الميدان يحكم اتجاهات الحرب.. الجبهات تدخل "مرحلة جديدة"
فيما شيّع حزب الله الشهيد فؤاد شكر الى مثواه الأخير، وتشيّع اليوم حركة حماس رئيس مكتبها السياسي الشهيد اسماعيل هنية في قطر، توالت مواقف التأكيد على أن الاستهداف المزدوج الذي قام به العدو الإسرائيلي لن يمر دون رد مدروس ومتوازن، حيث جاء موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله واضحاً بأن الرد على الاغتيال وقتل المدنيين بمبنى سكني في الضاحية سيكون حتمياً، مؤكدا أن على العدو أن "ينتظر انتقام الشرفاء في هذه الأمة"، معلنا أن كل "جبهات الإسناد دخلت في مرحلة جديدة".
وإذ شدد نصرالله على أن "اتهام حزب الله بمجزرة مجدل شمس ظالم ومضلل وكاذب والهدف منه تبرئة جنود العدو من الحادثة وإشعال الفتنة بين أهل الجولان ومعهم كل الأحباء من الدروز، والمقاومة ومعها كل الطائفة الشيعية"، لفت نصرالله إلى أنه "بفضل الوعي والمواقف الحاسمة التي صدرت من مجموعة كبيرة من القيادات السياسية الدرزية والروحية، وأيضا من الموقف الشعبي في الجولان، ساعدا على تعطيل الفتنة وتبرئة المقاومة من هذه التهمة".
وفي تعليقه على خطاب نصرالله، وصف النائب السابق العميد شامل روكز، في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، ما تعرضت له الضاحية الجنوبية بالإعتداء الكبير على لبنان خارج عن قواعد الاشتباك، مذكراً بخطاب نصرالله السابق وحديثه عن الرد على كل اعتداء، وقال روكز: "من الطبيعي أن ترد المقاومة على هذا العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية وأدى الى مقتل مدنيين وقيادي كبير". وعما اذا كان يخشى من تحويل المواجهات الى حرب موسعة، رأى أن هذا الأمر "مرتبط بموقف نتنياهو لأن طموحه الحرب، والسؤال هل أميركا وحلف شمال الأطلسي يوافقونه على توسيع الحرب؟"، وأضاف: "من الضروري أن يتم استيعاب أي رد تحاشياً لاندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط".
روكز اعتبر أن "ما قاله نصرالله ينسجم مع مواقفه السابقة"، متوقعاً أن "يشمل الرد بعض المنشآت الحيوية"، والأمور برأيه "ستبقى ضمن قواعد الاشتباك".
وبمطلق الأحوال فإن التطورات رهن بالميدان، ولو أن كل المؤشرات توحي بتدحرج للأمور نحو الأسوأ، وهذا وحده يعتبر أكثر من كاف لكي يفكر اللبنانيون جديًّا بكيفية تحصين بلدهم بالتخلي عن الشروط التي تمنع جلوسهم حول طاولة نقاش وحوار ومن دون أي تأخير إضافي، إذ كل يوم يمر من دون رئيس جمهورية وحكومة جديدة سيزيد من مخاطر عدم قدرة البلد على مجابهة التحديات.