لونا الشبل... من إعلاميّة بامتيازات خاصّة إلى "المصير المجهول"
أكثر من علامة استفهام في شأن حادث السير الذي تعرّضت له الإعلامية السورية لونا الشبل، والتي تشغل منصب مستشارة الرئيس السوريّ بشّار الأسد، بالنظر إلى تطوّرات الأسبوعين الأخيرين وما رافقهما من ضخّ كمّ من الأخبار عن اعتقال زوجها القياديّ في حزب البعث عمّار ساعاتي، وشقيقها، والحديث عن شبكة تجسّس مؤلّفة من خمسة أشخاص.
وعلى الرغم من انتشار تقارير قبل أيّام تشير إلى أنّ لونا الشبل كانت في صدد مغادرة سوريا إلى منتجع يملكه زوجها في سوتشي الروسيّة قبل أن يُلقى القبض عليه، جاء الإعلان عن حادث السير ليثير الشكوك مجدّداً.
وفي حين وجّهت أصابع الاتّهام إلى أكثر من جهة، فللشبل عداوات بالجملة منها المعارضة السورية نتيجة نفوذها داخل القصر الرئاسيّ، ولاسيّما بعد تقديم استقالتها من قناة الجزيرة لتُعرف لاحقاً بـ"السيّدة الأولى" أو "السيّدة الثانية"، كونها الحاكمة والآمرة، وهو الأمر الذي أثار غيرة أسماء الأسد وفق الإعلام السوريّ.
كما دخلت الشبل في حرب مع بثينة شعبان، ما أدّى إلى تعميق الخلاف بينهما وإنشاء تحالفَين، هما "تحالف لونا" و"تحالف بثينة".
وعلى صعيد دوليّ، تحدّثت معلومات عن علاقة وثيقة جمعت الشبل مع الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين لتصفها إحدى الصحف بأنّها "فتاة بوتين المدلّلة وعشيقة بشّار الأسد وضرّة أسماء". وبعودة نفوذ أسماء الأسد إلى القصر في السنتين الأخيرتين، تحدّثت صحف عديدة عن محاولات فاشلة لهروب الشبل من سوريا كان آخرها قبل أيّام.
من هي؟
ولدت لونا الشبل عام 1975 في مدينة السويداء. حصلت على ماجستير في الصحافة والإعلام. عملت في التلفزيون السوريّ وقدّمت من البرامج ما يتعلّق بالجولان السوريّ ومنها "من عتمة الاحتلال" و"اللهم فاشهد"، بالإضافة إلى البرامج الحوارية الرئيسية في التلفزيون السوريّ.
في عام 2003 بدأت عملها في قناة "الجزيرة" وكانت تقدّم برنامج "للنساء فقط"، إضافة إلى تقديم نشرات الأخبار وبرامج حوارية. قدّمت برامج ومقابلات كلقائها مع وزير الخارجيّة الإيراني والذي أثار ضجّة إعلامية في حينه لحساسية التصريحات التي استطاعت أن تنتزعها من الوزير الإيرانيّ.
قامت بمهمّات إعلامية خاصّة منها في السودان لتغطية القمة العربية، وفي ختامها أجرت لقاءً خاصاً على الهواء مباشرة مع الرئيس عمر البشير. وفي تركيا، كانت ضمن تغطية عين على تركيا حيث استمرّت في تقديم البرامج رغم إصابتها بحادث سير في عام 2008.
في 25 أيار 2010 استقالت لونا الشبل من قناة الجزيرة مع أربع مذيعات أخريات هنّ اللبنانيات جمانة نمّور ولينا زهر الدين وجلنار موسى والتونسيّة نوفر عفلي، فيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن إحدى المذيعات الخمس المستقيلات قولها "إنّ الاستقالة أتت نتيجة تراكمات خمس أو ستّ سنوات، وبسبب سياسة لا تحترم القواعد المهنية، فالموظف لا يعامل حسب مؤهلاته وخبرته ولكن حسب مزاجية بعض المسؤولين". أطلّت بعدها على قناة "الدنيا" السورية ووجهت اتهامات للقناة بـ"خيانة الأمانة الصحافية".
