عودة الجنوب إلى إيقاع المواجهات.. واستهداف فاشل لقيادي فلسطيني
تجدّد القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ، بعد يوم أمس المحموم، الذي نفذ الأخير فيه، ما اُعتبر ضرباتٍ استباقيّة على لبنان، بينما نفذ الحزب هجومًا واسعًا بإطلاق مئات الصواريخ وعدد كبير من المسيّرات في إطار "ردٍّ أوليّ" على اغتيال القياديّ في الحزب، فؤاد شكر، في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، ليل 30 تموز الفائت.
تطورات الجبهة الجنوبيّة
واستهدف الجيش الإسرائيليّ صباح اليوم، الإثنين 26 آب الجاري، سيارة رباعيّة الدفع من نوع هوندا (سي آر في) على طريقٍ فرعيّة لجهة أوتستراد الشماع في منطقة عبرا بمدينة صيدا، جنوبي لبنان. وأفادت المعلومات الأوليّة عن نجاة الشخصيّة المستهدفة، والّتي يُرجح أنّها تنتمي لأحد التنظيمات الفلسطينيّة في المدينة. هذا، في وقتٍ تواصل فيه القصف المعادي تجاه عدّة مواقع وبلدات، منها كفركلا وبلدة الطيبة وطيرحرفا، بعد هدوء نسبيّ خيم خلال السّاعات الماضيّة على الحدود اللّبنانيّة (وتحديدًا قرى القطاع الغربيّ مع تحليق متواصل للطيران المسيّر) إثر الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله فجر أمس الأحد.
وفي وقت سابق دوت صافرات الإنذار في الجولان السوري المحتل، خشية تسلل طائرة مسيرة متفجرة من لبنان، فيما اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية طائرة مسيرة جنوب طبريا. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مسيرة واحدة على الأقل وصلت إلى أجواء "حمة غدير" ويبدو أنها تسللت من سوريا، حيث اعترضت الدفاعات الجوية المسيرة المتفجرة جنوب طبريا.
ردّ حزب الله
وفي سياق تقييم مواجهات الأمس، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أنّ أكثر من 320 قذيفة صاروخية أطلقها حزب الله صباح أمس الأحد على المستوطنات الشماليّة وخط المواجهة، معتبرة أن هذا جزء من الرد على اغتيال فؤاد شكر قبل شهر. ولفتت الصحيفة إلى أنه "وفي خطوة مسبقة وشديدة، أعلن رؤساء السلطات في الشمال، موشيه دافيدوفيتش، دافيد أزولاي وغيورا زلتس، عن وقف كل التواصل مع كل الجهات الحكومية. وأفاد الثلاثة في تصريح شديد أنه بدءًا من الآن سنقطع كل الاتصالات مع كل الجهات الحكومية، إلى حين إيجاد حل كامل لسكان الحدود الشمالية، حل يتضمن أمن كامل لإعادة الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم، وضمان سلامة كل السكان والمصادقة على خطة اقتصادية لترميم الشمال".
وقال رؤساء سلطات الشمال حسب الصحيفة إن "عملية سلامة تل أبيب التي جرت صباح أمس، من دون أن تؤدي إلى حل أمني حقيقي ونهائي لسكان الشمال، هي ذروة انقطاع السلطة في إسرائيل عن مئات آلاف المواطنين. رئيس الحكومة، وزراء، أعضاء ائتلاف، موظفي حكومة، وجميع أعضاء الحكومة أينما كانوا، نحن لا نعني لكم شيئًا منذ عشرة أشهر ونصف، ومن الآن أنتم لا تعنون لنا شيئاً. لا تتصلوا، ولا تأتوا، ولا ترسلوا بيانات، حتى الآن ندير أمورنا بمفردنا، وسنديرها بمفردنا من الآن فصاعدًا".
وأضاف دافيدوفيتش: "بالنسبة لسكان الشمال الذين تلقوا أمس صلية من أكثر من 320 قذيفة صاروخية، حساب حانيتا كحساب تل أبيب. وليس فقط عندما يكون هناك إنذار مسبق في تل أبيب وفي منطقة الوسط. أتوجه إلى حكومة إسرائيل وإلى الكابينت، وأشدد على أن الهدف الأسمى هو إيجاد حل للشمال، وإعادة السكان النازحين إلى منازلهم" حسب تعبيره. وأشارت الصحيفة إلى أنه "إضافة لذلك، فإنّ مئات سكان الشمال الذين تمثلهم هيئة "نقاتل من أجل الشمال" قالوا أمس لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن (الحرب) يوآف غالانت اللذين أداروا الرد على الهجوم من المقر القيادي تحت الأرض في الكريا: منذ عشرة أشهر نحن نعاني من عشرات ومئات الصليات الصاروخية، كل يوم تقريبًا حتى الآن، من دون رد جوهري، عدا عن تصفيات مركّزة وهجمات لا تنتج ردعًا".
واعتبرت "معاريف" أن حزب الله نجح حتى الآن في إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة وهو لا يزال يلحق أضرارًا بمستوطنات الشمال. ولفتت الصحيفة الى أنه "في ساحة الإصابة في عكا تضررت عشرات الشقق السكنية والمنازل الخاصة من إصابة مباشرة على ما يبدو لصاروخ اعتراضي، فيما أصيبت امرأة بجروح طفيفة. وفي مستوطنة مانوت في الجليل الغربي أصيب مبنى، وسُجّلت إصابات مباشرة على الطريق وفي مناطق أخرى. وفي عكا تضررت منازل كثيرة. نوافذ كثيرة في المنطقة تحطمت، والشظايا دخلت إلى بعض المنازل".
وبيّنت الصحيفة أن رئيس مجلس المطلة، دافيد أزولاي قال: "دائمًا نحن هكذا، المزيد والمزيد من الصواريخ. كل ما يمر من الجنوب إلى الشمال وبالعكس يمر فوق المطلة، نحن ساحة للعب. معظم الصواريخ المعترضة فوقنا. يوجد هنا مساحة كاملة من الأرض قرّرت إسرائيل التخلي عنها من دون أي قرار من الكنيست، وبرأيي، هذا مخالف للقانون ويجب على المستشارة القانونية فحص هذا الأمر".
وأضاف أزولاي: "لا يوجد هنا زراعة، ولا سياحة، ويجب علينا بدء العام الدراسي في الجبهة الداخلية، لا يوجد هنا أي شيء حي. يوجد هنا جنود الجيش الذين يحرسون المنطقة". وتابع أزولاي قائلًا: "آموس هوكشتاين (الموفد الأميركي) يهدر وقود طائراتنا، وهذا مجرد مضيعة للوقت، كل يوم يسافر ويحاول التوصل إلى اتفاق غير ذي صلة. الاتفاق سيكون فقط بعد أن نهاجم بقوة جنونية. دعوا الجيش الإسرائيلي يقوم بذلك، وأنا أدعو رئيس الحكومة إلى أن يتخذ القرار الصحيح الذي سيغير الثقل في الشمال، وبرأيي هذا سيحل القصة أيضًا في الجنوب"، حسب الصحيفة.