قمة فرنسية-أميركية-إسرائيلية لتقرير مصير الجنوب.. وتوصية عسكرية بالحرب
تتكثف الاتصالات الدولية والإقليمية للجم التصعيد بين حزب الله واسرائيل. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه وتيرة العمليات العسكرية بين الطرفين. واليوم، مساء، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "اتفقنا على عقد قمة ثلاثية فرنسية أميركية إسرائيلية لبحث خريطة طريق لنزع فتيل التوترات بين حزب الله وإسرائيل".
وأفادت مسودة بيان ختامي من المقرر أن يصدر عقب قمة "مجموعة السبع" بأن "قادة المجموعة يعبرون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية، وتأييدهم للجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة".
أصوات للحرب
في المقابل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يوصي المستوى السياسي بإنهاء عملية رفح في أسرع وقت ممكن، والتقدم بالهجوم ضد لبنان. بينما تحدثت معلومات عن زيارات سيجريها مسؤولون إسرائيليون إلى الولايات المتحدة، لعقد لقاءات وبحث تطورات الوضع على الجبهة مع لبنان. وفي الأثناء، يعقد مجلس الحرب الإسرائيلي في تشكيلته الجديدة اجتماعاً لمناقشة كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء اليوم، الخميس، عن مسؤول سياسي رفيع المستوى قوله إن "الأصوات تتعالى لتحريك مركز ثقل" العمليات العسكرية في إطار الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيلي من السابع من تشرين الأول الماضي، "من الجنوب إلى الشمال"، في إشارة إلى التحول إلى تصعيد عسكري في مواجهة حزب الله في لبنان. جاء ذلك فيما قال المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي يوصي بالإسراع إلى إنهاء العملية العسكرية التي يشنها على منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، لـ"التجهيز لعملية أوسع في لبنان"، وذلك على خلفية التصعيد الذي تشهده المواجهات الحدودية المندلعة منذ 250 يوماً، على خلفية الحرب على غزة.
وحسب التقرير، فإن "كابينيت الحرب الإسرائيلي يعقد الليلة مداولات خاصة لدى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، حول الشمال"، وأضاف أن "توصية الجيش هي الإنتهاء من رفح في أسرع وقت ممكن، للتفرغ للاستعداد لعملية واسعة في لبنان"، واعتبر أن التصعيد الذي تشهده جبهة لبنان في الأيام الأخيرة يساعد الجيش على "ملاءمة التوقعات" مع المواطنين.
مباحثات في واشنطن
وفيما أكد مسؤول أميركي رفيع "قلق" واشنطن "البالغ" من أن الأعمال القتالية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية قد تتصاعد إلى "حرب شاملة"، والقناعة في البيت الأبيض أن هناك حاجة إلى ترتيبات أمنية محددة للمنطقة، وأن وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً، كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن وفداً إسرائيلياً يتوجه إلى واشنطن، لإجراء مباحثات عاجلة بشأن لبنان. وذكرت القناة أن الوفد يضم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة نتنياهو، رون ديرمر، وأشارت إلى أن المحادثات التي سيجريها الوفد مع المسؤولين الأميركيين ستتركز على "التهديد الإيراني" والجهد الأميركي لمنع التصعيد الشامل على جبهة لبنان بين إسرائيل وحزب الله.
وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي، هريتسي هاليفي، إن الجيش يستعد للتعامل مع حزب الله، فيما قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق بيني غانتس وهو العضو المستقيل من حكومة الحرب إن "الحل الافضل لانهاء الحرب مع حزب الله على الجبهة الشمالية هو الحل السياسي". وأردف غانتس، "أدرك أن الحرب خيار صعب لكنها ستكون ضرورية على الأرجح". وتابع، "إذا تمكنا من منع الحرب مع لبنان من خلال الضغط السياسي، فسنفعل ذلك وإذا لم ننجح فسنمضي قدماً".
العمليات الميدانية
على الصعيد الميداني، أفاد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بـ"إصابة جنديَين من الجيش بجروح متوسّطة وطفيفة، نتيجة تعرّض منطقة في شمال البلاد لقذيفة مضادّة للدّروع"، مشيرًا إلى أنّه "تمّ نقل الجنديَّين لتلقّي العلاج الطبّي في المستشفى". في سياق متّصل، زعم أنّ "على مدار الأسبوعَين الماضيَين، تمّ إجراء سلسلة تمارين على مستوى الألوية العسكريّة، تدرّبت خلالها القوّات للتّعامل مع سيناريوهات حربيّة مختلفة في الجبهة الشّماليّة، حيث وصلت قوّات اللّواء 4 للتّمرين بعد فترة قتال في قطاع غزة، بينما وصلت قوّات اللّواء 226 (لواء المظليّين الشّمالي) بعد استكمال فترة الأعمال الدّفاعيّة على الحدود الشّماليّة". وأوضح أدرعي أنّ "التّمرين حاكى سيناريوهات قتاليّة على مستويات مختلفة، مع التّركيز على الحركة في مناطق وعرة والتّقدّم في محاور جبليّة، وتفعيل النّيران بوتيرة متصاعدة والقتال بمناطق مختلفة".
من جهته أعلن حزب الله مساء أنه بعد رصد وترقّب لقوّات العدو الصهيوني وعند وصول آلية عسكرية من نوع همر إلى مثلث قدس (يفتاح) يوشع، استهدفها مجاهدونا عند الساعة 5:30 من بعد ظهر اليوم بصاروخ موجّه وأصابوها إصابة مباشر،ة ما أدى إلى تدميرها وإيقاع من فيها بين قتيل وجريح". وأعلن ايضاً عن استهداف "انتشار لجنود العدو الإسرائيلي في حرش دوفيف بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة." كذلك استهدف "نقطة تموضع لجنود العدو في وادي يرؤون بالصواريخ الموجهة وأصابوه إصابة مباشرة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح".