لهذه الأسباب... لن تندلع حرب واسعة
يستبعد جميع المتابعين الداخليين والخارجيين للتطورات العسكرية على الجبهة الجنوبية، اندلاع حرب واسعة، ليس لأن إسرائيل لا تريدها، انما لاعتبارات تتصل بوضعها الداخلي وبالموقف الدولي، بعدما أظهرت مسارات الحروب المتتالية ان قرار الحرب والسلم بيد إسرائيل، وليس بيد أي جهة أخرى، كون هذه الجهات تقوم بردات الفعل على إمعان إسرائيل في ضربها عرض الحائط بكل القرارات والمبادرات الدولية لانهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
في هذا الاطار، يقول سياسي لبناني مخضرم لـ«الأنباء»: «أي غزو إسرائيلي جديد للبنان، على نمط اجتياحي 1978 و1982، سيؤدي إلى أزمة دولية، لان الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا تقف ضد الحرب. وتم ابلاغ قادة إسرائيل في المستويين السياسي والعسكري ـ الامني بهذا الموقف».
وأوضح المصدر نفسه ان «ما يمنع نشوب الحرب ايضا، الانقسام الإسرائيلي الداخلي، بدليل ان قادة الجيش الإسرائيلي يصفون لبنان بمستنقع لا يرغبون العودة اليه، وبالتالي ليست الضغوط الخارجية على إسرائيل، والتي تمارس بشكل اساسي من واشنطن وباريس عبر اتصالات متلاحقة يجريها كل من الرئيسين جو بايدن وايمانويل ماكرون، وحدها التي تمنع شن إسرائيل حربا على لبنان، انما الأهم الضغوط الداخلية الكبيرة والتي تتهدد وحدة المجتمع الإسرائيلي، لذا هناك استبعاد للحرب الواسعة على لبنان».
وشدد المصدر على انه «على لبنان، والاصح على القيادات السياسية الممثلة في البرلمان بمختلف اتجاهاتها وانقساماتها، عدم الربط بأي معطى خارجي في ملف الرئاسة، الا من زاوية وجوب انهاء خلو سدة الرئاسة لتحصين الوضع السياسي الداخلي وانتظام عمل المؤسسات الدستورية والمؤسسات والادارات العامة، وكل ذلك تحسبا لما سيطرح في المفاوضات الحتمية عند الوصول إلى هدنة طويلة او وقف مستدام لاطلاق النار في قطاع غزة وعلى الجبهة اللبنانية».
ويكرر المصدر التأكيد على «ان الحرب الواسعة والمدمرة على لبنان تعني حربا إقليمية، بينما ما نشهده على مستوى الإقليم من إعادة ترتيب للعلاقات والبحث عن حلول سلمية للنزاعات التي استمرت عقدا واكثر من الزمن، يؤشر إلى فكفكة الجبهات الحربية والذهاب إلى وحدة ساحات سياسية بتحالفات جديدة، قائمة على مصالح الدول ببعدها الوطني، لذا هناك استبعاد للحرب على لبنان».