اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

تحريك الملف الرئاسي من بوابة «الخُماسية» وفصله عن نهاية الحرب لتنفيس احتقان داخلي بلغ مداه

صيدا اون لاين

قال مصدر لـ«الأنباء» ان ملف رئاسة الجمهورية سيتحرك، «بعد قناعة من الجميع بأنه لا يمكن ربط الحلول الداخلية اللبنانية إلى أجل غير مسمى، توازيا مع المراحل التي قد تشهدها حرب غزة، وانعكاسها تاليا على جبهة الجنوب اللبناني، التي أعلن منها حزب الله حرب الإسناد لجبهة غزة». ورأى المصدر «ان الفرقاء جميعهم سيعاودون النظر في التوصل إلى حل داخلي للملف الرئاسي، غير مرتبط بمهلة انتهاء الحرب في غزة». وتوقع الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، «بالتفاهم على رئيس، يدرك الجميع انه لا يمكن انتخابه من دون ان يكون مشمولا بالموافقة الكاملة من حزب الله تحديدا».

وتابع المصدر: «هناك نية لدى الحزب وتاليا الثنائي على تنفيس الاحتقان في البلد، والذي كاد يبلغ حدا خطيرا في ضوء الحملات التي استهدفت البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، وقد أمكن الوصول إلى تهدئة».

وأضاف المصدر: «ليس سرا ان حزب الله منتصر حتى الآن في جبهة الإسناد، الا انه لن يستطيع تقريش هذا الانتصار في الساحة الداخلية، وهو لم يطرح ذلك في الأساس».

وجاء كلام المصدر السياسي الرفيع، ردا على معلومات حصلت عليها «الأنباء» عن إمكان بدء المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية في غزة، واستمرار الحرب تاليا لوقت طويل، لكن بوتيرة منخفضة، والشيء عينه متوقع حصوله في جبهة جنوب لبنان، وبالتالي عدم توقف الحرب في الجنوب، قبل التوصل إلى هدنة في غزة.

كذلك تحدثت معلومات لـ«الأنباء» عن إعادة النظر في «قواعد الاشتباك» بين إسرائيل و«حزب الله»، ضمن سقف الوتيرة المنخفضة. وتناولت «سقوط صورة إسرائيل الدولة القادرة بين 1967 إلى ما قبل يوليو 2006، على فرض شروطها كاملة، انطلاقا من رسم صورة الجيش الإسرائيلي كجيش لا يقهر، وقد انكسرت هذه المعادلة، من دون ان تسقط صورة القوة الأعظم عن إسرائيل، الا ان الأخيرة باتت غير قادرة على فرض شروطها. وبدا واضحا ان الحرب الحالية قد تستمر بمعارك قد لا تتوقف، من دون بلوغها حدة في التصعيد». وبحسب المعلومات أيضا، «انه لا وصول إلى هدنة كاملة في غزة».

في أي حال، تحدث مصدر سياسي آخر لـ«الأنباء» عن «حركة وشيكة للجنة الخماسية، في سبيل تحريك عجلة الملف الرئاسي العالق منذ 31 أكتوبر 2022. وخالف المصدر الرأي السائد عن انحسار الرئاسة اللبنانية بين مرشحين اثنين، بالقول: «هناك مجموعة من المرشحين تصل إلى خمسة من المصنفين في خانة الخيار الثالث، إلى قائد الجيش العماد جوزف عون المصنف حياديا، ورئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي».

وفي المواقف، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في فعالية «لبنان الدور والموقع بين الانتهاكات الإسرائيلية والمواثيق الدولية»، التي أقيمت أمس في فندق «موفنبيك» الروشة: «الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وما يشهده من قتل متعمد لأهله وتدمير للبلدات واحراق للمزروعات، ليست فقط محل ادانة واستنكار من قبلنا بل هي عدوان تدميري وإرهابي موصوف ينبغي على المجتمع الدولي ان يضع حدا لتماديه وإجرامه».

وفي هذه المناسبة لابد من إعادة طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخذة للجم العدو ووقف نهج القتال والتدمير. فما يشهده جنوب لبنان حاليا من أحداث، وإن اعتبرت في العمق صدى للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتها سوى نتيجة لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701».

وفي سياق آخر، نقلت أوساط مقربة من مراجع أمنية رسمية لبنانية، «ان الجيش اللبناني جاهز لمهمة حفظ الأمن جنوب الليطاني، سواء حصل على تمويل لتطويع عسكريين، او استبدال التطويع بنقل ألوية بعديدها وأفرادها إلى الجنوب».

وأكدت الأوساط المقربة من مراجع أمنية رسمية «ان الجيش اللبناني يبقى الضمانة الأولى لتنفيذ اتفاقات دولية، كونه شكل على الدوام علامة ثقة للمجتمع الدولي، وقدم التضحيات الكبرى ولم يتهيب الصعاب والفوارق في التسليح التي تعطي أرجحية واضحة للعدو الإسرائيلي».

وفي الشأن الداخلي، استقبل السفير السعودي وليد البخاري أمس في مقر إقامته في اليرزة، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري. وذكرت السفارة في حسابها على «إكس»، انه «تم خلال اللقاء البحث في أبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».

ونظرا إلى ارتباط التطورات على الساحة اللبنانية بنتائج الاتصالات الأميركية ـ الفرنسية، قال مصدر مطلع لـ«الأنباء»: «هناك خلية أزمة في الرئاسة الفرنسية تتابع الاتصالات بشأن لبنان ولها دور بارز في التنسيق بين الموفد جان ايف لودريان، والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي عقد معها اكثر من لقاء».

وأضاف المصدر: «يركز المسعى الفرنسي ـ الأميركي على معرفة طبيعة المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، وان أعلنت آلياتها وعناوينها ولكن التطبيق على الارض يبقى مختلفا. وينتظر الجميع انعكاسات هذه العمليات على الواقع، ومن هنا فإن هوكشتاين يبحث في إمكانية إدخال بعض التعديلات على خطته حول الحدود في ضوء دخول هذه المرحلة في غزة حيز التنفيذ ومعرفة مواقف الاطراف منها». وقال مصدر لبناني بارز لـ«الأنباء»: «لبنان ليس في عجلة من أمره للموافقة على أي صيغة او اقتراح قبل تظهير صورة الميدان كاملة، مستفيدا من الانقسام الإسرائيلي بين الحكومة والجيش من جهة، وبين أعضاء الحكومة نفسها من جهة أخرى».

تم نسخ الرابط