لقاء حواري للهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري حول "دور المرأة في زمن الحرب"
أقامت الهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري بالتعاون مع جمعية toura لقاءً حواريًا في مركز معروف سعد الثقافي صيدا حول دور المرأة في زمن الحرب، تحت عنوان :" تأثير الحرب على واقع المرأة، وانعكاساتها على صحتها ومحيطها العائلي والاجتماعي والمهني".
تخلل اللقاء معرض صور لعدد من النسوة المناضلات اللواتي صمدن في مواجهة العدو الصهيوني وانتهاكاته في فلسطين ولبنان.
حضر اللقاء أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الناب الدكتور أسامة سعد، ورئيسة الهيئة النسائية الشعبية في التنظيم السيدة إيمان سعد، ورئيسة جمعية toura السيدة فلورونس كنعان، إضافة إلى حشد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والنسائية من صيدا والجوار.
بدأ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، وبالوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء غزة وشهداء الأمة العربية، وحدادًا عن أرواح عضوتي الهيئة النسائية الشعبية مريم بشاشة وخولة حنينة.
ثم كانت كلمة ترحيبية لعضوة الهيئة النسائية الشعبية السيدة فاديا خريش، وأبرز ما قالت فيها:
تصارع النساء للبقاء على قيد الحياة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.. معاناة النساء بسبب الحرب لم تكن وليدة العقود الماضية، وإنما بدأت منذ آلاف السنين.. تجارب النساء في زمن الحرب لا تعد ولا تحصى .. فصورة الحرب التي نتابعها في أخبارنا اليومية في فلسطين، حيث يتعرض الناس للصدمة والتشويه والتعذيب والقتل والمعاناة الهائلة والجرائم ضد الإنسانية والذي يحصل أيضًا في جنوب وطننا لبنان يجعل من المرأة عنصرًا أقوى بكثير مما هي عليه أثناء السلم.. إن المرأة في زمن الحرب لم تعد فقط ممرضة أو أمًا ، بل باتت مقاتلة وحامية وناشطة اجتماعية .. لقد كانت ولا تزال في مقدمة الصفوف في كل المجالات ولم تتوانَ في أي مجال، ولم تتخاذل وتقصر في أي دور لتصنع بتضحياتها العظيمة أعظم صور البذل والعطاء والتضحية في سبيل الوطن والضعفاء".
جويس الحاج – مراسلة العربي في بيروت كان لها كلمة نقلت خلالها تجربتها كإعلامية تنقل آخر التطورات في جنوبي لبنان، وقالت:" دورنا كإعلاميين مهم لجهة نقل صورة الاعتداءات التي تطال جنوبي لبنان من قبل العدو الصهيوني.. نحن أصبحنا جزءًا من هذه الصورة.. على مدى 10 أشهر حتى يومنا هذا ونحن ننقل معاناة الأهالي جراء الاعتداءات والدمار والتشييع. ننقل حزن الناس وذكرياتهم التي ذهبت نتيجة هذه الاعتداءات.. هؤلاء الناس أصبحوا جزءًا من حياتنا، ومن واجبنا الوطني الدفاع عن هذه الأرض بالطريقة التي نستطيع. نحن كإعلاميين مستهدفين لأننا نقوم بفضح ارتكابات هذا العدو، ونواجه صعوبة في التحرك نتيجة الاعتداءات التي تطال أغلب المناطق الجنوبية.. لقد تضررنا نفسيًا جراء استمرارنا بنقل صور المعاناة المختلفة، وعلى الرغم من ذلك وبعد مرور 10 أشهر دورنا يفرض علينا الصمود".
وقامت بعرض عدة فيديوهات أثناء تغطيتها للاعتداءات على جنوبي لبنان توثق تعرض العدو الصهيوني بشكل مباشر للإعلاميين أثناء قيامهم بدورهم.
رنا غنوي – أخصّائيّة اجتماعية وخبيرة في الحماية الأسرية كانت لها كلمة سردت خلالها أبرز المحطات التي عايشتها منذ طفولتها لجهة ترعرعها في منطقة حدودية، وصولاً لإنجاز تحرير الجنوب عام 2000 من رجس الاحتلال الإسرائيلي.. واختيارها لاختصاص الإشراف الصحي الاجتماعي لما وجدته من اختصاص له أهمية على صعيد الوقوف إلى جانب من يتعرض للانتهاكات بخاصة في ظل الحروب، وقالت:" لقد عملت مع كثير من الناجيات من الحروب في العراق ولبنان وسوريا .. إن الحرب هي الشيطان الأكبر وتترك في البلدان آثار سلبية كبيرة.. كثير من النساء تشعر أن الأمان بالنسبة لها هو حصولها على حقوقها الاجتماعية والخدمات .. لأن هذه الحقوق تمثّل بالنسبة لها الأمان"..
وختمت السيدة رنا كلمتها بتوجيه التحية لوالدها، وهم من سكان حولا، وقالت:" وراء كل رجل عظيم امرأة .. وأقول لكم أنا ورائي هذا الرجل العظيم والدي "أبو رنا" الذي تحمّل لأجلنا الكثير من فقدان منزلنا في الحرب، وتحمّله الكثير لنصل إلى ما نحن عليه الآن .. كلّي فخر أن أحمل اسم هذا الرجل العظيم"..
