استنفار سياسي في مواجهة الاستنفار العسكري: رسالة إيرانية للحزب
رسائل سياسية وديبلوماسية تسعى إلى التهدئة ومنع تفجر الأوضاع، تقابلها رسائل وإشارات عسكرية تشير إلى حتمية الردّ على الضربات الإسرائيلية. الاستنفار قائم في عواصم المنطقة تحسباً لما قد تحمله الساعات أو الأيام المقبلة.
الثوابت اللبنانية
في إطار المساعي، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، اجتماعاً في السراي الحكومي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، بريطانيا، الصين وروسيا، وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية. وفي خلال الاجتماع تم تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، واهمها تأكيد اولوية تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما القرار1701.
وقال ميقاتي، خلال زيارة إلى وزارة الدفاع للمعايدة لمناسبة عيد الجيش "إننا في مواجهةِ التصعيدِ الإسرائيليّ الممنهجِ والخطير والذي شهدنا فصولاً داميةً منهُ خلالَ الساعاتِ القليلةِ الماضية، لا يسعُنا سوى التأكيدُ على حقّنا في الدفاعِ عن ارضِنا وسيادتِنا وكرامتِنا بكلِّ الوسائلِ المتاحة، ولا تردُّدَ في هذا الخيار مهما غلتِ التضحيات، علماً أننا أَبلَغنا الدولَ الشقيقةَ والصديقةَ أنّنا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، لأننا نسعى الى استقرارٍ دائم ٍمن خلال استرجاع الأجزاءَ المحتلةَ مِن جنوبِنا الغالي، والتزامِ العدوِّ الإسرائيليّ تطبيقَ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 بكلِّ بنودِه، ولن تنفعَ كلُّ الاعتداءاتِ الإسرائيلية عن ثَنيِنا عن ذلك. لقد رحَّبنا، ولا نزالُ نرحِّب، بأيِّ مبادرةٍ تحقِّقُ ما نريدُهُ مِن استعادةٍ لما تبقّى مِن ارضِنا المحتلّة، وتعزيزِ انتشارِ الجيشِ عليها بالتعاونِ مع القواتِ الدولية، لمنعِ أيّ انتهاكٍ لحدودِنا المعترف بها دولياً، كي ينعمَ أهلُنا في الجنوب بالاستقرارِ والأمان، لا سيما وأنهم قدّموا التضحيات مِن اجلِ تحريرِالأرض. كذلك، فإنّ استثمارَ ثرواتِنا في مياهِنا، حقٌّ لا جدالَ فيه ولا مساومةَ عليه".
الرسالة الإيرانية وأقوال غالانت
على الجانب العسكري، بعث قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، برقية تعزية إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، باستشهاد القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر (السيد محسن). وفي البرقية، أكّد سلامي للسيد نصرالله، أنّ "اغتيال السيد محسن يبعث أملاً بانتصار عظيم لجبهة الحق"، وبأنّ "الصهاينة ينتظرهم الانتقام القاسي". وأشار إلى أنّ "الشهيد القائد شكر كان خلاصة شهداء حزب الله".
التطورات العسكرية حضرت في الإجتماع الذي عقد بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ونظيره البريطاني جون هيلي. وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان، أن غالانت "شرح لهيلي الجهود العديدة التي يتم بذلها للتوصل إلى مخطط قد يسمح بإعادة الرهائن، والتقدم في معركة تفكيك حماس والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل ضد إيران ووكلائها، مع التركيز على حزب الله في لبنان". وشدد غالانت على "أهمية تشكيل تحالف للدفاع عن دولة إسرائيل ضد إيران ووكلائها"، معتبراً أن ذلك يعد "إجراءً ضروري للاستقرار الأمني في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم بأسره."
في المقابل أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، أنّ رئيس بلدية حيفا يونا ياهف علّق على التهديدات التي وجّهها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله لإسرائيل، من أنّ "المقاومة" ستردّ على اغتيال فؤاد شكر. وحسب وسائل الإعلام الإسرائيليّة، قال ياهف: "للأسف أنا أصدق نصرالله، ففي كل مرة كان يُهدّد فيها بضرب مكان معيّن في مدينتي كانت الضربة تُنفذ".