هكذا نجحت استراتيجية الإعماء التي ينفذها "الحزب" ضدّ إسرائيل
ذكر موقع "عربي 21"، أنّه على مدار الأشهر الثمانية الماضية، ومنذ إعلان حزب الله الاشتراك في عملية طوفان الأقصى كـ"جبهة إسناد"، لجأ الحزب منذ الأيام الأولى إلى استراتيجية الإعماء لقدرات إسرائيل، التي يمكن أن تحد من حركتها، أو تقلل من قدرتها على إصابة الأهداف العسكرية.
ولتطبيق هذه الاستراتيجية، لجأ حزب الله إلى تنفيذ عمليات قنص عن مسافة مئات الأمتار وحتى نحو كيلومترين، لكافة الأجهزة الاستخبارية ومحطات الاتصالات، وكاميرات المراقبة والرؤية الليلية المثبتة على أبراج الاتصالات في المواقع الثكنات العسكرية، على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة.
وأسهمت هذه العمليات في حجب الرؤية وإمكانية المراقبة لاسرائيل لمحيط تلك المواقع المشرفة على القرى والبلدات اللبنانية في الجنوب، وحرمتها من وسائل الجمع الاستخباري، لتزويد منظومات الإطلاق والاستهداف في حال رصد نشاطات للحزب.
وعلاوة على عمليات قنص الكاميرات وأجهزة الاتصالات، قام حزب الله باستخدام الصواريخ المضادة للدروع الموجهة، من طراز كورنيت وكونكورس والتاو، ومؤخرا صواريخ ألماز الإيرانية المطورة عن منظومة سبايك الإسرائيلية، باستهداف منظومات المراقبة الجوية والاتصالات المتطورة داخل المواقع.
وكبدت هذه الضربات بالصواريخ الموجهة القوات الاسرائيلية خسائر كبيرة على صعيد عمل منظومات التشويش والتعقب والاتصالات الجوية في الإقليم، التي تمتد من مناطق جنوب شرق تركيا إلى مناطق سوريا ولبنان والأردن، وكان أبرز تلك المنظومات في قاعدة ميرون الجوية، الموجودة على جبل الجرمق شمال فلسطين المحتلة.
وتعد قاعدة ميرون إحدى قواعد التحكم الجوي والاتصالات التابعة لسلاح الجو الاسرائيلي، فضلا عن محطة لرصد الاتصالات والتشويش على موجات الاتصال في المنطقة.
وسمحت هذه الضربات لمقاتلي حزب الله بحرية أكبر في الحركة، بعد إعماء كافة منظومات الرصد، وتغيير المواقع الهجومية على امتداد الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة.