غارات كثيفة على الجنوب: انتظار ردّ الحزب "يرهق" إسرائيل
يستمر التصعيد عند الجبهة الجنوبيّة، متخذًا وتيرة تصاعدية ومراكمًا الخسائر البشريّة والمدنيّة وتحديدًا عند مقلب الحدود اللّبنانيّة. إذ شنّت مسيّرة معادية غارةً جويّة مستهدفةً سيارة على الطريق الّتي تربط بلدة يارين ببلدة الجبين في القطاع الغربيّ، أدّت في حصيلتها الأوليّة -حسب مركز عمليات طوارئ الصحّة العامّة، التابع لوزارة الصحّة- إلى جرح ثلاثة أشخاص وسقوط ضحية. هذا بعد ليلةٍ طويلة من الاشتباكات والتوترات العسكريّة. وفي تصريحٍ له، أفاد وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بو حبيب، أن "التصعيد الإسرائيلي في لبنان وإيران والعدوان على غزة يعطل مبادرة بايدن لوقف إطلاق النار".
كما شنّ الطيران الإسرائيليّ، منذ صباح اليوم، الخميس 8 آب الجاري، سلسلة غارات على بلدات في جنوب لبنان، وطالت هذه الغارات بلدة الدوير، وبلدة الكفور قضاء مدينة النبطيّة. وأغار الطيران الإسرائيليّ على بلدة ديركيفا في قضاء صور، وأفادت تقارير عن سقوط شهيد للحزب. فيما تركّز القصف المدفعيّ على سهل الخيام ومرتفعات الريحان، وأطراف بلدة كفركلا بالتزامن مع تشييع الشهيد وهبة إبراهيم.
وأعلن الجيش الإسرائيليّ عن مهاجمة الطيران الإسرائيليّ البنية التحتيّة لحزب الله، وقال في بيانٍ مقتضب إن "مقاتلات سلاح الجوّ نفذت ليلًا غارة ودمرت عددًا من البنى التحتية لتنظيم حزب الله في مناطق بنت جبل ومجدل زون والدوير". ويأتي ذلك بُعيد الاستهدافات الّتي قام بها الحزب أمس في كريات شمونة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيليّة عن رئيس بلدية المستعمرة، أن 43 بالمئة من السكّان يهابون العودة إليها، و13 بالمئة قرروا عدم العودة نهائيًّا.
وفي بيانٍ له، أشار حزب الله أن مقاتليه استهدفوا "عند السّاعة 01:20 من ظهر اليوم، الخميس، تجمعًا لجنود العدو في موقع المرج بمسيرة انقضاضيّة وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة".
هذا وأعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس)، يوم الخميس، تمديد تعليق رحلاتها بين باريس وبيروت حتى 11آب الجاري. وكانت الشركة قد ألغت جميع رحلاتها إلى لبنان منذ 29 تموز ، وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، مددت سريان القرار حتى الثامن من آب.
ردّ حزب الله
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركيّة عن مصدرين مطلعين على المعلومات الاستخباراتيّة، الأربعاء، أن حزب الله يُخطط لمهاجمة إسرائيل بشكل مستقل عن إيران. وذكر أحد المصادر أن حزب الله يسارع في تحضيراته ويتطلع لتنفيذ هجوم على إسرائيل في الأيام القليلة المقبلة، مشيرًا إلى أنه قد يتحرك من دون سابق إنذار، نظرًا لقرب لبنان من إسرائيل. كما أشار إلى أنه لا يوجد تنسيق واضح بين حزب الله وإيران في الوقت الحالي.
في هذا السياق، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن مسؤولين إسرائيليين أعربوا لواشنطن عن قلقهم من احتمال قيام حزب الله باستهداف مراكز سكانية إسرائيلية. وأكدوا أن تل أبيب حذرت واشنطن من أن حزب الله سيتكبد خسائر كبيرة إذا أصابت هجماته المدنيين.
كما وقال موقع القناة 13 الإسرائيليّة :"إن انتظار ردّ حزب الله وإيران يرهق الأعصاب بشكل متواصل، كما أن وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي يهدّدان، في ما لا يزال 115 محتجزًا عند حماس".
ووفقًا لموقع القناة، يحاول مسؤول أميركي في البيت الأبيض مجددًا بثّ التفاؤل بخصوص صفقة توقف الحرب في غزة، بينما يخفّف مكتب رئيس حكومة الاحتلال من هذه الأجواء. حتى الساعة، هذا هو تقدير الوضع، وهذه هي سيناريوهات الردّ من طهران ومن لبنان التي يستعدون لها في المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية". كما أشار موقع القناة الى أن: "إسرائيل تقدّر الآن أنه بينما إيران لا تزال تدرس طريقة ردّها، حزب الله ُمصمّم أكثر على شن هجوم أشد وأكبر، وهو مستعدّ لتحمّل مخاطر وتبعات ذلك، ومن ضمنها اتساع القتال بينه وبين "إسرائيل" إلى حرب شاملة في الشمال.
وتُرجّح التقديرات "الإسرائيلية" أن حزب الله سيُحاول استهداف مواقع عسكرية بسلاح لم يستخدمه حتى اليوم، والهجمات ستنفّذ بشكل منفصل، لكن ستكون المدة قصيرة بينهما. وقال الموقع: "أنظار المؤسسة الأمنية شاخصة قبل كل شيء نحو الشمال، نحو حزب الله. وذلك بسبب المسافة القصيرة ووصول صواريخ وطائرات حزب الله المُسيّرة بسرعة كبيرة". وتابع الآن، السيناريو الذي يحاول الجيش "الإسرائيلي" منعه هو إطلاق نيران حزب الله الواسع والفوري بشكل مفاجئ، باتجاه الشمال والوسط.