اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

هيكل نتنياهو يهتزّ والتسابق على من يهدمه

صيدا اون لاين

على الرغم من كل ما يقال عن الرئيس الاميركي جو بايدن، اثبت (حتى الآن) انه استغلّ الى اقصى الحدود، كل الميزات التي يكتسبها كرئيس للولايات المتحدة الاميركية، خصوصاً في وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. اليوم، وبعد ان اطلق بايدن خطته لوقف اطلاق النار، بدأت الامور تزداد سخونة في الداخل الاسرائيلي، ووجد نتنياهو نفسه بين سندان المعارضة ومطرقة اليمين المتطرف، حتى ان الاثنين هددا بإسقاط الحكومة.

يسجّل لحركة "حماس" ومن يدعمها انها تمكنت من الصمود طوال هذه الفترة، ولكن الثمن كان باهظا جداً بتخطي عدد الوفيات من الفلسطينيين الـ40 الف ضحية، والرقم يتضاعف عند الحديث عن الحرجى والاصابات، ناهيك عن التدمير الكلّي لمساحات كبيرة من غزة ورفح. في المقابل، يقف نتنياهو على مفترق طرق احلاهما مرّ بالنسبة اليه: إما ارضاء واشنطن والمعارضة والتخلص من عبء الاسرى والجنوح نحو التسوية، وإما الارتماء في اخضان المتطرفين الذين يشجعونه على هدم الهيكل على رؤوس الجميع، بمن فيهم الاسرائيليين. مشكلة نتنياهو انه ينطلق من مصلحة شخصية، اجمع القريبون منه والبعيدون، على انها موجودة من دون شك، وانها السبب في وصول الاوضاع الى ما هي عليه اليوم، وبالتالي يجب الاخذ في الاعتبار ان مثل هذه المصالح تضع المعني بها في حالة من عدم الاستقرار والضياع، ويصبح من الصعب التنبؤ بما قد يقوم به، فلا المنطق يفرض نفسه ولا المصلحة العامة، وتصبح كل الاحتمالات مفتوحة.

ومع الاقتراب من موعد الثامن من حزيران الذي كان حدده الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس للاختيار بين الاستمرار بمسؤولياته او الانسحاب منها، رفع وزير الامن ايتمار بن غفير السقف، وهدد بدوره بإسقاط الحكومة الرسمية في حال رضخ نتنياهو للتسوية الاميركية والمطالبات الغربية والعربية بالتسوية. ولكن، وفق الطرح الحالي، يجدر بنتنياهو تفضيل المعارضة لسببين اساسيين: الاول انه بذلك يمكنه الحصول على ضمانات مهمة من واشنطن واوروبا والعرب يحتاج اليها لاكمال حياته العامة، فيما لا يمكن لليمين المتطرف تأمين مثل هذا الامر.

 

اما السبب الثاني فداخلي، ويتمحور حول ضرورة ان يكسب نتنياهو الشارع، من خلال تقديم دم جديد ورؤية جديدة يحاول من خلالها اعطاء الاسرائيليين ما ينسيهم هذه الاشهر التي عانوا منها كما لم يعانون منذ اربعينيات القرن الماضي. ويعيد صورة اسرائيل الخارجية التي فقدت جزءاً من الدعم، عبر استكمال عملية التطبيع مع العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، وهو امر بالغ الاهمية ولا يمكن اعتباره بمثابة مسألة عابرة، فمنافعه اكبر من ان تحصى. وبالنسبة الى لبنان والجبهة المشتعلة، فيمكن ايجاد الحلول المناسبة لها تماماً كما حصل عند اعتماد القرار 1701، حيث ساد الهدوء لفترة طويلة جداً، ولم يسجّل سوى بعض المناكفات والمشاحنات التي لم ترفع مستوى القلق والخوف لدى الجانبين، ويملك المبعوث الاميركي الخاص آموس هوكشتاين تصوراً جاهزاً يعيد الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الاول الفائت، ويجعلها اكثر استقراراً عبر بعض البنود التي ترضي الجميع (مع التشديد حتماً على ان مصلحة اسرائيل تأتي في المرتبة الاولى).

المنطق يقول بوجوب قبول نتنياهو بالفرصة السانحة حالياً لايجاد التسوية المطلوبة، ولكن كما سبق وذكرنا، فإن الضياع هو السمة الابرز التي تسيطر على رئيس الوزراء الاسرائيلي، ومن الصعب توقع ما يمكن ان يقوم به. ولكن، لا يحتاج اثنان الى التأكيد على ان هيكل نتنياهو يهتزّ وبقوة، وهو لا يملك ترف الوقت، ولم يعد هناك من الاعيب يلجأ اليها لاضاعة الوقت، في ظل استعجال الاميركيين لحسم الامور قبل الدخول في فترة الجدّ انتخابياً التي ستحظى بالاولوية المطلقة.

ايام قليلة تفصلنا عن القرار المنتظر، فمن سيمسك بيد نتنياهو والى اين سيقوده؟.

تم نسخ الرابط