ظهرت ضمن الوفد الممثّل للنظام السوريّ المشارك في مؤتمر جنيف-2 عام 2014.
في تشرين الثاني 2020 أصدر الرئيس السوريّ بشار الأسد قراراً بتعيينها مستشارة خاصّة في رئاسة الجمهورية. كما ورد اسمها ضمن الأسماء التي فرضت عليها الولايات المتحدة الأميركية عقوبات.
حياتها الخاصّة
تزوّجت من الإعلاميّ سامي كليب الذي كان مذيعاً في قناة الجزيرة قبل أن ينتقل إلى قناة الميادين. وبعد انفصالهما تزوّجت من رئيس الاتّحاد الوطنيّ لطلبة سوريا وعضو مجلس الشعب عمّار ساعاتي.
في 2 تموز 2024، أعلن المكتب السياسيّ والإعلاميّ في رئاسة الجمهورية السورية لوكالة "سانا" الرسمية أنّ المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية لونا الشبل تعرّضت لحادث سير على أحد الطرق المؤدّية إلى مدينة دمشق. وأضاف المكتب في توضيحه أنّ الحادث أدّى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلّها وخروجها عن المسار حيث تعرّضت لصدمات عدّة أدّت إلى إصابة المستشارة إصابة شديدة نُقلت على إثرها إلى أحد مشافي دمشق ليتبيّن حصول نزيف في الرأس ما استدعى إدخالها العناية المشدّدة لتتلقّى المعالجة من الفريق الطبّيّ المختصّ.
وذكرت مصادر إعلامية أنّ الحادث وقع في منطقة يعفور بريف دمشق الغربي، وقد أسعفت المستشارة إلى مشفى الشامي بدمشق.
وذكر تلفزيون سوريا أنّ "سيارة مصفّحة صدمت السيارة التي كانت فيها الشبل على أوتوستراد دمشق يعفور، ما دفع سيارتها باتجاه منتصف الطريق، موضحة أنّ السيارة التي صدمتها كانت مجهّزة بدعامة حديدية في المقدّمة، ما أدّى إلى تعرّض الشبل لنزيف دماغيّ حادّ".
وأشار تقرير التلفزيون إلى أنّه "قبل أسبوع اعتقلت استخبارات النظام العميد ملهم الشبل شقيق لونا الشبل بتهمة التخابر مع دولة أجنبية بحسب المصادر".
وأضاف: "بحسب مصادر مطلعة من دمشق أنّ سلطات النظام السوري منعت زوج لونا الشبل من دخول المستشفى، وأفادت المعلومات الواردة من داخل مستشفى الشامي بأنّ حالة النزيف التي تعاني منه الشبل شديدة للغاية، وأنّ هناك انتظاراً لضوء أخضر لإعلان الوفاة".
وانتشرت صورة قرار موقع من وزير التعليم العالي في حكومة النظام يقرّ إنهاء خدمات ساعاتي وتصفية حقوقه.
وأضافت مصادر التلفزيون: "يأتي الحادث بعد أن استبعد بشار الأسد اسم لونا الشبل من قائمة "اللجنة المركزية" لـ "حزب البعث"، مع آخرين من بينهم مستشارته بثينة شعبان ونائبه للشؤون الأمنيّة علي مملوك، خلال الاجتماع الموسّع للجنة المركزية الذي حضره الأسد وعيّن الأعضاء بنفسه، في أيّار الماضي".
وذكرت مصادر سورية محلية أنّ عمار ساعاتي، الذي يملك مع لونا الشبل منتجعاً في مدينة سوتشي الروسية، كان يستعدّ للسفر إلى روسيا على أن تتبعه زوجته، إلّا أنّ معاملة سفره تمّ إيقافها، وأُبلغ بأنّه ممنوع من السفر خلال هذه الفترة.
وفشلت محاولات ساعاتي نقل زوجته الشبل إلى بيروت، ثمّ وصل أطباء من لبنان وأكّدوا له أنّها في حالة غيبوبة و"بحاجة إلى معجزة".