مصطفى معروف سعد .. تاريخ من النضال والتضحية والفداء – بقلم طلال أرقه دان
لم يكن مصطفى معروف سعد أميناً عاماً لحزب أو تنظيم وحسب .. بل كان رمزاً من رموز النضال الوطني والقومي .. أقرن الفكر بالممارسة والتطبيق، فكان القائد الرمز للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني..
هو الشهيد ابن الشهيد وأبو الشهيدة.. وهو المكافح في سبيل القضايا الاجتماعية العادلة والمحقة.. إنحاز للفقراء والمهمشين وصغار الكسبة مصوباً النضال الوطني في صيدا والجنوب نحو الدفاع عن قضاياهم.. كما وإنحاز إلى العمل الفدائي منذ انطلاق الثورة الفلسطينية حيث تدرب في معسكراتها حاملاً لواء القضية الفلسطينية، مدافعاً عنها بوصفها تجسيداً لجوهر الصراع العربي الفلسطيني، كما ولكونها قضية حق جرى اغتصابه أمام أعين العالم أجمع دون أن يرف لأي من حكامه جفن إزاء هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان.
لقد مثل أبو معروف في حياته ، كما عايشت ذلك عن قرب من خلال إدارتي لمكتبه، مجموعة كبيرة من القيم الوطنية والقومية والإنسانية.. قيم الحق والعدالة الاجتماعية.. قيم الديمقراطية والحداثة والتقدم السياسي والاجتماعي.
إن لبنان الذي تطلع إليه أبو معروف هو لبنان المقاومة .. لبنان التحرر من كل أشكال التخلف والتبعية.. لبنان الحرية والديمقراطية.. لبنان الدولة العادلة المتساوية.. وهذا اللبنان لا نزال نتطلع إليه جاعلين من المبادىء والقيم التي أرساها نبراساً ودليلاً لنا في نضالنا الوطني والقومي لقيام لبنان الجديد، لبنان العدالة والديمقراطية المتحرر من كل أشكال التبعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في ذكرى رحيلك الثانية والعشرين، نجدد لك العهد بأن نبقى على خطك ونهجك حتى تحقيق حلمك بالتغيير الوطني والاجتماعي.. لبنان المنيع بمقاومته ونضال شعبه وتضحياته الكبرى..