ميقاتي يتخوف من الانزلاق إلى الحرب الشاملة.. ومصر تتضامن
على وقع التصعيد المشهود جنوباً، وفي ظل التوتر الذي تعيشه المنطقة بانتظار الردّ الإيراني على استهداف العاصمة طهران واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تتواصل الاتصالات اللبنانية مع القوى الدولية لخفض التصعيد، وللضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية في غزة وجنوب لبنان.
وفي السياق، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيداً لإرساء حلّ يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701.
واعتبر ميقاتي أن العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم، وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية، من شأنها أن تدفع الأمور نحو الحرب الشاملة. وقال: "هذه المخاوف أعبرّ عنها لجميع المسؤولين في الدول الصديقة للبنان من خلال الاتصالات والاجتماعات التي أجريها، والتي أحرص على أن تكون بعيداً عن الإعلام، لان الديبلوماسية الصامتة هي الأنجع في مثل الظروف الدقيقة التي نمر بها". وأضاف: "سلسلة الإتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي أجريتها بالأمس، ساعدت في تكوين القناعة لدى أصدقاء لبنان بضرورة الضغط على إسرائيل لعدم الانزلاق بالأوضاع إلى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته. وهذا الضغط مستمر، ونأمل أن يفضي إلى نتائج مرضية في أسرع وقت".
وتابع، "إن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تندرج في إطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكن المؤسف أن البعض يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير أهدافها، فيما الجميع يعلمون أن مفتاح الحلّ يقضي بوقف اطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه المشروعة".
وأضاف، "اتصالاتنا مستمرة ولن نوفّر أي جهد يؤدي الى وقف العدوان والتهديدات الاسرائيلية واعادة الاستقرار إلى لبنان. كما أن الأجهزة الحكومية المعنية تواصل عملها الميداني في مختلف المجالات، لمواكبة كل التطورات. أما الانتقادات المجانية التي يحلو للبعض تردادها، فلا نحن، ولا الشعب القلق، في وارد إعطائها أي أهمية، لأن المطلوب في هذا الوقت الدقيق أن نهتم بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة".
بوحبيب وعبد العاطي
في السياق عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب ونظيره المصري بدر عبد العاطي مؤتمراً صحفياً مشتركاً في القاهرة. وطالب بوحبيب بتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أن الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد تتم عبر وقف العدوان الإسرائيلي في غزة. وحذر من خطورة التهديدات الإسرائيلية لاستهداف وكالة الأونروا. وأضاف: "الاعتداء الإسرائيلي الأخير يقوض الاتصالات والجهود التي تقوم بها مصر، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن. وإن الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد هي وقف إطلاق النار في غزة".
بدوره، أشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشدداً على أن "مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان لاسيما القصف التي تعرضت له الضاحية الجنوبية ونحن كقيادة وحكومة وشعب متضامنون مع لبنان وشعبه". ودعا عبد العاطي كافة أطراف الصراع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، مشيراً إلى أن السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف. ولفت إلى أن السبيل الوحيد لوقف التصعيد في المنطقة هو التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، داعياً الأمم المتحدة والقوى الكبرى إلى ممارسة كل الضغوط الممكنة لتجنب الخيارات العسكرية. وطالب المجتمع الدولي بإعتماد الحوار والدبلوماسية في حل هذا الصراع، لافتاً إلى أن الأعمال العسكرية لن تفيد بشيء بل تؤجج الصراع. وأكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، مشدداً على ضرورة التنفيذ الفوري لهذا القرار بشكل كامل من جانب كافة الأطراف المعنية.