحاء إسرائيل. فلا سياحة ولا زراعة. هناك حزام أمني داخل أراضي إسرائيل. وهذا لم يحدث قط في السابق".
وأردف: "لقد تضرر أكثر من 40% من منازل "السكان" بطريقة أو بأخرى، ولدينا تدمير جنوني للبنية التحتية. مع كل الحزن على هذا الدمار، سنقوم بترميمها. لكن لن نستطيع ترميم "المجتمع" و"روح الإنسان". إذ نحو 20% لن يعودوا، ويعتمد ذلك على كيفية انتهاء الأمر. وإذا انتهى الأمر بعد ضربة قوية لهم، فأنا أقدر أنهم سيعودون أكثر".
وختم رئيس مجلس مستوطنة المطلة بالقول: "هذا تخلٍّ من الحكومة الإسرائيليّة الّتي لم تفعل شيئًا لإعادتنا.. لقد مرّ عام، كما وعد الجميع، لكنهم في الواقع لا يُعيدوننا. يجب أن نعود بأمان".