حربٌ نفسيّة... وهل أعفى نصرالله إيران وسوريا من دخول الحرب؟
ينتظر اللّبنانيّون والعالم ردّ "حزب الله" على اغتيال العدو الإسرائيليّ للقياديّ الكبير في "الحزب" فؤاد شكر في الضّاحية الجنوبيّة. وكان الأمين العام لـ"الحزب" السيّد حسن نصرالله واضحاً وصريحاً بأنّ هذا الرّدّ آتٍ، ملمّحاً إلى أنّه قد لا يكون قريباً، لكنّه بالتّأكيد سيكون قويّاً ومؤثّراً، مؤكّداً أنّ "الانتظار الإسرائيليّ على مدى أسبوع "على إجر وربع" هو جزءٌ من العقاب، ومن الرّدّ"، بمعنى آخر أنّ الحرب حالياً، نفسيّة، قبل أن تنتقل إلى "الميدان".
يشرح الخبير العسكريّ والاستراتيجيّ العميد المتقاعد ناجي ملاعب أنّ "الحرب النّفسيّة مهمّة جدّاً عسكريّاً، مارسها سابقاً "حزب الله" عندما اغتال العدو الإسرائيليّ القياديّ في حركة "حماس" صالح العاروري في الضّاحية الجنوبيّة، في كانون الثّاني الماضي، ولم يتعمّد الرّدّ مباشرةً، فاستنفر العدو بمدنيّيه وعسكريّيه وكلّ مراكزه".
ويُضيف، في حديث لموقع mtv: "هذا الأسلوب تعتمده إيران، وهو ما يُعرَف بـ"الصّبر الاستراتيجيّ"، بمعنى أنّه "كلّما صبرنا، كلّما خلقنا للعدو خوفاً وقلقاً وحالةً صعبة، والدّليل أنّ الحكومة الإسرائيليّة تعقد اجتماعاتها تحت الأرض".
ويُؤكّد ملاعب، أنّ "الاستنفار جزءٌ من الحرب النّفسيّة، التي، بدورها، تؤدّي إلى نتيجة، فجهل العدو بموعد الرّدّ، وعنصر المفاجأة، سيجعلانه يعاني بلا شكّ".
هل أعفى نصرالله سوريا وإيران من التّدخّل في الحرب في حال اندلاعها؟ يعتبر ملاعب أنّ "سوريا قد لا تتدخّل كدولة وجيش لأن لا مقوّمات عسكريّة لمؤسسّتها، وبالتّالي، لا تستطيع التّدخّل عسكريّاً طالما انّ الأمور لم تحسم في البلاد".
ويُتابع: "أمّا إيران، فرفعت راية الثّأر، وهي تنتظر أموراً عدّة قبل الرّدّ، الأوّل، التّنسيق مع محور المقاومة لا سيّما أنّ هناك ردّاً من "حزب الله" ومن الحوثيّين ومن فصائل عراقيّة مسلّحة، بشأن ما إذا كان هذا الرّد سيكون منفصلاً متتابعاً أم مشتركاً، والثّاني، فإنّ إيران تنتظر انعقاد الاجتماع الطّارئ لمنظّمة التّعاون الإسلاميّ، لذا، من المرجّح ألا يأتي الرّدّ قبل الاجتماع".
ماذا عن ردّ "حزب الله"؟ يُؤكّد ملاعب أنّ لـ"الحزب" الكثير من الأهداف، متوقّعاً "ألا يستهدف المدنيّين الإسرائيليّين، كي لا يستدرج ردّاً إسرائيليّاً يستهدف المدنيّين في لبنان، وبذلك، يكون قد حمى لبنان من ردٍّ على الرّدّ".