ضغوط دولية واتصالات مكثفة لمنع توسع الحرب
واصلت اسرائيل اطلاق تهديداتها ضد لبنان لليوم الثاني على التوالي ، في وقت يتعامل المجتمع الدولي مع الوضع الخطير الناشئ في لبنان منذ ثلاثة أيام، وكأنّ ضربة إسرائيلية تستهدف مكاناً أو أمكنة فيه حاصلة في أي لحظة لا محال، ولكن مع حشد كبير للجهود الديبلوماسية، لا سيما منها الأميركية تحديداً، لمنع الضربة المرجحة من أن تؤدي إلى إشعال مواجهة كبيرة ذات إطار إقليمي عابر للبنان وإسرائيل.وفي هذا الاطار كتبت" النهار": ترجمت هذه "المعادلة" الحمّالة الأوجه بـ"هجمة" بيانات الترحيل عن لبنان الصادرة بكثافة عن السفارات وشركات الطيران العالمية بما أوحى بأن الفترة الفاصلة عن الخامس من آب المقبل، الموعد الذي تردّد بشكل لافت في أكثرية بيانات شركات الطيران الأجنبية، مرشحة لأن تشهد حصول الضربة.
ومع ذلك لم تظهر المعطيات المتوافرة عن الاتصالات الديبلوماسية المحمومة الجارية والتي وُضع بعض المسؤولين اللبنانيين في أجوائها، اتجاهات حاسمة ونهائية من شأنها اطلاق تقديرات بالغة التشاؤم باحتمال تفلّت الوضع إلى حرب واسعة، بل إن مجريات الساعات الأخيرة، بما فيها "هجمة" التحذيرات والبيانات الصادرة عن السفارات وشركات الطيران، اعتُبرت بمثابة عامل ضغط إضافياً يخدم الديبلوماسية الضاغطة نحو تجنيب لبنان حرباً واسعة واحتواء تداعيات حادث سقوط الصاروخ في مجدل شمس في الجولان بما يفتح الباب أمام اطلاق معالم تسوية لتبريد الجبهة الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل. ومع أن الهدف لا تزال دونه عقبة جوهرية هي ربط "حزب الله" ربطاً محكماً بين نهاية المواجهات في الجنوب ووقف النار في غزة، فإن ثمة من تحدث عن وقائع جديدة بعد حادث مجدل شمس تجري محاولات على أساسها لاحتواء الوضع على الجبهة الشمالية.
وكتبت" الاخبار": لا قرار إسرائيلياً بشنّ حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان. والأهم، أن لا قرار سيصدر في شأن حرب كهذه. هذا هو التقدير الأرجح، مع «... ولكن» كبيرة، إذ لا يستطيع أيّ تقدير أن ينفي الفرضيات التي يمكن أن تُبنى عليها. باختصار، الحرب غير مرجحة، وهي كذلك غير مستبعدة.الجانبان لا يريدان حرباً. وكلاهما يبنيان أفعالهما الابتدائية، من عمليات وهجمات وضربات، على خلفية أن الجانب الآخر لن يتمادى في ردّه بما لا يتناسب، لأنه أيضاً لا يريد الحرب الشاملة. أما في حالة الأخطاء الميدانية والتقديرات المبالغ فيها عن نيّات الردّ لدى الطرف الآخر، فيجري استيعابها وتمرير ردّها غير التناسبي بما يمكّن الجانبين من العودة إلى الأساس: حرب محدودة ومسقوفة، لا تتوسع ولا يراد توسعتها إلى حرب شاملة.
وحادثة مجدل شمس هي حادثة «محكّ» لقواعد الاشتباك في الحرب المحدودة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي: فهي لا تلغي نيّات الجانبين بأن لا ينزلقا إلى حرب شاملة، لكنها لا تعني أنهما لم يقتربا أكثر من الاندفاع نحو حرب. وكيفما اتفق، لم تعد الحادثة من الأحداث التي تدفع إلى الانزلاق نحو قرارات متطرفة، بل هي من الأحداث التي تأتي القرارات في أعقابها وفقاً لدراسة نتائجها، ضمن معادلة الكلفة والجدوى التي حكمت الحرب المحدودة بين الجانبين، وأدّت إلى قرار الامتناع عن الحرب، وأيضاً من الجانبين.
