"الحزب" يقصف مواقع إسرائيلية.. والطيران الحربي فوق بيروت
المواجهات مستمرة في الجنوب، تتصاعد حيناً، وتخفت أحياناً. فصباح الأحد، نفذ حزب الله عملية واسعة استهدف فيها مواقع في الجولان المحتل، فيما تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق جنوبية مختلفة. إذ سُجلت صباحاً غارة إسرائيلية على بلدة حولا الجنوبية، كما تعرضت أطراف بلدة الناقورة وأطراف بلدة الجبين في القطاع الغربي لقصف مدفعي. كذلك تعرضت بلدة الخيام لقصف مدفعي إسرائيلي. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مهاجمته بالطائرات صباح اليوم قاذفة يستخدمها حزب الله في قرية خولة، بجنوب لبنان. وأشار إلى قصفه بالطائرات أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان الليلة الماضية.
ورُصد تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق بيروت، وعلى علو متوسّط فوق فوق منطقة كسروان ومناطق الشّمال.
الحزب يقصف
في المقابل، أصدر حزب الله بيانا جاء فيه: "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (10:35) من نهار يوم الأحد 9-6-2024 موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة". كما أعلن الحزب أنه "رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً في بلدتي عيترون ومركبا، قصف اليوم الأحد مرابض مدفعية العدو في الزاعورة في الجولان السوري المحتل، وانتشار الجنود في محيطها براجمة صواريخ كاتيوشا".
من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّه "تم رصد 10 عمليات إطلاق صواريخ على هضبة الجولان، إضافة إلى مسيّرات في الجليل الأعلى"، وذلك تزامناً مع دوي صفارات الإنذار في منطقة مجدل شمس ومحيطها في الجولان. كما أفاد إعلام إسرائيلي باندلاع حريق كبير شمالي الجولان عقب سقوط عدد من الصواريخ. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن سقوط صواريخ عدّة أُطلقت من لبنان في مناطق مفتوحة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن طائرتين مسيرتين سقطتا في منطقة شمال الجولان، لا يوجد إصابات والحدث قيد التحقيق. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن حرائق اندلعت نتيجة سقوط الطائرتين في المنطقة. وأشار الجيش إلى أنه إثر الإنذار عن إطلاق صواريخ في الشمال، رصدنا 10 صواريخ سقطت بمناطق مفتوحة في زعورة ونتيجة ذلك اندلعت نيران ولا إصابات. وذكر الاحتلال أنه هاجم مصادر إطلاق النار.
عواقب الحرب
في المقابل أشار موقع قناة "مكان" الإسرائيلية إلى أن التصعيد على الحدود الشمالية مع لبنان يثير احتمال نشوب حرب شاملة مع حزب الله، حيث يتناول المراقبون باستمرار العواقب التي قد تنجم عن حرب في لبنان، عسكرياً ودولياً، ولكن ما هي التكلفة الاقتصادية لمثل هذه الحرب؟ ورأى الموقع أن الثمن الاقتصادي لحرب مع حزب الله سيكون باهظاً أكثر من الحرب مع حماس في قطاع غزة بكثير، رغم مرور ثمانية أشهر على اندلاع الحرب المتواصلة على الجبهة الجنوبية، حيث إن السيناريو المحتمل لحرب على الجبهة الشمالية يعني إغلاق واسع النطاق للبلاد، وسوق العمل غير نشط، ولن يرسل الآباء أطفالهم إلى المدارس، وهذا سيؤدي إلى أضرار اقتصادية كبيرة جدًا.
وأضاف الموقع "في حال حدوث أضرار كبيرة في البنية التحتية، فإن الاقتصاد سيتوقف، وسينقلب النمو الاقتصادي ويتحول إلى نمو سلبي بنسبة 1.5%، أي تراجع، وسيرتفع العجز في الميزانية إلى أكثر من 250 مليار شيكل (أكثر من 66 مليار دولار أميركي)، لأن الدولة ستضطر إلى اقتراض مئات المليارات لتمويل الحرب وإعادة الإعمار، كما من المتوقع ان يهاجر المستثمرون الأجانب وأن تغادر الشركات متعددة الجنسيات البلاد". وبحسب قناة "مكان"، سيؤدي هذا حتماً إلى زيادة الضرائب، التي بدورها ستجعل كل شيء أكثر تكلفة، وسيرتفع سعر صرف الدولار بشكل ملحوظ، ولن تبدو الحياة في دولة "إسرائيل" كما هي اليوم.
وتابع الموقع "سيكون وزير المالية في مثل هذا الوضع مطالبا بتخفيض كل ما لا علاقة له بالحرب، مع التركيز على الميزانيات الكبيرة مثل: التعليم، الرعاية الاجتماعية، البنية التحتية، النقل.. هذا هو المكان الذي يوجد فيه المال الوفير". وأردف "بالتأكيد سيتعين تقليص ميزانيات في عدة مجالات مثل أموال الائتلاف، ولكنه بقيمة صغيرة، وفي مثل هذا الوضع سيكون هناك حاجة إلى تغيير كامل في الأولويات". وختم موقع قناة "مكان" بالقول "السؤال الذي سيتعين على الحكومة الإسرائيلية الإجابة عليه قبل أن تختار الدخول في مثل هذا الوضع: هل نحن مجبرون على دفع كل هذا، فقط للعودة إلى النقطة نفسها التي بدأنا منها؟".