تسلل خلف خطوط العدو..حماس تغيّر أساليبها في غزة
أفاد تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي حول تسلّل مجموعة من المنطقة الحدودية في رفح فجر الخميس، بأن تسلّلها إلى "غلاف غزة"، بدأ عند الساعة الرابعة فجراً، عند المنطقة الواقعة بين كرم أبو سالم و"حوليت"، مشيراً إلى أن أفرادها، الذين استشهد 3 منهم، كانوا مسلّحين بقذائف "آر بي جي".
في المقابل، أعلنت كتائب القسام تنفيذ عملية تسلّل خلف خطوط قوات الاحتلال واختراق السياج الحدودي. وقالت في بيان: "في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل، ومهاجمة مقرّ قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي عصر الخميس، مقتل جندي بمعارك جنوبي غزة. وفي حين لم يشِر إلى مكان مقتله، أفادت تقارير إسرائيلية بأنه قُتل خلال تبادل إطلاق النار مع مسلّحي حماس على حدود قطاع غزة، بالقرب من كرم أبو سالم، في إشارة إلى أنه قُتل خلال العملية التي نفّذها عناصر القسام.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن التحقيق الأولي يظهر أن أعضاء المجموعة عبروا إلى المنطقة العازلة، واقتربوا مسافة مئات الأمتار من السياج الحدودي، الذي تقع خلفه المستوطنات الإسرائيلية، وتم إطلاق النار عليهم قبل أن يتمكنوا من عبوره. وأضافت أن المعدات التي عُثر عليها في سيارتهم، "تظهر أنهم كانوا يستعدون لمداهمة قاعدة عسكرية، أو إحدى المستوطنات".
وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن 3 مسؤولين أميركيين كبار ومطلعين على تطورات ساحة المعركة في قطاع غزة أن حركة حماس اعتمدت على أساليب الكر والفر لإحباط محاولات إسرائيل السيطرة على مناطق عدة في القطاع.
وقال المسؤولون إن الحركة اعتمدت هذه التكتيكات للحد من خسائرها البشرية، بعد "تراجع عدد مقاتلي الحركة إلى ما بين 9 آلاف إلى 12 ألفاً، في انخفاض عن تقديرات أميركية قبل الصراع بأن العدد يتراوح ما بين 20 ألفاً و25 ألفاً".
تغيير في الاستراتيجية
وتحدثت الوكالة إلى أحد سكان غزة، الذي قال: "في الأشهر السابقة كان مقاتلو حماس يعترضون جنود الاحتلال ويشتبكون معهم ويطلقون النار عليهم بمجرد توغلهم في مناطقهم، لكن الآن هناك تحول ملحوظ في أسلوب عملياتهم، فهم ينتظرون انتشارهم، ثم يشرعون في نصب الكمائن وشنّ الهجمات".
وفي هذا السياق، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن هذه التكتيكات تتيح لحماس مواصلة القتال لأشهر بدعم من الأسلحة المهربة إلى غزة عبر الأنفاق، وغيرها من الأسلحة التي تجري إعادة استخدامها من الذخائر غير المنفجرة أو التي جرى الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي.
ويتطابق الحديث عن هذا الإطار الزمني المطول مع ما صدر الأسبوع الماضي عن مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن الحرب قد تستمر حتى نهاية عام 2024 على الأقل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر ل"رويترز"، إن "الجيش ما زال بعيداً إلى حد ما عن القضاء على حماس لكنه يتكيف مع التغير في أساليب الحركة". وأقرّ بأن إسرائيل لا يمكنها القضاء على كل مقاتلي حماس ولا تدمير كل أنفاقها. وأوضح أنه "لا يوجد هدف على الإطلاق لقتل كل وجميع عناصر الحركة على الأرض فهذا ليس هدفاً واقعياً. ولكن تدمير حماس كسلطة حاكمة هدف عسكري قابل للتحقيق وسهل المنال".
واتفق ليرنر على أن إسرائيل أمامها معركة طويلة للتغلب على الحركة. وأضاف "لا يوجد حل سريع بعد 17 عاماً تمكنوا خلالها من بناء قدراتهم".
على الصعيد نفسه، أكد مسؤول في الإدارة الأميركية للوكالة، أن الحركة أظهرت قدرة على الانسحاب بسرعة بعد الهجمات والاختباء وإعادة التجمع والظهور مرة أخرى في مناطق اعتقدت إسرائيل أنها خالية من عناصر حماس.
وقال مسؤول عربي ومصدران حكوميان من المنطقة العربية إن الجيش الإسرائيلي قد يواجه تهديدات أمنية مماثلة لما واجهته الولايات المتحدة في مدينة الفلوجة بين عامي 2004 و2006 بعد الغزو الذي قادته واشنطن للعراق.