"فتح" تنتخب قيادتها التنظيمية الجديدة
إنتخبت حركة «فتح» في لبنان قيادتها التنظيمية الجديدة المؤلفة من 15 عضواً، وذلك خلال مؤتمرها التَنظيمي السادس الذي عقدته في قاعة ياسر عرفات، في سفارة دولة فلسطين في بيروت، بعدما أنجزت عقد مؤتمراتها في المناطق بالتوالي منذ أكثر من شهر ونصف. والمؤتمر الذي حمل عنوان «دورة الشهداء محمد زيداني، أكرم بكار وعاطف عبد العال»، وهم ثلاثة أعضاء من قيادة الإقليم توفوا بعد انعقاد المؤتمر الخامس وهم على رأس عملهم التنظيمي، تميّز بضخّ دماء جديدة، حيث انضمّ إليه خمسة أعضاء جدد جلهم من جيل الشباب وفي إطار ممارسة اللعبة الديمقراطية.
ويكتسب المؤتمر أهمية خاصة كونه جاء لينتخب قيادة جديدة تحاكي المرحلة الراهنة في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية والمخاطر والتحديات التي تواجه المخيمات في لبنان، وسط استشعار الخطر المحدق بها مع الضغوط الدولية لإنهاء عمل «الأونروا» ومحاولة شطب حق العودة وفرض التوطين.
وأوضح عضو قيادة الإقليم المنتخب «أبو أياد» شعلان لـ»نداء الوطن» أنّ «هذا المؤتمر استحقاق تنظيمي يتوّج كل المؤتمرات التي جرت في المناطق استعداداً للمشاركة في المؤتمر العام الثامن لحركة «فتح» والذي يعقد عادة في مقرّ المقاطعة في الضفة الغربية برئاسة الرئيس محمود عباس، ولم يحدد موعده بعد بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة والقدس.
وقال: «إن أهمية المؤتمر تكمن في القرار الفتحاوي بضرورة استنهاض وضعها الداخلي في لبنان وفي المخيمات من أجل مواجهة تطورات المرحلتين الراهنة والمقبلة، بما تجسّد من خطر على أبناء الشعب الفلسطيني، ونحن ندرك الضغوط الدولية على القيادة الفلسطينية ووكالة «الأونروا» وانعكاساتها على واقع أبناء المخيمات في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية. والمرحلة هذه تتطلب ضخّ دماء جديدة، وتمثّل ذلك بدخول جيل الشباب، وهو مؤشر ودلالة على إفساح المجال لطرح أفكار في إطار رسم سياسات جديدة لها علاقة باستنهاض الوضع التنظيمي الفتحاوي من جهة، وبمحاكاة أوضاع اللاجئين في لبنان من جهة أخرى».
وشارك في المؤتمر 187 عضواً الذين انتخبوا بالاقتراع السرّي 15 عضواً وهم : نزيه شما (159 صوتاً)، أكرم صالح (152 صوتاً)، علي خليفة (150 صوتاً)، يوسف زمزم (141 صوتاً)، يوسف الأسعد (140 صوتاً)، حسين فياض (134 صوتاً)، أبو أياد شعلان (123 صوتاً)، رياض أبو العينين (122 صوتاً)، حسن الناطور (120 صوتاً)، محمود سعيد (113 صوتاً)، موسى النمر (104 أصوات)، سرحان سرحان (صوت)، آمال شهابي وزهرة الربيع وزينة عبد الصمد بالتزكية.
ومن المقرّر أن يعقد الأعضاء المنتخبون اجتماعاً خلال الأيام القليلة المقبلة لتوزيع المهام بالتزكية. واستبعدت أوساط فتحاوية لـ»نداء الوطن» أن يجري تغيير في المناصب الرئيسية، بحيث يتوقع إعادة تكليف حسين فياض أميناً لسرّ الإقليم، بينما لم يترشّح عضو القيادة السابق غسان عبد الغني بعدما تسلم منصب القنصل العام في سفارة فلسطين في لبنان.
وتقدّم الحضور في المؤتمر، أعضاء اللجنة المركزية وهم المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي ومفوض الأقاليم الخارجية سمير الرفاعي، سفير دولة فلسطين أشرف دبور، أمين سرّ «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات إضافة إلى أعضاء قيادة السَاحة، وممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والأعضاء المشاركون.
وشدّد الأحمد في كلمة الافتتاح «على الوحدة الفلسطينية الداخلية في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة والقدس»، وقال: «الشعب الفلسطيني بكل قواه وفاعلياته وفصائله حريص على الوحدة كما أوصى بها الرئيس ياسر عرفات، فلن نستطيع أن نحقق حلم أشبالنا وزهراتنا إلا إذا كنا متّحدين مرتبطين يداً بيد، نسير من أجل تحقيق آمال وأهداف شعبنا تحت إطار «منظمة التحرير الفلسطينية» الممثّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وقد دفعنا عشرات آلاف الشهداء حتى انتزعنا الاعتراف بها. وعندما صوّتت الأمم المتحدة العام 2021 بقبول دولة فلسطين تحت الاحتلال عضواً مراقباً فيها، قال نص القرار 19/67 تمثّله المنظمة واللجنة التنفيذية هي حكومتها إلى أن يتم تجسيد هذه الدولة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي فوق أرض فلسطين المحتلة».