الغارات تطال جبشيت.. وضغوط لمنع إسرائيل من ضرب بيروت
المواجهات مستمرة في الجنوب بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ونفذت طائرات حربية اسرائيلية في الأولى من بعد ظهر اليوم، غارة استهدفت منزلاً غير مأهول في منطقة الخلة بين بلدتي جبشيت وعدشيت بصاروخين، وألحقت فيه اضراراً كبيرة، فيما أفيد عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح طفيفة جراء الغارة. كما استهدفت غارة إسرائيلية بلدة الخيام.
واستهدف حزب الله مستوطنة "هَغوشريم" في الجيل الأعلى ما أدى إلى مقتل مستوطن إسرائيلي، وأعلن الحزب الله "قصف مقر قيادة كتيبة "السهل" في ثكنة "بيت هلل" بصلية من صواريخ "الكاتيوشا". كما أطلق الحزب طائرات مسيرة متفجرة إلى مستوطنة بيت هلل ما أدى إلى وقوع إصابات وأعلن الحزب عن استهداف موقع جلّ العلام. وقد أوعز المجلس الإقليمي الجليل الأعلى لسكان 8 كيبوتسات لم يتم إخلاؤها بالمكوث قرب أماكن محصنة، وتقليص حركة السكان داخل الكيبوتس والامتناع عن التجمهر، في أعقاب رشقة القذائف الصاروخية التي أطلقها حزب الله، "وإغلاق برك السباحة في هذه الكيبوتسات".
وخرق الطيران الحربي جدار الصوت في أجواء الجنوب على دفعتين، محدثاً دوي انفجار كبير، ما دفع حزب الله إلى إطلاق صواريخ دفاع جوي باتجاه الطائرات. وقد أغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجر الثلاثاء، على أطراف بلدة بيت ليف، ما أدى إلى استشهاد عنصر في حزب الله كما أدّت الغارة إلى وقوع أضرار جسيمة بالممتلكات والمزروعات والبنى التحتية. ونعى حزب الله حسن حسين ملك "بدر" مواليد عام 1995 من بلدة بيت ليف في جنوب لبنان". كما استهدف الجيش الاسرائيلي بالقصف المدفعي عند الثالثة فجراً، منطقة وادي العصافير عند أطراف بلدة الخيام.
لا حرب برية
المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، كتب في منشور على حسابه عبر منصة "إكس": "منذ ساعات مساء أمس أغار جيش الدفاع من خلال طائرات سلاح الجو والمدفعية على نحو 10 أهداف لحزب الله في سبع مناطق في جنوب لبنان". وأضاف، "في الغارات التي تمّ شنّها جوًّا وبرًّا تم القضاء على مخرب من حزب الله في منطقة بيت ليف وتم تدمير مستودع أسلحة وبنى تحتية ومباني عسكرية ومنصة صاروخية استخدمها حزب الله في جنوب لبنان".
في السياق، أعلن مصدر قيادي في حزب الله، اليوم أنه "لا نتوقع اجتياحاً برياً ولو محدوداً للبنان لكننا في حالة جاهزية كاملة والاجتياح البرّي للبنان سيكون حافزاً لنضع أولى أقدامنا في الجليل". وأكد في حديث لـ"الجزيرة" أننا "سنرد حتماً على أي اعتداء إسرائيلي ونحن قادرون على قصف المنشآت العسكرية في حيفا والجولان ورامات ديفيد بشكل قاس وعنيف. وقيادة الحزب ستقرر شكل الرد وحجمه على أي عدوان محتمل".
جولات قصف
المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع اعتبر أن الحكومة الإسرائيلية استُدرجت إلى حرب استنزاف مع حزب الله، ولم تبادر إلى حرب، بسبب "التخوف من تدخل إيران بشكل واسع، يلحق أضراراً كبيرة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والضغط الأميركي، والنقص بالوحدات المقاتلة والذخيرة". وحسب برنياع، فإنه "في الجيش الإسرائيلي فوجئوا عندما اكتشفوا أنه يوجد لدى نتنياهو تعامل مختلف تجاه الجبهتين: في الجنوب هو يدفع من أجل إطالة القتال، متوهماً أنه في مرحلة معينة سيكون بإمكانه الادعاء أنه وصل إلى انتصار مطلق؛ وفي الشمال هو يخشى من التورط".
وتطرق المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى تهديدات نتنياهو وغالانت بـ"رد شديد" ضد حزب الله، معتبرا أن "الرد متوقع قريباً، لكن شدته وطبيعة رد حزب الله، سيملي شكل المواجهة في الفترة القريبة". وأشار إلى ضغوط أميركية وفرنسية وأخرى تمارس على إسرائيل كي يكون الرد مدروساً والامتناع عن إشعال حرب إقليمية، "ففي المرتين السابقتين ترددت إسرائيل حيال الرد واختارت في النهاية توجهاً وسطياً".
ووفقا لهرئيل، فإنه في ظل التردد حول الردّ خوّل الكابينيت السياسي- الأمني نتنياهو وغالانت والقيادة الأمنية باتخاذ القرار بشأن الرد ضد حزب الله وتوقيته. رغم ذلك، لا تزال حدود الإمكانيات واضحة. ووفقا للتقارير في وسائل الإعلام الدولية، الجميع يدرك أن إسرائيل ستهاجم. والدول العظمى الغربية تطلب أن يكون الهجوم محصورا ضد أهداف عسكرية محددة، وألا يتوسع إلى درجة جولات قصف طويلة وألا يشمل بيروت".