اتساع التباين الأميركي-الإسرائيلي حول لبنان.. وهجمات "الحزب" تتصاعد
بصرف النظر عن الجهود الدبلوماسيّة الدؤوبة والتحذيرات الصارمة، لا يزال خطر توسع الصراع الإقليميّ والحرب الشاملة يتفاقم كل ساعة، على وقع التصعيد الطرديّ عند الحدود الجنوبيّة اللّبنانيّة. الأمر الذي دفع بالمبعوث الخاص الرئيسي الأميركيّ جو بايدن، آموس هوكشتاين، خلال زيارته للمسؤولين في لبنان وإسرائيل، هذا الأسبوع، للتأكيد على أن "خطر الحرب الشاملة" قائم ويجب تفاديه.
التباين الأميركي-الإسرائيلي
ورؤية هوكشتاين للمعطى الميدانيّ، تعكس مزاج الإدارة الأميركيّة (في وقت تشهد العلاقات توترًا بين إدارتي جو بايدن وبنيامين نتنياهو)، المتوجسة من سيناريو الحرب. ففي واشنطن، تحدث مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجيّة الإسرائيليّ رون ديرمر، مع وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن. وخلال هذا اللقاء أكد بلينكن "التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل"، وفق ما قال المتحدث باسمه ماثيو ميلر. وأضاف ميلر أن وزير الخارجية الأميركيّ شدّد بالمقابل على "أهمية تجنب تصعيد جديد في لبنان" من خلال "حل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيليةه واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها".
هذا يأتي في وقتِ أكدّ فيه نتنياهو، أن بلاده تحتاج إلى الأسلحة الأميركيّة في "حرب من أجل وجودها"، بعدما اشتكى الثلاثاء من تأخر تسليم شحنات الأسلحة. واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، في حديث لصحافيين يوم الخميس، أن تصريحات نتنياهو "كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظرًا لحجم الدعم الذي نقدمه وسنواصل تقديمه".
المستجدات العسكريّة عند الحدود
ومنذ صباح اليوم، الجمعة 21 حزيران الجاري، جرى تبادل إطلاق النار مُجدّدًا بين الجانب الإسرائيليّ وحزب الله، بعد تصاعد التهديدات بين الطرفين. وكان الحزب قد أعلن مساء أمس الخميس، عن قصف موقع عسكريّ شمالي الأراضي المحتلة، بـ"عشرات صواريخ الكاتيوشا"، ردًّا على استشهاد أحد مقاتليه في غارةٍ إسرائيليّة في بلدة ديركيفا- جنوب لبنان. هذه الغارة الّتي سبق وأعلن الجيش الإسرائيليّ عنها في بيان، قائلًا أنّ إحدى طائراته "نفّذت ضربةً دقيقة في منطقة ديركيفا، أدّت إلى مقتل عنصر في حزب الله، كان مسؤولًا عن تخطيط هجمات وتنفيذها ضدّ إسرائيل وقيادة قوات بريّة للحزب في جويّا- جنوب لبنان". كما وأعلن الجيش الإسرائيليّ، أنّه اعترض "هدفًا جويًّا" أطلق من لبنان، وأفادت وسائل إعلام محليّة عن ضربات إسرائيليّة جنوبيّ لبنان، وتحديدًا الوزاني. وقام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه البلدة، كما وطال قصف مدفعيّ إسرائيليّ منطقة هورا بين ديرميماس وكفركلا.
وأعلن حزب الله في بيان أنّه "دعمًا لشعبنا الفلسطينيّ الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردًا على الاعتداء الذي قام به العدو في ديركيفا، شنّت المقاومة الإسلامية يوم الجمعة 21-6-2024 هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو وأصابت أهدافها بدقة، وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة ودمّرت جزءًا من الموقع". واستهدف قصف مدفعي معادٍ أطراف بلدة الناقورة في القطاع، وقد استهدف القصف منزلاً مما أدى إلى اندلاع النيران بداخله.
وأعلن الحزب في بيانٍ ثانٍ أنّه "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 01:26 من بعد ظهر يوم الجمعة 21-6-2024 موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة". وأضاف في بيانٍ آخر، أن "مجاهدي المقاومة الإسلامية يوم الجمعة 21-6-2024 استهدفوا موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة". كما استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.