ماذا وراء زيارة هوكستين إلى باريس؟
ليست صدفة ان يزور المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكستين العاصمة الفرنسية باريس في هذا الظرف بالذات، بعد جولته الاخيرة على لبنان وإسرائيل، وسعيه لتهدئة الاوضاع المتدهورة على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية، والتوصل الى تفاهم ينهي التوتر والاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ويؤدي الى عودة السكان المدنيين على جانبي الحدود، وبقيت نتائج هذه الجولة، أسيرة تبادل المطالب والأفكار، بين الطرفين، من دون التوصل إلى اتفاق، ما دفع هوكشتاين للعودة الى واشنطن للتشاور مع إدارته لتحديد الخطوة التالية لتحركه.
وقد لوحظ ان هذه الزيارة تزامنت مع استمرار المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة من الجهة الاخرى،وتصاعد التهديدات الإسرائيلية للقيام بحرب واسعة ضد الحزب ولبنان، اذا لم تنجح الديبلوماسية في مساعيها لحل هذه المشكلة، واعادة الاوضاع الى طبيعتها، في الوقت الذي ترفض فيه الولايات المتحدة الأميركية، قيام إسرائيل بشن مثل هذه الحرب، تجنبا لتصعيد الاوضاع في المنطقة كلها.
ويبدو ان المستشار الرئاسي الاميركي، يجهد من خلال لقاءاته مع الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان ايف لودريان، وفريق الازمة المكلف بالملف اللبناني، إلى تبادل الافكار وضم المساعي المبذولة مع بعضها البعض، لتحقيق خرق ما، للتهدئة جنوبا، استباقا لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الى واشنطن قبل نهاية الشهر الجاري، ولقائه مع الرئيس الاميركي جو بايدن ومسؤولي الادارة الاميركية، لقطع الطريق على اي طلب يتقدم فيه، لتغيير موقف واشنطن الرافض، لقيام إسرائيل، بالحرب ضد حزب الله في لبنان، لتغيير الوضع القائم جنوبا بالقوة. ومع ان لودريان وفريق الأزمة الفرنسي، كان مكلفا لايجاد المخارج لملف ازمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني حصرا ، ومساعدة اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية، يبقى السؤال المطروح، هل يوضع هذا الملف على نار حامية خلال هذه الزيارة، ام ان الاولية هي للتهدئة جنوبا ، لتحقيق انجاز ثانٍ لهوكشتاين، يضاف إلى انجاز اتفاق ترسيم الحدودالبحرية بين لبنان وإسرائيل، قبل انشغال الادارة الاميركية بانتخاب رئيس الجمهورية.