الدكتورة ميريام الشماعي – طب أطفال – طوارىء - وأمراض الجهاز التنفسي والحساسية كانت لها كلمة تناولت فيها ثلاثة محاور وهي" دور الأم في مواجهة الحرب، ودور المرأة في المجتمع في زمن الحرب، وخطوات حماية الأطفال من أخبار الحرب، وقالت:" إن أغلى لقب في حياتي هو مناداتي "أم سييل" .. سييل هي ابنتي التي غيّرت لي كل حياتي .. لقد ترعرعت في منطقة مليئة بالصراعات .. ودورنا كنساء مهم في عائلاتنا لجهة حماية أطفالنا من آثار الخوف والضغوطات جراء الحروب التي تطالنا .. الأم لها دور مهم في خلق بيئة آمنة داخل البيت، ولها دور مهم في العمل الاجتماعي والتوعوي والتثقيفي"..
وشرحت الطرق التي يجب اعتمادها مع الأطفال من خلال المراقبة النفسية وتقديم الدعم لتخطي مشاعر الخوف التي قد يتعرضون لها جراء سماع صوت جدار الصوت أو القصف..
وقدمت نموذجًا حيًا من خلال ابنتها سييل التي شاركت في مداخلة أظهرت كيفية فهمها للواقع الذي نعيشه بشكل مبسط ويتلاءم مع سنها الصغير..
كما وجهت التحيّة لطلاب الجنوب الذين وعلى الرغم من الآثار السلبية التي تعرضوا لها نتيجة عدم الاستقرار في مناطقهم الجنوبية بسبب الاعتداءات المتكررة، إلا أنهم أحرزوا مراتب متقدمة في الشهادات الرسمية..
دارين الحوماني – معالجة نفسية ومعالجة باليوغا العلاجية كان لها كلمة وجّهت خلالها التحيّة لصرح معروف سعد الثقافي الحاضن للكثير من النشاطات التربوية والثقافية والإنسانية، وقالت:" جميعنا يعيش داخله صدمات .. هذه الصدمات تعبر عبر الأجيال.. وفي حال لم نفرّغ هذه الصدمات فإنها ستسكن داخلنا، وستزيد من جروحنا .. كل فرد منا لديه ذكريات وصور لأماكن ولأشخاص وأحداث مررنا بها.. من هنا أهمية التعبير لمواجهة التبلد العاطفي والتصدعات لدى الأجيال.. إنني أخاف على جيل غير قادر على التعبير .. الحرب تقتل داخلنا الإنسانية نتيجة التصدع النفسي التي تسببه .. لذلك هناك أهمية لتفعيل دور الجمعيات والمؤسسات للنهوض بالإنسان بما يضمن تحريك الديناميكية النفسية داخلنا .. وهناك أهمية كبيرة للأسرة في بناء جيل قادم يكمل المسيرة".
آمال خليل – كاتبة في جريدة الأخبار، بدأت مداخلتها بتوجيه التحيّة للشهيد معروف سعد مؤسس جبهة الإسناد للقضية الفلسطينية، وقالت:" صيدا عاصمة المقاومة والجنوب .. جزء كبير من وعيي هو الشهيد معروف سعد. أنا ابنة البيسارية - قضاء صيدا.. وأشارك باستمرار في مسيرة الوفاء للشهيد .. وبرأيي هذا الشهيد يعلمك كيف تستشهد من أجل قضية .. فهو مؤسس جبهة الإسناد للقضية الفلسطينية .. إنني موجودة بحضرة هذا الصرح الذي يحمل اسمه ..
من الصعب أن أفصل تجربتي الشخصية عن تجربتي المهنية، لاعتبارات نفسية وجغرافية متداخلة .. إنني أغطي الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على جنوبي لبنان لجريدة الأخبار منذ 10 أشهر بشكل متواصل بالفيديو والكلمة والصوت.. قدرنا أن نكون في حالة حرب بسبب جوارنا مع الكيان الصهيوني.. النساء منخرطات في معركة التصدي للعدو الإسرائيلي، ودفعن ثمن هذا العدوان منذ نكبة 48 والاجتياح حتى اليوم .. لقد أخذت قرارًا منذ بداية العدوان توثيق حكايا الناس إلى جانب توثيق الاعتداءات، بخاصة حكايا الصامدات في الجنوب .. وعندما أتناول حكاية امرأة صامدة ذلك له أثر كبير في رفع المعنويات، بخاصة وأن نساء كثيرات لا زلن صامدات ووحيدات في ميس الجبل والضهيرة وحولا، ورفضن ترك مناطقهن .. كثير ممن وثقت قصص معهن استشهدن .. هاتفي مثقل بالذكريات ..
لقد تعرضت للاستهداف المباشر خلال تغطيتي للاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب .. وأمام الواقع الحالي تسقط الاعتبارات الشخصية .. نحن معنيون كجنوبيين ومهنيين بالبقاء .. ولا مجال للاستراحة.. لا نزال ندفع ثمناً بسبب مواجهتنا وتصدينا للكيان الغاصب من صيدا للجنوب .. وسنحكي قريباً حكايا النصر"..
وقامت بعرض عدة فيديوهات لتغطيتها للاعتداءات على جنوبي لبنان.
ماري دياب – من مؤسسي مؤسسة "صابون مفلح" عين إبل، كان لها كلمة، قالت فيها:" نحن نعيش في المنطقة الحدودية، تحديدًا في عين إبل.. لدينا مؤسستنا الخاصة "صابون مفلح"، على اسم عائلتنا .. هذه المهنة تعلمناها من والدي.. جئت من عين إبل لأكون معكم وأقدم شهادة حياة، وأؤكد أننا نعيش تحت القصف، ومصرين على البقاء لنثبت وجودنا .. منذ 10 أشهر ولغاية اليوم لم نغادر منطقتنا .. قطفنا الزيتون، واستخرجنا منه الزيت من أجل الصابون وذلك كله تحت أصوات الطيران .. نحن مصرّون على البقاء في ضيعنا، ولن نترك لبنان.. وسنثبت للعالم أجمع أننا أقوياء" ..