وحادثة مجدل شمس التي تعدّ منبع التهديد وسببه المباشر بحسب قراءات، ومنها قراءات غبّ الطلب بقرار يأتي من أعلى، هي أيضاً، للمفارقة، ما يؤكد على صلابة الموقف الذي حكم المواجهة منذ أشهر. وفي ذلك يأتي التفصيل:
أولاً، كما هي الحال دائماً، منذ أشهر، يتعلق قرار الحرب الابتدائية الإسرائيلية في الساحة اللبنانية بمعادلة الكلفة والجدوى. وحاكمية هذه المعادلة للقرارات في تل أبيب لا تتغير مع حادثة مجدل شمس، بل قد تثبت الأيام المقبلة أنها أكثر صلابة ممّا كان يُعتقد.
ثانياً، اللاقرار بالحرب الشاملة لا يعني أن إسرائيل ستدع فرصة مجدل شمس تمرّ من دون استغلال، وخصوصاً أنها قد تعتقد أن فرصة كهذه تسمح لها بتجاوز الخطوط الموضوعة وقواعد الاشتباك التي تحكم المواجهة، وتمكّنها من جبي أثمان من حزب الله، مع المراهنة على أنه قد يردّ على ردّها بشكل غير تناسبي، وذلك لتمرير الردّ دون أن ينزلقا إلى الحرب الشاملة التي لا يريدانها.
ثالثاً، في حال قررت إسرائيل الرد، واللافت فيه أنه طال انتظاره نسبياً، فالتقدير أن لا يتسبب بحرب شاملة، وأن لا يتسبب أيضاً بردّ من حزب الله يضطرّ إليه وقد يكون من شأنه أن يتسبب بحرب كهذه، الأمر الذي يسقف الرد الإسرائيلي ابتداءً، ويقلّص مروحة الخيارات، وخصوصاً إذا قدّرت إسرائيل، وهو كذلك، أن حزب الله لن ولا يمكنه أن يرضى لنفسه بردّ على الردّ لا يكون تناسبياً في الحد الأدنى.
رابعاً، مع ذلك، وهو التقدير الأرجح، أن خلاصة ونتيجة ما سيحدث، أي الرد الإسرائيلي وكذلك ردّ حزب الله، من شأنه أن يبقي قواعد الاشتباك على حالها أو يرسم قواعد اشتباك جديدة بهذا الاتجاه أو ذاك. ومهما كان ردّ إسرائيل، فهو يلزم حزب الله، بداهة، بأن يكون ردّه تناسبياً، وإلا فسيتسبّب لنفسه بقواعد اشتباك لا تخدم مصالحه وموقفه والندّية التي تمتّع بها منذ بدء المواجهة الحالية، ما مكّنه من فرملة الفعل الإسرائيلي الاعتدائي أو الحدّ منه وتسقيفه.
خامساً، مع ترجيح أن لا تباشر إسرائيل حرباً شاملة، وهو ترجيح معتدّ به، فالأولى للمراقبين أن لا ينشغلوا وحسب بالرد الإسرائيلي على أهميّته، وخصوصاً أن ترجيحاته تكاد تؤكد أنه لن يتسبب بمواجهة شاملة، بل عليهم أن يبحثوا، وهو الأهم، في ردّ حزب الله على الرد الإسرائيلي، لأن هذا الردّ سيحدّد ويرسم ما سيلي، سواء ما يتعلق بقواعد اشتباك جديدة أو ترسيخ الحالية، أو حتى تغيير سقوف المواجهة المحدودة، ودفعها أكثر نحو الخطوط الحُمر. ردّ حزب الله على الردّ هو المحكّ، لا الردّ الإسرائيلي.
