"الحزب" يطلق دفعة كبيرة من الصواريخ.. وغارات إسرائيلية مكثّفة
تتواصل المواجهات في الجنوب بين حزب الله وجيش الاحتلال الاسرائيلي، ومن الواضح أنها تتخذ مساراً تصاعدياً. اذ اعلن حزب الله أنه شن أكبر هجوم ضد المواقع الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول، مستهدفاً 15 موقعاً دفعة واحدة بهجوم مركب. وقد استهدف حزب الله بدفعة كبيرة من الصواريخ الجولان المحتل والجليل الأعلى. وأعلن الحزب أنه في إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة جويا شنت المقاومة الإسلامية هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات حيث استهدفت بصواريخ الكاتيوشا والفلق 6 ثكنات ومواقع عسكرية هي: مرابض الزاعورة، ثكنة كيلع، ثكنة يوأف، قاعدة كاتسافيا، قاعدة نفح وكتيبة السهل في بيت هلل، وبالتزامن شنّ مجاهدو القوة الجوية بعدة أسراب من المسيّرات الانقضاضية هجوماً جوياً على قاعدة داوود (مقر قيادة المنطقة الشمالية)، وقاعدة ميشار (مقر الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات) وثكنة كاتسافيا (مقر قيادة اللواء المدرع النظامي السابع التابع لفرقة الجولان 210)، وأصابت أهدافها بدقة".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة شخص إثر سقوط قذيفة على أحد المنازل في مستوطنة كاتسرين بالجولان. ودوت صافرات الإنذار في صفد وبيريا. كما أعلن حزب الله انه استهدف "موقع الراهب بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة".
وقد حملت الحكومة الإسرائيلية الحكومة اللبنانية وحزب الله مسؤولية تدهور الوضع الأمني على الحدود، وجددت حكومة العدو قولها إنها ستستعيد الأمن على الحدود مع لبنان بالديبلوماسية أو بغيرها من الطرق.
غارات متواصلة
في المقابل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت أطراف مرجعيون لجهة دبين وجبل الريحان ما أدى الى نشوب حريق في جبل أبو راشد. وشن غارة استهدفت اطراف بلدة حاريص واخرى على حرش بركات، عند أطراف جديدة مرجعيون كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على دير سريان. وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن مقاتلاته قصفت عدداً كبيراً من المباني التي وصفها بأنها تستخدم من قبل حزب الله في عيتا الشعب في جنوب لبنان.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن الجيش القول إن بنية تحتية أخرى لحزب الله قصفت في عيناتا أيضاً. وحلق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق القطاع الشرقي خارقًا جدار الصوت، وصولا إلى منطقة جزين، على علو منخفض.
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي قد أغار ليلاً على عيتا الشعب وعيناتا، وعلى المنطقة الواقعة بين بلدة عيترون ومدينة بنت جبيل. تزامن ذلك، مع غارة نفذتها مسيّرة بصاروخ موجه مستهدفة منزلاً في محيط جبانة بلدة عيناتا، ما أدى إلى تدميره، وأفيد عن وقوع إصابة.
في المقابل، قال الجيش إن صافرات الإنذار انطلقت هذا الصباح في بلدات شمال إسرائيل بفعل صاروخ اعتراضي تصدى لهدف اعتبر لاحقاً أنه هدف غير دقيق.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله: نشعر بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية ونسعى إلى منع الوضع من التحول إلى حرب شاملة.
اغتيال عبدالله وأمن "الحزب"
بدورها نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مقابلة مع الدكتور أماتسيا بارام، وهو كاتب في منتدى الشرق الأوسط، وأستاذ فخري في قسم تاريخ الشرق الأوسط، ومدير مركز دراسات العراق في جامعة حيفا، يقول خلالها إن "تصفية طالب عبدالله تُقلق أعضاء حزب الله، فهم يدركون الآن أن الجيش الإسرائيلي يعرف عنهم أكثر بكثير مما نعرفه".
وبحسب بارام، "تُشير العملية إلى أن الأمن الميداني لحزب الله ليس محكماً، وأن نظام استخبارات الحزب قد تم اختراقه، وتمكّن الجيش الإسرائيلي من اختراق شبكاته وأنظمته وتحديد الأشخاص المناسبين للقضاء عليهم".
وأضاف بارام: "يُدرك نصرالله أن الجيش الإسرائيلي لديه القدرة على قتله متى أراد ذلك، وأعتقد أن هذا يقلقه قليلاً، وهو يُدرك أنه سيكون التالي في صف الموت إذا اندلعت حرب واسعة النطاق، والقضاء عليه يعد نجاحاً كبيراً في الحرب النفسية ضد حزب الله، لأنّه يؤدي إلى قلق كبير بين القادة الذين يعرفون أنهم قد يكونون التاليين".
ولفت بارام إلى أن "في المرّة الأخيرة التي قضينا فيها على كبار قادة حزب الله، زاد الأخير من حجم النيران وأطلق المزيد من الصواريخ والقذائف على إسرائيل، ومع ذلك، لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء غير المعلنة".
في المحصلة، فإن الخرق الإسرائيلي لأمن حزب الله واضح، وقد يكون الجيش الإسرائيلي قادر على اغتيال قادة الحزب السياسيين أيضاً وليس العسكريين فقط. لكن لذلك حسابات سياسية وعسكرية أخرى.