تطور نوعي: "الحزب" يستخدم صواريخ مضادة للطائرات
إنها المرة الثانية التي يعلن فيها حزب الله عن استخدام سلاح مضاد للطائرات الحربية. ويمثل ذلك تطوراً نوعياً بالنسبة إلى الحزب، الذي يقول إنه قادر على التصدي للطائرات الحربية الإسرائيلية التي تخرق الأجواء اللبنانية. وقال الحزب في بيان إن "وحدات الدفاع الجوي في المقاومة الإسلامية تصدت بصواريخ أرض جو لطائرة حربية إسرائيلية معادية انتهكت الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، وأجبرتها على الفرار والتراجع خلف الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة".
الغارات الإسرائيلية وعمليات الحزب
وأفاد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مساء اليوم الأحد، بأن "جيش الدفاع قضى على مجموعة قامت بإطلاق صواريخ مضادة لطائرات نحو طائرات حربية حلقت في سماء لبنان؛ مهاجمة أهداف أخرى في سماء لبنان". وأكد، انه "في وقت سابق اليوم قامت مجموعة عناصر بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات نحو طائرات حربية إسرائيلية عملت في سماء لبنان، حيث لم تشكل الصواريخ خطرًا على الطائرات ولم تقع إصابات".
واشار أدرعي، إلى أن "دقائق قليلة بعد ذلك هاجمت طائرة لسلاح الجو في منطقة صور وقضت على مجموعة العناصر التي نفذت عملية الإطلاق". وأضاف، "كما هاجمت طائرات حربية بتوجيه من الفرقة 210 مبنى عسكريًا لحزب الله في منطقة شبعا. بتزامن مع ذلك، هاجمت الطائرات مبنييْن عسكرييْن في منطقتيْ عيترون ومركبا إلى جانب بنية إرهابية أخرى في عيترون ومنصة صاروخية في منطقة الطيري استخدمت لإطلاق قذائف نحو الأراضي الإسرائيلية". وختم أدرعي: "خلال اليوم رصدت قوات غولاني عدداً من العناصر يدخلون إلى مبنى عسكري لحزب الله في حولا حيث هاجمت طائرة حربية بعد فترة وجيزة المبنى".
وتواصلت المواجهات، إذ فجر الجيش الاسرائيلي فجر "درون مفخخة" فوق طريق "بركة النقار" في مزارع شبعا قرب موقع للجيش اللبناني". كما شن الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة حولا، وأخرى على الطريق بين كفردجال وجبشيت، كما استهدفت غارات منطقة تومات نيحا في أعالي جزين.
في المقابل، استهدف حزب الله موقع رويسات العلم، السماقة، وبركة ريشا، وشنّ هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر قيادة كتيبة المدفعية في أودم، حيث استهدفت أماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة.
"تهديدات فارغة"!
وتتواصل المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وتتخذ منحى تصاعدياً، فيما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أكثرية الإسرائيليين يؤيدون شن حرب ضد حزب الله. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إنه "إذا اندلعت الحرب، فمن المرجح أن يحشد الحرس الثوري الإيراني قواته والجماعات الموالية للدفاع عن حزب الله، وهو ما من شأنه أن يجعل حرباً إقليمية أوسع نطاقاً أمراً لا مفر منه. وحتى الهجوم المحدود يخاطر بزعزعة استقرار لبنان بالكامل، حيث تواجه البلاد جموداً سياسياً وانهياراً اقتصادياً وتوترات طائفية متجددة، يبدو الأمر وكأن كل القضايا التي ابتليت بها منطقة الشرق الأوسط لعقود من الزمان تتجمع في وقت واحد. وفي مثل هذه البيئة المتقلبة، من الوهم أن نعتقد أن أي شخص يمكنه السيطرة على المزيد من التصعيد".
في المقابل، نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن القيادة الإسرائيلية تخصّصت لسنوات عديدة في إطلاق تهديدات فارغة للقضاء على حزب الله، تماماً كما هدّدت بالقضاء على حماس، مشيرة إلى أن "أعداء إسرائيل ردوا أن هذا الكلام فارغ، وهو الأمر الذي أوصل الكيان إلى ما هو عليه اليوم". واضاف التقرير: "يدرك أمينُ عام حزب الله حسن نصرالله أن هذه الأيام حاسمة بالنسبة للمفاوضات في قطاع غزة، كما أنها تزيدُ الضغط على إسرائيل لإقناعها بالموافقة على الاتفاق، في حين أنه ذكر أن وقف القتال في غزة سيدفعه أيضاً إلى فرض وقفٍ لإطلاق النار".
واعتبر التقرير أن حزب الله ما زال هو نفسه منذ العام 2000، تاريخ خروج إسرائيل من لبنان، مُشيراً إلى أنّ التهديدات التي يُطلقها التنظيم اللبناني ما زالت على حالها ولم تتغير. كذلك، وصف التقرير التهديدات الإسرائيليّة ضد لبنان بـ"القوية"، لكنه قال إنه "من الضروري الاعتراف بالحقيقة التي تقول إن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك القدرة الكافية على مهُاجمة إيران"، وأضاف: "كذلك، من المشكوك به أن يكون لدى إسرائيل قُدرة على شن حرب واسعة النطاق في لبنان أو حتى الفوز بها". وقال تقرير معاريف: "لقد كُنا محظوظين جداً لأن نصرالله لم يرسل رجاله إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، لأنه حينها كان سيحتل الجليل. كذلك، نسينا أنه من دون الدعم الأميركي، وخصوصاً النقل الجوي للأسلحة والذخائر، فإن إسرائيل كانت ستواجه خطراً وجودياً".