ثلاثة شهداء في الغارات.. وإسرائيل تحقق بـ"الهدهد" فوق حيفا
على عنفها وتصاعدها، تتواصل المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ما إن غادر المبعوث الأميركي، آموس هوكتشاين، لبنان وإسرائيل، حتى تصاعدت وتيرة العمليات أكثر.
غارات وشهداء
وعلى هذا المنوال، تتواصل الغارات الإسرائيلية على القرى الجنوبية. فقد استهدفت غارة جديدة، اليوم الأربعاء، بلدة البرغلية بثلاثة صواريخ، فيما نفذت مسيّرة غارة على سيارة في الوزاني، إلا أن السائق نجا بفعل قفزه منها. كما استهدفت غارتان بلدة الخيام. وكان الطيران الإسرائيلي قد نفذ غارتين، واحدة على بلدة برعشيت وأخرى على بلدة يارون، فجر الأربعاء، ما أدى إلى سقوط 3 شهداء.
وقد نعى حزب الله، حسن محمد علي صعب "صادق" مواليد عام 1970 من بلدة يارون، وجهاد أحمد حايك "حيدر" مواليد عام 1999 من بلدة عدشيت.
واستهدف القصف الإسرائيلي أطراف بلدة كفركلا وأطراف مدينة الخيام.، في حين أطلق الجيش الإسرائيلي رشقات رشاشة ثقيلة باتجاه البلدة.
في المقابل، أعلن "حزب الله" في بيان، أنّه "ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي المتكررة التي طالت بلدة البرغلية، شن مجاهدو المقاومة الإسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية، استهدف تموضعات جنود العدو وانتشارهم داخل مستعمرة المطلة، وحققوا فيهم إصابات مؤكدة".
تحقيق إسرائيلي
من ناحية أخرى، أفاد موقع "واينت"، التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأن "تحقيقاً أجراه الجيش الإسرائيلي، الأحد، أظهر رصده 3 مسيّرات تصوير تابعة لحزب الله، تسللت إلى مدينة حيفا شمالاً، والتي نشر الحزب لقطات لإحداها أمس". ونقل الموقع عن ضابط في الجيش لم تسمّه، قوله إن "التحقيق الأولي للجيش يظهر أن حزب الله أطلق 3 مسيرات تصوير تجاه إسرائيل، حيث تابعها سلاح الجو الإسرائيلي". وأوضح أن "إحداها أُسقطت والثانية اختفت عن الرادار، إذ يُعتقد أنها سقطت في البحر، فيما تسللت الثالثة إلى مدينة حيفا ومناطق أخرى شمال البلاد".
وحسب ادعاء تحقيق الجيش الإسرائيلي، فإنّ "المسيّرة كانت تحت سيطرته، لكنه قرر عدم إسقاطها، كونه عرف أنها مسيّرة تصوير، وليست متفجرة، وإطلاق مضادات جوية باتجاهها تخلق خوفًا لدى السكان، وقد تتسبب بأضرار". وأشار إلى أن "الطائرة المسيرة التي أطلقها حزب الله، من نوع هدهد 1، هي في الواقع طائرة صغيرة تحمل كاميرا Go Pro، ولم يكن عليها مدفع مضاد للطائرات". ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل، خلال الأسابيع الأخيرة، "على تطوير قدرات الدفاع الجوي في مواجهة الصعوبات في التعامل مع الطائرات المسيرة لحزب الله، وخصوصاً المسلحة منها، ويحاول التمييز بين المسيّرات التي تلتقط الصور ولا تسبب أضراراً، وتلك المسلحة التي تهاجم وتتسبب بأضرار للسكان والممتلكات".
أنفاق الحزب وقدراته
وقد ورد في تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن هناك اعتقاداً بأن حزب الله بنى شبكة أنفاق تحت لبنان، يقول محللون إسرائيليون إنها أكثر اتساعاً من تلك التي تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، فما الذي يمكن للحزب فعله بإسرائيل؟ وعلى عكس غزة المعزولة جغرافياً عن داعميها في طهران، شيّدت إيران طرق إمداد برية وجوية تؤدي إلى لبنان عبر العراق وسوريا، يمكن استخدامها لدعم حزب الله في حال اندلاع حرب شاملة ضد إسرائيل، حسب إيمي ماكينون مراسلة المجلة لشؤون الاستخبارات والأمن القومي.
وعلقت "فورين بوليسي" على تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي حذّر أن بلاده ستدمر حزب الله بالقول: "إن إسرائيل أيضا سيلحقها الدمار إذا اشتعلت الحرب، ناقلة عن مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن اعتقاده أن حزب الله "أشد بأساً" من حركة حماس، وأنه أكثر الأطراف الفاعلة غير الحكومية تسليحاً في العالم، حيث بنى ترسانة متطورة بمساعدة إيران وسوريا وروسيا".
واستشهدت في ذلك بتصريح للدبلوماسي مايكل أورين، الذي عمل سفيراً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة في إدارة الرئيس باراك أوباما، قال فيه إن "حماس تشكل تهديداً تكتيكياً لدولة إسرائيل، بينما حزب الله يمثل تهديداً إستراتيجيا لها". وتشير التقديرات إلى أن لدى الحزب نحو 130 ألف صاروخ وقذيفة قادرة على اكتساح أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في إسرائيل وإصابة أكبر مدنها. ووصف أورين تلك التقديرات بأنها "مرعبة" وتوحي بما يمكن أن "يفعله حزب الله بنا في 3 أيام". وأضاف "أنت تتحدث عن ضرب كل بنيتنا التحتية الأساسية، مصافي النفط، القواعد الجوية، ديمونة"، في إشارة إلى موقع منشأة الأبحاث النووية في إسرائيل.