هدّدهما بعصا حديديّة... إليكم حقيقة "طرد يهوديين" من محطة وقود بالإمارات
بالتزامن مع الحرب المستمرة في غزة منذ تشرين الاول الماضي، راج على مواقع التواصل الاجتماعي بشدة مقطع فيديو قال ناشروه إنه يرصد لحظة طرد عامل بنغالي لشخصين يهوديّين من محطّة للوقود، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويظهر في الفيديو العامل بينما يرفض تعبئة الوقود لزبونين يهوديين، بل ويهدّدهما بعصا حديديّة.
لكن وكالة "فرانس برس" أكدت عدم صحة ما اعتبره مروّجون للفيديو بأنه "شجاعة من العامل الأجنبيّ مقابل الصمت العربيّ" في ظلّ الحرب الدائرة في غزة، وكشفت حقيقة أن الفيديو صُوّر في الولايات المتحدة ولا شأن له بالإمارات.
وحصد الفيديو عشرات آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء انتشاره في الثامن من آب 2024. وأثار تعليقات أثنت على ما قام به العامل إذ قال البعض "على الشعوب العربيّة أن تصحى".
ويأتي تداول هذا النوع من المقاطع على غرار مقاطع أخرى تنتقد التطبيع بين دول عربيّة وإسرائيل منذ التوصل الى "اتفاقات إبراهيم" عام 2020 برعاية أميركية بين الدولة العبريّة وكلّ من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وتتعرّض الدول التي أبرمت اتفاقيات مع الدولة العبرية لانتقادات من مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة اشتدّت وتيرتها مع الحرب الدائرة في قطاع غزّة.
إلا أنّ الفيديو المنشور لا علاقة له بالإمارات، أو بأي دولة عربيّة أخرى.
فالتفتيش عنه باستخدام اسم حساب تيك توك الظاهر عليه، يرشد إليه منشوراً في الثامن من آب مع تحديد الموقع الجغرافي على أنّه في لايكوود وهي مدينة في ولاية نيوجيرزي الأميركية.
وبالتفتيش عن اسم المحطة على خدمة خرائط غوغل ومقارنتها بمشاهد الفيديو يمكن التثبّت من أنّه مصوّر بالفعل في الولايات المتحدة.
وأثار الفيديو الأصلي بعد نشره في آب موجة من الانتقادات فاعتبره البعض معادٍ للساميّة بعد أن نُشر على نطاق واسع في مواقع إخباريّة وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يتسنّ لصحفيي فرانس برس التثبت من السبب الحقيقي الذي دفع العامل للتصرّف بهذه الطريقة مع الرجلين.
وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع محطات الوقود في الولايات المتحدة تعتمد قانوناً يجيز للزبون تعبئة خزان وقود السيارة بنفسة، باستثناء ولاية نيوجيرزي التي لا تزال تفرض أن يقوم عامل المحطة بهذه المهمّة، بحسب الوكالة.