"الحزب" يمتلك مليون صاروخ: انقسام إسرائيلي حول الحرب شمالاً
توعد حزب الله العدو الإسرائيلي بالمزيد من العمليات العسكرية. فقد أشار رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، اليوم الأربعاء، إلى أنّ "شهادة أبو طالب هي شهادة مُحقّة"، موضحًا أنّ "الجيش الاسرائيلي ما زال على حماقته ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت". مشيرًا إلى أنّ "التجربة أثبتت أنه كلما استشهد منّا قائد ازدادت المقاومة قوّة وعزمًا في الميدان".
ولفت في كلمة له خلال تشييع القيادي في حزب الله طالب سامي عبدالله (أبو طالب) في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية، إلى أنّه "إذا كانت رسالة الجيش الاسرائيلي من شهادة أبو طالب النيل من عزيمتنا في إسناد غزة، فإنّ جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزاكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكماً ونوعاً". وقال: "سيرى هذا الجيش الاسرائيلي من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان". وقال صفي الدين، إنه "إذا كان الجيش الاسرائيلي يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل".
مليون صاروخ
من جهته كشف مسؤول في فيلق القدس ضمن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأربعاء، أن حزب الله، يمتلك أكثر من مليون صاروخ من أنواع مختلفة، بما في ذلك صواريخ موجهة بدقة وصواريخ كاتيوشا معدلة لزيادة الدقة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات. وأضاف لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن ترسانة حزب الله، تشمل طائرات من دون طيار انتحارية وطائرات من دون طيار أخرى مزودة بصواريخ روسية الصنع، تتيح شن هجمات جوية ضد إسرائيل. كما يتوفر الحزب على نوع من الصواريخ الإيرانية يسمى "ألماس" مزودة بكاميرا، مستوحى من صاروخ "سبايك" الإسرائيلي، وهو ما يساهم في تغيير قواعد اللعبة، حيث يجعل حزب الله أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية على مواقع الإطلاق.
تحذيرات من الحرب
في المقابل تنقل وسائل إعلام إسرائيلية تحذيرات لمسؤولين عسكريين وأمنيين من عواقب توسيع القتال مقابل حزب الله إلى حرب شاملة، ويرون أنها سرعان ما ستتحول إلى حرب إقليمية. ولا شك في أنهم محقون. فإثر الحرب على غزة، تم إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، ليس من لبنان فقط، وإنما من اليمن والعراق وسوريا أيضاً، وشنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، وأطلقت خلال ساعات مئات الصواريخ والمسيرات. فكيف سيكون تصرف هذه "الجبهات" في حال وسّعت إسرائيل حربها على لبنان، من خلال تنفيذ تهديدها بـ"إعادة لبنان إلى العصر الحجري"؟ ويقول إسرائيليون، لا يسمع صوتهم كثيراً في الحرب، إن بإمكان إسرائيل إلحاق دمار واسع وهائل في لبنان، لكنهم يحذرون من قدرات حزب الله أيضاً، ومن أنه سيلحق دماراً هائلاً في شمال ووسط إسرائيل بقدراته الصاروخية المتطورة أضعافاً، قياساً بالفصائل في غزة.
المطالبة بالحرب
في الجهة الأخرى، يطالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ومعهما وزير الأمن يوآف غالانت، بحرب شاملة في لبنان، بادعاء توفير الأمن في شمال إسرائيل وإعادة لسكان هناك إلى بيوتهم. ويأتي ذلك بسبب رفضهم وقف الحرب على غزة. إذ يعلن حزب الله أنه سيوقف إسناده لغزة بمجرد وقف الحرب على غزة. ويتضح أن رسالة كهذه أبلغها حزب الله للوسطاء الأميركيين والفرنسيين، الذين يحاولون إبعاد قواته عن الحدود من خلال "تسوية سياسية".
قد يُخيل لكثيرين أن مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف ليست عقلانية، بعد سماع التحذيرات من عواقب حرب واسعة على إسرائيل. إلا أن أجندة هذا اليمين المتطرف مختلفة عن رؤية الذين يضعون التحذيرات من عواقب الحرب الواسعة، والأضرار التي ستلحق بالبنية التحتية والاقتصاد وأعداد القتلى في إسرائيل
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر إسرائيلية أن الحكومة لم تقرر بعد إطلاق عملية موسعة ضد حزب الله، و"لذلك سنواصل استهداف قياديين كبار في الحزب". كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن بلدية حيفا قررت فتح الملاجئ العامة المحصنة.