سلامة المطار مهددة: الزام الشركات بعدم إعادة جدولة رحلاتها
منذ بدء تصاعد المخاوف من شنّ إسرائيل حرباً على لبنان راحت شركات الطيران، التي لم تلغِ رحلاتها من وإلى مطار بيروت، تعيد جدولة رحلاتها الليلية.
بعض شركات الطيران كانت تسيّر أكثر من رحلة ليلية إضافة إلى الرحلات الصباحية، نقلت جدول مواعيدها إلى الفترة الصباحية. هذا الأمر أدى إلى ازدحام المطار بالمسافرين في الفترة الصباحية من ناحية، وإلى ازدحام مدرجات المطار بالطائرات كما مواقف الطائرات في أرض المطار، والأجواء اللبنانية من ناحية ثانية، ما يهدد السلامة العامة للطيران، تقول مصادر مطلعة لـ"المدن".
الخوف من الرحلات الليلية
ووفق المصادر جميع الشركات، باستثناء طيران الشرق الأوسط (الطيران التركي وبيغاسوس والإمارتية والقطرية وفلاي دبي والعراقية وفلاي العراق والأردنية)، نقلت رحلاتها إلى الفترة الصباحية. علماً أن بعض هذه الشركات تسيّر أكثر من رحلة مسائية كحال الطيران التركي وبيغاسوس.
استدركت المديرية العامة للطيران المدني هذا الأمر الذي بات يهدد السلامة العامة. وصدر قرار يحمل الرقم 26/2، حصلت "المدن" على نسخة منه، تم تبليغه للشركات التي ما زالت تسيّر رحلاتها من مطار بيروت، ينص على منعها من إعادة جدولة الرحلات الليلية إلى الفترة الصباحية.
وتشرح المصادر أن شركة طيران الشرق الأوسط تسير رحلاتها الليلية، لكن فضلت الشركات الأخرى الفترة الصباحية حصراً، على اعتبار أنها آمنة أكثر، خوفاً من شنّ الطيران الإسرائيلي غارات جوية ليلية على لبنان. وما زاد من ازدحام المطار أن العديد من شركات الطيران التي كانت قد جدولت رحلات إلى بيروت وعادت وألغت الرحلات، عملت على تأمين الركاب مع شركات أخرى. وهذا حال شركة لوفتهنزا الألمانية، على سبيل المثال، التي نقلت ركابها إلى الطيران التركي. علماً أن شركات عدة كبّرت حجم الطائرات لاستيعاب مسافرين من شركات أخرى. وتوقفت الشركات عن تسيير الرحلات الليلية، ناقلة مواعيد الرحلات إلى الفترة الصباحية.
إعادة جدولة رحلة واحدة
القرار يلزم الشركات ابتداء من يوم الإثنين المقبل بعدم إعادة جدولة رحلاتها في الفترة الصباحية، نظراً للحالة الحرجة التي يعاني منها المطار، التي تهدد السلامة العامة. وينص القرار على السماح لكل شركة طيران بإعادة جدولة رحلة واحدة فقط في اليوم، وذلك من خلال الطلب المسبق من المديرية العامة للطيران المدني. ويطلب القرار من الشركات العمل وفق جداول الرحلات المعمول بها سابقاً، تحت طائلة إلغاء أي إعادة جدولة لأكثر من رحلة واحدة في اليوم. وقد اضطرت المديرية مجبرة إلى اتخاذ هذا القرار لتأمين السلامة ولجعل حركة الركاب والطائرات أكثر فعالية.
ووفق المصادر، بدأت شركات الطيران بتقديم طلب للحصول على إعادة جدولة رحلة واحدة في اليوم ونقلها إلى الفترة الصباحية، وبالتالي باتت الشركات التي تسيّر أكثر من رحلة مسائية ملزمة إما بتأمين بديل للركاب (طيران الشرق الأوسط لأنها الوحيدة التي تسير رحلات مسائية حالياً) أو تسيير رحلات مسائية، أو تكبير حجم الطائرات، أو التعويض على المسافرين في حال إلغاء الرحلة.