أوقفوا المدير المحتال الذي أضاع سنوات من عمر التلامذة
تخوّف تلاميذ الامتحانات الرسميّة من قصف أو غارة إسرائيلية تستهدفهم في مراكز الامتحانات أو محيطها، فأتت الضربة من الداخل لتقضي على مستقبل أكثر من 50 تلميذًا مهنيًّا حرمهم مدير معهد الشرق الأوسط - قصرنبا من إجراء الامتحانات.
راجع تلاميذ المعهد المدير محمد المولى مرارًا خلال الأسبوعين الأخيرين قبل الامتحانات التي استهلّت الإثنين، لمطالبته بطلبات الترشيح. إلّا أنّ المولى تركهم حتى الدقيقة الأخيرة قبل الامتحانات وأعلمهم صباح الجمعة بأنّه لم يتمكّن من استلام طلبات الترشيح، وستنتقل أسماؤهم إلى الدورة الثانية. سارع التلاميذ الذين لم يحصلوا على طلبات الترشيح إلى المديرية العامة للتعليم المهني والتقني في الدكوانة للمراجعة في هذا الموضوع، فتبيّن لهم أنّ أسماءهم غير مدرجة في المديريّة منذ 3 سنوات، ما يعني عدم الاعتراف بالسنوات الثلاث التي تعلّموها في المعهد. عادوا أدراجهم إلى المركز الأساسي للمعهد في الفرزل حيث جزم المسؤولون فيه أنّ أسماءهم مدرجة في السجلات. علمًا أنّ سجلات المراكز موصولة على المركز الأساسي في الدكوانة.
ضياع تام بين من يؤكّد إدراج أسماء التلاميذ وبين من يقول لهم: "لستم مسجّلين لدينا ولا يمكن أن نساعدكم بشيء".
بحوزة التلاميذ كلّ المستندات التي تثبّت أن أسماءهم مسجلة في فرع الفرزل كما معهم الإيصالات بالأقساط التي دفعت طوال 3 سنوات.
وتروي تلميذة في المعهد لموقع mtv أنّ المولى أقنع التلاميذ السنة الماضية بالانتقال من معهد الشرق الأوسط في الفرزل إلى قصرنبا بحجة أنّه أقرب إلى منازلهم، وهذا ما حصل. وقالت: "ظلّ المولى يماطل ويقول إنّه سيسلّمنا طلبات الترشيح قبل 4 أيّام من موعد الامتحانات إن لم تُلغَ وتُستبدل بإفادات، قبل أن يبلغنا صباح الجمعة أن لا طلبات ترشيح ولا يمكننا إجراء الامتحانات وعلينا انتظار الدورة الثانية".
وأعلن تلميذ آخر أنّه "بعد مراجعة رئيس مصلحة المراقبة والامتحانات في المديرية العامة للتعليم المهني والتقني جوزيف يونس أبلغهم الأخير أنّه سبق وتقدّم بكتاب ضدّ محمود المولى لكن لم يتم توقيفه "لأنّو مدعوم". وتابع التلميذ: "يونس قال لنا صراحة لا يمكن أن نفعل لكم شيئًا، لقد ضاعت علينا سنوات التعليم".
وأشار إلى أنّ التلاميذ حاولوا التواصل مع المولى إلّا أنّه لم يُجب على هاتفه إلّا مرات معدودة، ليقول: "ستتأمّن طلباتكم للالتحاق بالدورة الثانية".
كما التلاميذ، فإنّ موقع mtv، حاول الاتصال بالمولى هاتفيًا وترك له رسائل نصيّة لاستيضاح الأمر، لكنّه لم يجب.
ويسأل التلاميذ عبر موقعنا: "ألم يكن أجدى بالمعنيين في هذا الملف والمديرية أن توقفه وأن تبلّغنا أنّه ينصّب علينا ويتقاضى الأموال من دون أن يسجّلنا بشكل رسمي في المديرية العامة في الدكوانة".
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا أكّدت المديرية للتلاميذ أن أسماءهم على مدى 3 سنوات لم تكن مسجّلة، كيف سيتمكّن المولى من استحصال الطلبات لهم للدورة الثانية؟". وأكثر من ذلك، فقد تبيّن أنّ عددًا من الاختصاصات غير مدرجة ومسجلة حتى بالفرع المهني الأساسي في الهرمل، لكنّ التلاميذ تسجّلوا ودرسوا هذه الاختصاصات في مركز الفرزل ومن ثمّ في قصرنبا.
وأفاد أحد التلاميذ موقع mtv بأنّ "المولى يفتح فرعًا جديدًا في رياق ويطلب معلّمات".
بعد هذه المعاناة والأخذ والردّ، تقدّم التلاميذ بكتاب إلى وزارة التربية والتعليم العالي طلبوا فيه "الاسترحام"، شارحين ما حصل ومناشدين الوزير عباس الحلبي الوقوف إلى جانبهم واتخاذ الاجراءات بحق مدير المعهد ومساعدتهم لتأمين طلبات الالتحاق بالدورة الثانية.
إن وصلت مناشدات هؤلاء التلاميذ، وحصلوا على طلبات الالتحاق، فإنّهم خسروا الفرصة الثانية للتعويض إذا لم يوفّقوا في الدورة الأولى كزملائهم في مناطق أخرى.
ما لم يتحرّك المعنيّون بالملف ويتخذوا التدابير اللازمة بحقّ المولى امحاسبته على "أعمال النصب"، ويجدوا حلّاً سريعاً لأكثر من 50 تلميذًا، فحكمًا سيخسر كثيرون سنوات من عمرهم، في هذه السنة الدراسيّة، كما في السنوات القادمة.
هذا النصّ بمثابة إخبار، وإن لم يحاسَب المرتكِب فإنّ ذلك يعني تواطؤ مسؤولين معه.