"الحزب" يكثف هجماته بالمسيّرات رداً على الغارات الإسرائيلية
بعد يومٍ دمويّ مرّ على الجنوب اللّبنانيّ، تواصل القصف المتبادل بين حزب الله والجانب الإسرائيليّ، منذ فجر اليوم الخميس 15 آب الجاري. وأعلن الجيش الإسرائيليّ، صباح اليوم، اعتراضه لـ"جسمٍ مشبوه" في سماء الجليل الغربيّ، وذلك بُعيد إطلاق مجموعة من الطائرات المسيّرة المتفجرة من الأراضي اللّبنانيّة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة أن الدفاعات الجويّة الإسرائيليّة اعترضت هذا الجسم في منطقة "معالوت ترشيحا" بالجليل الغربيّ. كما وأُعلن عن سقوط 5 قذائف صاروخيّة في إصبع الجليل. ومنذ الصباح، دوت صافرات الإنذار في بلدة عرب العرامشة ومحيطها خشية تسلّل مسيّرة من لبنان. فضلًا عن المالكية على الحدود مع لبنان، والّتي أُعلن عن سقوط صاروخ في منطقةٍ مفتوحة منها، ليُشير الحزب في بيان أنّه استهدف نقطة تموضع لجنود إسرائيليين في موقع المالكية بالأسلحة المناسيّة.
جدول النيران
وفي بياناتٍ متتاليّة، أعلن الحزب شنّه لهجوم جويّ بسربٍ من المسيرّات الانقضاضيّة على موقع خربة ماعر مستهدفًا أماكن تموضع وتمركز ضباط وجنود العدو وأصاب أهدافه بدقة. ذلك ردًّا على الاعتداء الإسرائيليّ في بلدة العباسيّة. كما وأعلن عن استهداف موقع معيان باروخ بقذائف المدفعيّة. وقال في بيانٍ آخر، أنّ "المقاومة الإسلاميّة" أدخلت على جدول نيرانها المستعمرة الجديدة شامير وقصفتها لأول مرة بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
هذا وقال الجيش الإسرائيليّ، في بيان، إنّه "تم اعتراض هدف جوي مشبوه عبر الحدود من لبنان، ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات"، وذلك "في أعقاب الإنذار الذي أُطلق في الساعة 14:10 في منطقة مرتفعات الجولان" السوري المحتل. وأضاف أنه "بالإضافة إلى ذلك، تم رصد حوالى خمسة صواريخ اجتازت الحدود وسقطت في مناطق مفتوحة بالقرب من منطقة شامير، وتم تفعيل الإنذار في المناطق المفتوحة وفقًا للسياسة المتبعة، دون وقوع إصابات". وتابع أنه "في أعقاب الإنذارات التي أُطلقت في الساعة 14:29 في منطقة الجليل الأعلى، تم رصد حوالي 20 صاروخًا اجتازت الحدود من لبنان، تم اعتراض معظمها، وتم تحديد سقوط عدد منها في المنطقة، ومعظمها في مناطق مفتوحة. لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات".
من جهته، شنّ العدو الإسرائيليّ سلسلةً من الغارات الجويّة على البلدات والقرى اللّبنانيّة كالخيام ومرجعيون وقبريخا ودير ميماس والناقورة. وتسبب القصف المعادي باندلاع النيران في منزل في بلدة الخيام بعد استهدافه. هذا وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن "القصف المدفعي الإسرائيلي المعادي بالقذائف الفوسفورية على بلدة الخيام أدى إلى إصابة مواطنين بحالة اختناق حادة، استدعت إدخالهما إلى مستشفى مرجعيون الحكومي حيث عولجا في قسم الطوارئ". وأعلن في بيانٍ آخر، أن القصف المدفعيّ الإسرائيليّ المعادي الذي طال الأحياء السكنية في بلدة قبريخا أدى إلى إصابة طفل يبلغ من العمر عشر سنوات بجروح استدعت دخوله إلى مستشفى تبنين الحكومي للحصول على العلاج اللازم.
المستوطنات الشماليّة
في سياقٍ متصل قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في مقابلة مع شبكة CNN، إن المعلومات تشير إلى أن إيران لم تتراجع عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل، ربما من خلال قوات بالوكالة. وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة الوضع عن كثب، رغم أمله في ألا يكون هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء.
بعد عشرة أشهر على بداية الحرب في الشمال مع حدود لبنان المحتلة، بدأت وزارة الحرب وجيش الاحتلال تنفيذ أعمال حماية وتحصين في أربع مستوطنات على الحدود الشمالية هي: "لهفوت هبشان"، "كفار سالد"، "عامير" و"شامير".
