غارات عنيفة توقع شهيداً.. و"الحزب" يقتل جندياً إسرائيلياً
إن كان من المتوقع حدوث العديد من التطورات السّياسيّة والدبلوماسيّة الحاسمة، في الأيام القليلة المقبلة، وخصوصًا تلك المرتبطة بالطرح الأميركيّ لتأمين وقف إطلاق النار في غزّة، والدفع نحو إرساء الهدوء في الجبهة اللّبنانيّة.. إلا أن الوضع على الأرض يتناقض بشكلٍ صارخ مع المناورات الدبلوماسيّة هذه.
مرحلة جديدة!
وقد اشتد الصراع، مع دخول حزب الله وإسرائيل مرحلة جديدة من القتال، وتوسيع أهدافهما، وزيادة الخسائر المباشرة. إذ أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ، اليوم الخميس، 6 حزيران الجاري، أن جنديًا إسرائيليًّا قُتل في هجوم بطائرة مسيرة شنّه حزب الله على "حرفيش" يوم الأربعاء. كما أسفر الهجوم عن إصابة جندي آخر بجروح خطيرة، بالإضافة إلى إصابة 8 جنود آخرين بجروح تتراوح بين الطفيفة والمتوسطة. وبذلك، ارتفع عدد القتلى من الإسرائيليين على الحدود الشماليّة منذ بداية الحرب إلى 25 قتيلاً، معظمهم من الجنود، من بينهم 5 قُتلوا خلال شهر أيار الماضي.
ويأتي ذلك في ظل استمرار تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيليّ وحزب الله، حيث قصف الجيش الإسرائيليّ بالمدفعيّة عدّة بلدات في جنوب لبنان، كما استهدفت الطائرات الحربيّة مواقع أخرى. من جانبه، استهدف حزب الله بلدات ومواقع وقوات إسرائيليّة في المنطقة الحدودية والجليل الأعلى والغربيّ.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدات جنوب لبنان، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجراح متفاوتة، في غارة استهدفت مصنعًا لإنتاج مواد التنظيف في بلدة وادي جيلو. وأوقعت غارة على بيت ياحون سبعة جرحى، كما استهدفت أطراف بلدة عدشيت، وأخرى استهدفت منزلًا خاليًا مؤلف من 3 طوابق في بلدة عيترون، ما أدى إلى تدميره بالكامل وسقوط إصابتين مدنيتين وصفت جراحهما بالطفيفة.
شهيد للحزب
وردّ حزب الله بهجمات متنوعة باستخدام المسيّرات والرشقات الصاروخيّة ضدّ قوات الجيش الإسرائيليّ ومواقعه العسكرية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بوقوع إصابات بعد قصف الاحتلال دراجة نارية في عيترون، فيما قال حزب الله في بيان: "نزفّ الشهيد المجاهد حسين نعمة الحوراني (بدر) من مدينة بنت جبيل الجنوبية والذي ارتقى على طريق القدس".
وقال في بيانٍ آخر: "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وفي إطار الرّد على اعتداءات العدو الإسرائيليّ على القرى الجنوبيّة الصامدة والمنازل الآمنة وآخرها في عيترون، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة مقرّ قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في محيطها بصواريخ فلق 1، وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدمير جزء منها وإيقاع خسائر مؤكدة فيها".
التهديدات الإسرائيلية
في المقابل، تتوالى التهديدات الإسرائيلية للبنان، وسط معلومات عن إلغاء اجتماع حكومة الحرب الإسرائيلية مساء الخميس، والذي كان مقرراً للبحث في الوضع على الجبهة مع لبنان، وتم تأجيله بسبب الخلافات بين الوزراء. فتوجه رئيس "المعسكر الوطني" الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيليّ بيني غانتس، لرؤساء بلدات شمال إسرائيل، بالقول "استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب".
هذا وأعلن الجيش الإسرائيليّ تأجيل قرار تقليص القوّات المتأهبة في الشمال لعدةّ أسابيع بعد تقييم للوضع.
بدورها ذكرت صحيفة "معاريف" اليوم الخميس، نقلاً عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير: "نؤكد وجوب شن حرب شاملة على حزب الله والدخول إلى لبنان والقتال هناك". وأردف بن غفير، "نريد رؤية المختطفين، لكن صفقة إطلاق سراحهم غير شرعية وترفع الراية البيضاء وتوقف الحرب". كما نقلت "معاريف" عن وزير الثقافة الإسرائيلي قوله إن "تأجيل المعركة مع حماس أدى لـ7 تشرين الأول وتأجيلها مع حزب الله سيؤدي لكارثة أكبر".
كذلك نقلت صحيفة "معاريف" عن رئيس بلدية مستوطنة كريات شمونة افيحاي شطيرن، قوله إنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يقوم بالدعاية الانتخابية بدلًا من الانشغال بتحقيق النصر المطلق"، وذلك في تعليق على جولة للأخير في كريات شمونة عقب عمليات صاروخية لـ"حزب الله" في المنطقة. وأشارت "معاريف"، إلى أنّه "بعد ثمانية أشهر من الحرب، الصورة عند الحدود الشمالية هي إطلاق صواريخ كل ساعة، و100 ألف لاجيء إسرائيلي، وتدمير أحياء وشوارع ومستوطنات على طول الحدود، وانهيار الاقتصاد في الشمال وإقامة منطقة قتال داخل أراضي إسرائيل، وهذا بعكس المفهوم الأمني الإسرائيلي".