يوم دموي: ثلاثة شهداء و21 جريحاً..و"الحزب" يقصف كريات شمونة

بصرف النظر عن الجهود الدبلوماسيّة الدؤوبة والتحذيرات الصارمة، لا يزال خطر توسع الصراع الإقليميّ والحرب الشاملة يتفاقم كل ساعة، على وقع التصعيد المستمر والحاسم عند الحدود الجنوبيّة اللّبنانيّة، والتأهب الإسرائيليّ بانتظار ردّ حزب الله وإيران على الاستهدافات الإسرائيليّة.
شهداء وجرحى
ووصل التصعيد أوجّه، ظهر اليوم، الأربعاء 14 آب الجاري، حين أغارت طائرة مسيّرة إسرائيليّة على مفرق بلدة العباسية بقضاء صور في جنوب لبنان، ما أدى لإصابة 17 شخصًا بينهم أطفال و4 منهم حالاتهم حرجة، بحسب وزارة الصحّة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن طائراته الحربية هاجمت "مبانٍ عسكرية لحزب الله في مناطق رب الثلاثين وبليدا في جنوب لبنان، ومنصة صواريخ كانت موجهة نحو أراضي دولة إسرائيل، والتي استخدمها التنظيم في منطقة حولا جنوب لبنان". وأضاف "كما قصف الجيش الإسرائيلي مبنى عسكريًا للتنظيم في منطقة الناقورة في جنوب لبنان".
وقام الاحتلال باستهداف سيارة في ساحة بلدة جديدة مرجعيون، أدّت إلى إصابة 5 أشخاص في صفوف المدنيين، كانوا متواجدين في الساحة أثناء الاستهداف. ليعلن بعد وقتٍ قليل، مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن "الغارة المعادية التي استهدف فيها العدو الإسرائيلي بلدة مرجعيون، أدت في حصيلة أولية غير نهائية إلى سقوط شهيدين و4 جرحى بحالة حرجة، مع العلم أن فرق الاسعاف ما زالت حتى الساعة تقوم بنقل الاصابات الى المستشفيات المحيطة". فيما جرى استهدافٌ آخر في بلدة بليدا، أدى إلى سقوط شهيد وإصابة شخص آخر. فيما شنّ الطيران الحربيّ سلسلةً من الغارات على عيتا الشعب. 
قصف كريات شمونة
هذا في وقتٍ استهدف فيه حزب الله عدة مواقع إسرائيلية وتجمعات لجنود. معلنًا عن إطلاق صلية صاروخيّة من لبنان نحو الجليل الأعلى، كما وأعلن حزب الله أن مقاتليه "قصفوا مستعمرة ‏كريات شمونة بِصليات من صواريخ الكاتيوشا"، وذلك "ردًا على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا في بلدة العباسية ‏وإصابة المدنيين فيها". ودوّت صافرات الإنذار في كريات شمونة، تحذيرًا من تسلّل مسيّرات.
وصرح  وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، خلال جولة ميدانية في المطلة اليوم الأربعاء، أن "على إسرائيل خوض حرب ضد حزب الله، ونقل المنطقة الأمنية من داخل حدودنا إلى أراضيهم. نحن ملتزمون أيضًا بتطوير هذه المنطقة اقتصاديًا وماليًا وإعادة السكان إليها. القوة والعزيمة هما عنصران أساسيان في تحقيق النصر".
موقف الحكومة
في سياقٍ متصل، أعاد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، تأكيد التزامه بحماية لبنان. وأشار إلى أن لبنان أمام فرصة دبلوماسية مهمة لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي. ووجه بتأمين الاعتمادات اللازمة في حال حدوث اعتداءات إسرائيلية على لبنان، حيث قررت الحكومة فتح اعتماد بقيمة 150 مليار ليرة (1.67 مليون دولار) لتمويل "الهيئة العليا للإغاثة" ضمن خطة الطوارئ لمواجهة الحرب الإسرائيلية المحتملة.
وفي مستهل جلسة الحكومة، شدّد ميقاتي على تمسك الحكومة بحقّ لبنان في تحرير أرضه وحفظ سيادته. وأوضح: "بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب على لبنان وغزة، ندفع ثمنًا باهظًا من أرواح شبابنا ومواطنينا واقتصادنا، مصرين على وقف الحرب". وأكدّ على موقف لبنان الثابت في التقيد التام بالقرار (1701) وتنفيذ بنوده بالكامل من قبل الجميع، مشيرًا إلى أنه يشكل أساس أي حلّ. وأضاف: "نحن أمام فرصة دبلوماسية مهمة لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي، خاصة في ظل الجولات الخارجية التي تجري مع رؤساء وقادة أجانب وعرب، نظرًا لخطورة الوضع اللبناني والإقليمي، وضرورة وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة". وختم ميقاتي بالتأكيد على عدم التهاون في استخدام كل قدرات لبنان وعلاقاته لحماية البلد وإدانة الأفعال الإسرائيلية، مع رفع الصوت لتحريك الضمير العالمي. وأشار إلى أن التعنت الإسرائيلي يهدد مساعي وقف الحرب ويتجاهل مبادرات الوسطاء.