وكتبت"البناء": رجّح خبراء عسكريون ان يكون «القصف الإسرائيلي لمناطق مفتوحة تدّعي إسرائيل أنها أهداف عسكرية لحزب الله مثل مصانع صواريخ كما حصل في غارة عدلون منذ أيام او لقواعد تنطلق منها الصواريخ على شمال إسرائيل وتظهر حكومة الاحتلال هذه الضربات على انها إنجازات ولو إعلامية ووهمية للاستخدام السياسي لكن لا مفعول عسكرياً لها».
ولفت الخبراء الى أن «لا قدرة للجيش الاسرائيلي على خوض حرب واسعة النطاق مع حزب الله في ظل قوة الردع التي يفرضها حزب الله في الجنوب مقابل تجوّف قدرة الردع الاسرائيلية بشكل تدريجي وسريع منذ ٧ تشرين الاول الماضي في ظل بلوغ الجيش الإسرائيلي المرحلة القصوى من طاقته القتالية والمعنوية والتسليحية وصولاً الى نقطة النزف، وبالتالي أي جبهة جديدة خاصة مع حزب الله الذي يظهر معادلات القوة ويبعث برسائل الردع، ستشكل ضربة قاصمة للجيش لا يمكن أن يتعافى من تداعياتها». ويلفت الخبراء إلى أن أي حرب شاملة على جبهة الجنوب يستطيع الجيش الإسرائيلي ضرب الضاحية والعاصمة وتدمير مناطق واسعة وبنى تحتية في لبنان، لكن حزب الله سيردّ بالمثل ويلحق خسائر فادحة في ««إسرائيل» خاصة في الساحل البحريّ وشمال فلسطين المحتلة وتل أبيب وستتحوّل إلى كارثة على الكيان الإسرائيلي اذا انخرطت جبهات أخرى داعمة للحزب في هذه الحرب مثل اليمن وسورية والعراق وإيران وقوى أخرى في المنطقة».
وكتبت" اللواء": ضمن حسابات بالغة الدقة، يترك القرار الاسرائيلي المعلن، والمتمثل بضربة قاسية على هدف او اهداف لحزب الله او للبنان، وسط خلافات بين المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل، حول وجه المعركة، لو حصلت، فالجيش الاسرائيلي يعطي الاولوية لمعركة برية بين الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، وصولاً الى مجرى الليطاني، ليتسنى لسكان الشمال العودة الى المستوطنات، في حين ان بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يتحركان لضربة تشفي غليل «دولة الاحتلال» ولا تؤدي الى مواجهات واسعة، في ظل قوة الردع التي باتت تمتلكها المقاومة بالاستناد الى جبهات المحور.
ومع ذلك، شغلت هذه القضية الاوساط الدولية والعربية والاقليمية لجهة كسر قواعد التوازن او «الستاتيكو» في المنطقة، في حال انفجرت الحرب الواسعة بين اسرائيل وحزب الله ولبنان.
وكتبت" الديار": التهويل “الاسرائيلي” تواصل بالامس، وترافق مع رفع جهات غربية منسوب الضغط، سواء بتأكيد جدية الضربة العسكرية “الاسرائيلية”، او من خلال الغاء شركات طيران عالمية رحلاتها الى لبنان ، ودعوة رعاياها الى مغادرة الاراضي اللبنانية. لكن حتى مساء امس، اذا كانت كل الجهات الخارجية تعتبر ان الرد “الاسرائيلي” حتمي، الا ان الجهود المبذولة يبدو انها نجحت الى حد كبير في ألا يؤدي الى تدحرج الامور الى حرب شاملة، وهو امر اكد عليه بالامس البيت الابيض، من خلال اعلان المتحدث باسم مجلس الامن القومي جون كربي انه واثق بامكان تجنب توسيع الحرب، واصفا التهويل بانه امر مبالغ فيه.