يوم صواريخ "الحزب" والحرائق: واشنطن لا تريد تصعيداً إسرائيلياً
قال وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن: "نحاول منع التصعيد في جنوب لبنان، ولا أحد يرغب في حرب جديدة هناك". أيضاً، حثت وزارة الدفاع الأميركية على خفض تصعيد التوتر بين إسرائيل ولبنان، وأثار زير الدفاع لويد أوستن المسألة خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت أمس الثلاثاء. وأشارت المتحدثة باسم "البنتاغون"، سابرينا سينغ، في إفادة صحافية، إلى أننا "لا نريد أن نشهد صراعاً إقليمياً أوسع نطاقاً، ونريد أن نشهد خفض تصعيد التوتر في المنطقة".
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن أبلغ نظيره الإسرائيلي بأن واشنطن غير معنية بأي تصعيد على الجبهة اللبنانية.
وجاء ذلك في وقت يزور فيه قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، الولايات المتحدة الأميركية، حيث التقى رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور Jack Reed ورئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة General Charles Q. Brown Jr.، وفريق العمل الأميركي من أجل لبنان ATFL. وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش خلال المرحلة الاستثنائية الراهنة.
اجتماع استثنائي
كذلك عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتماعاً لتقييم الوضع الأمني على الحدود مع لبنان، فيما أعلن وزير التعليم الإسرائيلي أنه يجب تغيير الوضع في الشمال قبل شهر آب، لأنه في حال عدم تغييره، سيتم خسارة عام دراسي آخر. فيما هاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير نتنياهو بسبب الوضع في جنوب لبنان، معتبراً أن مئات الصواريخ التي يطلقها حزب الله لا يتم الرد عليها بعمليات محدودة.
ميدانياً، تواصلت المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. إذ استهدف الحزب مواقع جل العلام، بركة ريشا، مقر سرية تابعة للواء حرمون، بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة، ومستعمرة أفيفيم. كما أعلن انه تصدى بصاروخ أرض جو لطائرة حربية وأجبرها على مغادرة الأجواء اللبنانية.
حرائق متتالية
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن "الدفاعات الجوية والطائرات الحربية اعترضت في منطقة جبل الشيخ هدفيْن جوييْن مشبوهيْن اخترقا من جهة لبنان"، وأضاف أنه "نتيجة شظايا عملية الاعتراض اندلع حريق في المنطقة"، وتابع "تم تفعيل الإنذارات وفق السياسة المتبعة".
وأضاف أنه "خلال الحادث أطلق صاروخ اعتراض آخر نحو الهدفيْن وانفجر في السماء في منطقة صفد، حيث أسفر سقوط شظايا الصاروخ اندلاع حريق في المنطقة"، وختم بالإشارة إلى أن "التفاصيل قيد الفحص".
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية "إخلاء منازل وتضرر أخرى، من جراء اندلاع حرائق في مناطق واسعة شمالي البلاد بسبب صواريخ أطلقت صباحا من الجنوب اللبناني". وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" إن عمليات الإطلاق التي نفذها حزب الله اليوم، تسببت باندلاع حرائق في عدة مواقع شمالي البلاد، ولفتت إلى أن 25 فرقة إطفاء إلى جانب المزيد من التعزيزات تعمل بهدف منع انتشار الحرائق.
ويعتبر عدد الصواريخ الذي أطلقه حزب الله اليوم، "الأكبر" كمعدل يومي منذ بدء المواجهات في الثامن من تشرين الأول الماضي، وبلغت 215 قذيفة صاروخية حتى الآن، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وتواصل قوات الإطفاء مساعيها لإخماد حرائق اندلعت بمناطق في الجليل الغربي والجولان السوري المحتل ومناطق شمالي البلاد، من جراء قذائف صاروخية أطلقها حزب الله في ساعات الصباح. وذكرت سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية أن طواقمها بمشاركة طائرات الإطفاء وفرق أخرى تابعة للصندوق الدائم لإسرائيل ("كيرن كييمت ليسرائيل" – "كاكال") وسلطة الطبيعة والمتنزهات والجيش الإسرائيلي تواصل العمل على إخماد الحرائق.
وأكد الجيش الإسرائيلي اندلاع حريقين في منطقة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، وكذلك في منطقة صفد، من جراء سقوط شظايا صواريخ اعتراضية أطلقتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية في محاولة لاعتراض مسيرات لحزب الله. ومراكز الحرائق الأوسع التي في المناطق الشمالية، اندلعت في حرش بيريا، وفي منطقة قرية قديتا المهجرة شمال غرب مدينة صفد، وفي عين زيتيم وتسفعون، ورغم محاولات احتواء الحرائق إلا أنها تتمدد في بعض المراكز. واوضحت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنه "عقب إطلاق الصواريخ صباح اليوم على المنطقة الشمالية، اندلعت حرائق في عدة مواقع أدت إلى إغلاق الطرق وإخلاء مساكن".
وأضافت أن "حريقاً اندلع في منطقة مفتوحة قريبة من بلدة كاديتا، امتد إلى البلدة وألحق أضراراً بالعديد من المنازل". وتابعت أنه في أعقاب تقييم للوضع "تقرر إخلاء عدة منازل في الخط الأول إلى المناطق المفتوحة في اتجاه الحريق".