اسرائيل تستهدف منزلين في حولا...ونقاش حول السيناريوهات المحتملة
تتواصل المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، إذ أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة حولا صباح السبت واستهدف منزلين بصاروخين من دون وقوع إصابات. واستهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة رابيد فارغة، في خراج برج الملوك، على مفترق الحوش، على الطريق المؤدية إلى مثلث الخيام- الوزاني، ما أدى الى إصابة عدد من السوريين بشظايا الصاروخ، بينهم اطفال كانوا قرب خيمة يسكنون فيها. وسجّل قصف مدفعي وفوسفوري إسرائيلي على مركبا وحولا.
وأطلق حزب الله صليتين صاروخيتين باتجاه الجولان المحتل، وأعلن الحزب أن مقاتليه أدخلوا "مستعمرة ‘دفنا‘ للمرة الأولى إلى جدول النيران وقصفوها بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، وذلك "ردًا على الاعتداء على المدنيين في بلدة برج الملوك". كما استهدف "حزب الله" تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع المنارة بقذائف المدفعية. من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مبان عسكرية لحزب الله في حولا واعترض هدفاً جوياً مشبوهاً في سماء لبنان.
ومجدداً، استأنفت كتائب القسام في لبنان نشاطها العسكري وقالت في بيان: "قصفنا من جنوب لبنان مقر قيادة "اللواء 300 - شوميرا" في القاطع الغربي من الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة برشقة صاروخية رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة".
ثلاثة سيناريوهات لإسرائيل
وفي السياق طرح محلل إسرائيلي سيناريوهات عدة للمواجهة مع حزب الله اللبناني، مشددا في الوقت ذاته على أنه "يمكن الخروج منها منتصرين، بما في ذلك الصيغة البسيطة للنصر". وأوضح المحلل جاكي خوجي في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أنه "إذا تدهورت إسرائيل إلى مواجهة عسكرية أوسع مع حزب الله في الأسابيع القادمة، أو لبضعة أيام قتالية تترافق مع سفك دماء خطير، فإنه يجدر بنا أن نعرف منذ الآن أنه كان بوسعنا أن نعفي أنفسنا من هذا". وتابع قائلا: "هذه الأيام هي أيام حساسة على نحو خاص في الجبهة الشمالية، أيام يمكن فيها أن تتسع المواجهة (..)، أما إذا كانت تنشب أم لا، فهذا منوط بقدر كبير بإسرائيل".
وذكر أن هناك ثلاثة سيناريوهات لإسرائيل في هذه الأيام حيال حزب الله، الأول هو فتح حرب واسعة، وهو يلبي تطلعات بعض من وزراء الحكومة وقسم من الجمهور الإسرائيلي، مبينا أنه "سيتم وفق هذا السيناريو تنفيذ ضربة ساحقة هدفها ضربهم حتى الرماد، ويدخل فيها الجيش الإسرائيلي إلى عمق لبنان، في مشهد يذكرنا بعام 1982، وسيهدفون إلى إبعاد حزب الله عن الحدود".
ولفت إلى أنه "في هذه الأيام، لا يوجد في القيادة الأمنية ولا حتى لدى رئيس الوزراء رغبة في تحقيق هذا السيناريو، فالجيش الإسرائيلي مستنزف من الحرب الأطول في تاريخه، وجيش الاحتياط مضرور من كل ناحية ممكنة، ومخزون الذخيرة محدود، والمجتمع الإسرائيلي هو الآخر ليس مبنيا لهذا الحمل، ولا الاقتصاد أيضا". وأشار خوجي إلى أن السيناريو الثاني يتمثل في مواصلة صيغة القتال الحالية، من خلال الاستهداف الجوي لعناصر حزب الله ومخازن الذخيرة التابعة له، مستدركا: "حتى متى؟ حتى تنتهي الحرب في غزة، وعندها حزب الله يضع السلاح بمبادرته".
وأردف قائلا: "من أكبر القادة في حزب الله وحتى آخر مطلقي الصواريخ، كلهم هذه الأيام في بؤرة استهداف الجيش الإسرائيلي، فهم مكشوفون مثلما في ميدان التدريب على إطلاق النار"، على حد زعمه. ونوه إلى أن "هذا قتال استخباري من الأكثر دقة في التاريخ العسكري، بتواتر عال جدا، وإن لم يكن له ترويج ومعظم الإسرائيليين لا يعرفون به"، معتبرا أنه من "الناحية العسكرية، فهذا نصر إسرائيلي لامع". وشدد على أن "هذين السيناريوهان، سيصعبان على إسرائيل الخروج بأرباح واضحة، وبالتأكيد ليس النصر المطلق. ومن شأنها حتى أن تجد نفسها مرضوضة. صحيح أن الجيش الإسرائيلي سيخرب مزيدا من القرى التي لم تخرب بعد، ويقتل عشرات أو مئات المطلوبين، ممن لم تصل إليهم بعد ذراعها الطويلة، لكن الضربة للجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون ملموسة وقاسية. فهي ستمحو التفوق العسكري الإسرائيلي الذي اكتسبه الجيش بكد وبعقل، وتضيف إلى فقدان حياة الانسان".
حملات اعلامية
وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث، أوضح المحلل الإسرائيلي أن "تل أبيب أمامها طريق آخر، يتمثل في الخروج الآن من اللعبة بحكمة وبتخطيط متشدد، والإعلان عن النصر"، مضيفا أنه "صحيح أن حزب الله سيواصل الهجوم؛ لأنه ملتزم تجاه حماس، لكن هجماته ستنخفض قوتها". وتابع: "لا مجال للتخوف، فهم لن يصعّدوا، فمنذ بضعة أشهر وهم يلمحون بجملة أشكال وطرق عن رغبتهم في أن يتخذوا خطوات إلى الوراء (..)". وذكر أن "السياسة الإسرائيلية درجت على الانجرار إلى الواقع، وبقدر أقل المبادرة إليه، لذلك نحتاج حملة إعلامية مخطط لها متعددة المنظومات ومثابرة، توضح للجميع أن إسرائيل منتصرة، ويوجد الكثير مما يمكن عمله (..)، وصحيح أن إسرائيل بادرت إلى حملات وعي في هذه الحرب، لكنها تكتيكية وخفية عن العين".
وبيّن أن هذه الحملات تتم لأغراض أمنية من قبل هيئات استخباراتية وأيديها الخفية، واحدة كهذه مثلا هي الجهد للإظهار بأن الجمهور في قطاع غزة يعارض حماس، والآن مطلوب حملة من نوع آخر، للتغطية على تصريحات نصر الله". وبحسب خوجي، "ينبغي الاعتراف بأن وضعنا في هذا المجال ليس لامعا، فوزارة الخارجية تقرر دوما على مدى السنين وجهازها الإعلامي غير معتاد على ذلك في حملات الحرب النفسية"، مستدركا: "الجيش الإسرائيلي يتخذ حملات وعي، لكن هذه المهمة كبيرة عليه". وختم قائلا: "كل السيناريوهات السابقة سواء الحرب الشاملة أو مواصلة القتال بصيغته الحالية، هو سير على الحافة، فالأول ليس قابلا للتنفيذ حتى الآن، والثاني لن يحسن وضعنا في اليوم التالي على الحدود اللبنانية".