وقال موقع القناة 12 الإسرائيليّة، أن الأعمال تتضمّن تأهيل طرق آمنة وتأمين الإنارة. وأعمال التحصين هي الجزء الأول في مشروع واسع النطاق بمئات ملايين الشواكل لتحصين عشرات المستوطنات الشماليّة. وتشارك في المشروع شعبة الهندسة والبناء ووحدة الاستيطان في وزارة الحرب، إلى جانب القيادة الشمالية وقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيليّ. في الوقت نفسه، أُطلق مشروع لحماية المؤسسات التعليمية في مستوطنة "عامير"، من المتوقع أن يتوسّع في الأيام المقبلة ليشمل مستوطنات إضافية. ويُرجّح الموقع أن يقدم المشروع الذي تقوده وزارة الحرب وقيادة الجبهة الداخلية إجابة لجميع ثغرات الحماية في المؤسسات التعليمية ضمن نطاق يصل إلى 9 كيلومترات من الحدود اللبنانية وسوريا.
من ناحيته؛ قال نائب المدير ورئيس قسم الهندسة والبناء في وزارة الحرب إيريز كوهين "إن الوزارة مع قيادة الجبهة الشمالية وقيادة الجبهة الداخلية تعمل، منذ بداية القتال حتى اليوم، على إنشاء وتحديث العناصر الأمنية في المستوطنات الشمالية"، مضيفًا أن "المشاريع التي يُدفع بها قدمًا الآن ستوفر إجابة للعديد من التحديات، وسنستمر في الدفع نحو المزيد من المشاريع من أجل أمن "السكان"". بدوره، صرّح رئيس قسم التحصين في الجبهة الداخلية العقيد الدكتور يانيف وولفر: "منذ بداية الحرب، تعمل الجبهة الداخلية جنبًا إلى جنب مع السلطات المحلية في الشمال على تقليص فجوات الحماية القائمة. أرحّب بالتعاون بين جميع الهيئات المعنية، وهذه خطوة أخرى ومهمة لأمن "السكان" على الحدود الشمالية".
الأزمة الاقتصاديّة
وتحدث معلّق الشؤون الاقتصادية متان خوضوروف، في القناة 13 الإسرائيليّة، عن انعكاسات مرحلة انتظار ردّي إيران وحزب الله وما فيها من توتر جماهيري وأضرار على الاقتصاد الإسرائيلي. خوضوروف قال: "ممّا لا شكّ فيه أن هذين الأسبوعين أنهكا السوق، إذ ألغيت بعض النشاطات الاقتصادية، وجزء آخر تقلّص في أعقاب مخاوف الجمهور وأيضًا الخطوات الاستعدادية العملياتية التي اتُخذت إزاء احتمال هجوم من لبنان وإيران".
وعدّد خوضوروف القطاعات الاقتصادية التي أصابتها الفوضى، فأشار الى إلغاء الإجازات والرحلات إلى الخارج وعودة الإسرائيليين إلى تل أبيب والجولات السّياحية. وتحدّث عن احتمال أن تواجه الفنادق ومناطق الاستجمام، في منطقة الشمال، فوضى أمنية، وعن خوف رؤساء البلديات من إقامة مهرجانات حاشدة خشية حصول إصابات مباشرة في المنطقة. ولفت إلى أن المؤسسات الاجتماعية، مثل المؤسسات الطبية، يفترض أن تستعدّ لسيناريوهات أحداث توقع الكثير من المصابين، ما يستوجب استعدادات خاصة من المستشفيات وترتيب أولويات مختلفة. واذا استمر هذا الوضع، حتى شهر أيلول، حينها المؤسسة التعليمية يفترض عليها أيضًا المناورة لسيناريوهات من القتال.
وقال خوضوروف: "هناك موازنات طوارئ في السلطات المحلية: طواقم، عمال اجتماعيون، إعداد الملاجئ. وأيضا في هذه اللائحة، منصات الغاز المسؤولة عن تزويد الطاقة بشكل خاص للسوق، في حال أصيبت بالصواريخ التي سيطلقها (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله بشكل مباشر بالرغم من منظومات الحماية الموجودة بالقرب منهم، ما دفع شركة الكهرباء الى الحاجة للتزود بوقود بديل للسوق، ومن هنا مُلئت الخزانات بالفحم الذي اشتروه لتشغيل محطات الطاقة لاحقًا، اذا حصلت إصابة كهذه".