مراوحة بلا سقف زمني ولا أجوبة عن "اليوم التالي" لبنانيا وهوكشتاين يدعو "لانهاء الشغور الرئاسي"
بات واضحا من مسار الامور أن تجميد الحل الداخلي الرئاسي والسياسي هو عنوان المرحلة حتى بلورة التسوية الاقليمية التي تتحدد في ضوئها معالم التسوية الداخلية. وتحت هذا السقف سيراوح الاشتباك السياسي خلف متاريس التناقضات على ما هو حاصل في هذه الايام.
ولكن الخطورة بحسب اوساط مراقبة "ان هذه الفترة من المراوحة لا سقف زمنيا لنهايتها، ولا أحد من أطراف الداخل يملك اجابة عن اليوم التالي لبنانيا لهذه التسوية أو عن القواعد التي ستبنى عليها أو عن الاثمان التي يمكن أن تدفع في ذلك الوقت.
وفي اطلالة لافتة في التوقيت والمضمون، اعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين "أننا نتطلع لإنهاء الحرب في غزة وفي جنوب لبنان ونتمنى إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان".
وقال: "نتمنى أن لا نحتاج لأكثر من 18 شهراً من التمديد للبنانيين في أميركا ونعمل على إنعاش الإقتصاد اللبناني بطرق مختلفة، معتبراً أن "حزب الله" هو من بدأ الحرب على إسرائيل من لبنان وربط الوضع بما يجري في غزة وأكد أن القتال في لبنان لن يتوقف ما لم يتوقف في القطاع".
وأكد هوكشتاين أن الوقت حان لإنهاء المرحلة الأولى من وقف النار وإطلاق سراح بعض الرهائن قبل أن نصل إلى المرحلة الثانية وهي وقف الحرب بالكامل، لافتاً إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة كانت ناجحة وناقشنا عملية وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وقمنا بالضغط على حماس للتفاوض وإنهاء الصراع.
وفي خطوة دعم رمزية للبنان، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس تأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة لمدة ١٨ شهراً بسبب التوترات بين إسرائيل و"حزب الله". وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أن بايدن سيعلن عن قرار تنفيذي يتعلق بهجرة اللبنانيين إلى الولايات المتحدة الأميركية، والقرار سيكون لمصلحتهم.
الى ذلك، تترقب المنطقة نتائج زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية وانعكاسها على مسار الحرب في غزة، والمفاوضات مع حركة حماس للتوصل الى اتفاق لإطلاق النار في القطاع الذي سينسحب بطبيعة الحال على الجبهة اللبنانية الجنوبية.
وبحسب اوساط سياسية عليمة "فان الظروف الداخلية الإسرائيلية وكذلك الدولية لم تنضج بعد لدفع الحكومة الإسرائيلية للرضوخ والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل التصريحات التصعيدية لنتنياهو والغموض الذي يكتنف نتائج اللقاءات التي عقدها مع الرئيس الأميركي والإدارة الأميركية ومع المرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب وكاملا هاريس. ويجب انتظار انتهاء محادثات نتنياهو في واشنطن وما سيتم الاتفاق عليه لمعرفة اتجاهات الحكومة الإسرائيلية المقبلة، لا سيما أن نتنياهو وعلى الرغم من الفشل في الحرب وصراخ الجيش الإسرائيلي والضغوط الأميركية والدولية عليه، إلا أنه لا يزال يملك عوامل تمكّنه من المماطلة والمراوغة في المفاوضات والاستمرار بالحرب على غزة تحت عنوان المرحلة الثالثة، وكسب المزيد من الوقت لتوسيع الحرب على جبهات أخرى، بالتالي ادخال المنطقة أمام جولة جديدة من التصعيد".