غانتس وآيزنكوت وهليفي عند الحدود يلوّحون بالحرب مع لبنان
زيارات قادة إسرائيل إلى الشمال بالقرب من الحدود اللبنانية لا تتوقف. وغالباً ما تصاحبها التهديدات المتوالية ضد لبنان وحزب الله.
واليوم مساء، يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي لمناقشة الوضع عند الحدود اللبنانية. وفي هذا الصدد، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين بمجلس الحرب قولهم: على إسرائيل نقل ثقلها إلى الشمال وعلى نتنياهو اتخاذ قرارات صعبة.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة قولها "احتمال التوصل إلى اتفاق مع لبنان ضئيل للغاية".
وفي السياق، أعلنت الخارجية الأميركية أن "الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لا يزال خطيراً ونعمل على احتوائه".
واليوم الثلاثاء، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي "نقترب من نقطة على الحدود الشمالية يتعيّن فيها اتّخاذ قرار". وأضاف هليفي من الحدود مع لبنان، أنّ "الجيش الإسرائيليّ جاهز ومستعدّ للانتقال للهجوم".
وأكد ليفي: "نحن نقترب من نقطة يجب فيها اتخاذ قرار، والجيش الإسرائيليّ مستعد ومستعد جدًا لهذا القرار. نحن موجودون هنا منذ ثمانية أشهر، وحزب الله يدفع ثمنًا باهظًا جدًا. لقد زاد من قواته في الأيام الأخيرة ونحن مستعدون. دفاع قوي، استعداد للهجوم، نحن نقترب من نقطة القرار".
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي: "أجرى رئيس الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي جولة وجلسة لتقييم الوضع مع قائد قوات الإطفاء في قاعدة غيبور في الشمال، بمشاركة قائد فرقة الجليل وقادة آخرين. بعد ذلك التقى القادة بالقوات التي عملت أمس على إطفاء الحرائق في الشمال، وأثنوا على العزيمة والمهنية التي تصرفت من خلالها القوات أمس. كما تحدث رئيس الأركان مع قادة لواء غولاني المتواجدين الان على الحدود الشمالية".
غانتس: الشمال هو التحدي الأكبر
من جهته، أكّد رئيس "المعسكر الوطني"، الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيليّ، بيني غانتس، أن الجبهة الشماليّة هي التحدّي العملياتيّ الأكبر بالنسبة لتل أبيب، مشيراً إلى أنه "لا يمكن خسارة عام آخر هنا".
وحسب بيان صدر عن مكتبه، فقد أجرى "غانتس والوزير غادي آيزنكوت، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع منتدى "خط النزاع" برئاسة موشيه دافيدوفيتش في المجلس الإقليمي "ماتيه آشر"، على خلفية التصعيد الذي شهدته الأسابيع القليلة الماضية في الأحداث الأخيرة في الشمال".
وذكر البيان أن غانتس وآيزنكوت، قد "زارا مدينة نهريا، وحصلا على شرح من رئيس البلدية، رونان مارلي، بشأن جاهزية المدينة لحالة قتال عنيف".
وفي كلمة أدلى بها، قال غانتس: "أنا هنا في جولة في الشمال، وأنا أقاتل منذ أشهر في الحكومة ومع رئيس الحكومة، ومع الجميع، وبحلول الأول من أيلول سننهي المهمة هنا، ونكون قادرين على البدء بشيء آخر".
وأضاف، أن ذلك سيتمّ "إما من خلال اتفاق، أو من خلال التصعيد"، مشدداً على أنه "لا يمكنك خسارة عام آخر هنا". وشدّد على أن "التحدي العملياتيّ الأكبر اليوم هو في الجبهة الشمالية وشمال البلاد، والتحدي الأخلاقيّ الأكبر هو في الجنوب، في قطاع غزة".
وتابع: "لذلك، إلى جانب القتال، الشيء الصحيح في هذا الوقت هو إعادة المختطَفين، والعمل على إعادة سكان الشمال إلى ديارهم بأمان، وإعادة دولة إسرائيل إلى المسار". وذكر أن "الأمر لن يكون سهلا، وسيجبي أثماناً، وسيكون الأمر مؤلمًا، لكن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".
وختم غانتس كلامه بالقول: "أودّ أن أقول للقادة في الشمال، إنني أثق بكم؛ سكّانكم أقوياء، أنتم أقوياء، وستبقون هنا وستعيدون السكان عندما تتلقون الدعم من الدولة، وسنفعل كل شيء حتى تدعمكم الدولة".
رد من الحزب
وكان نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قد صرح لقناة الجزيرة قائلاً: "وصلتنا تهديدات في الشهرين الماضيين، وكان جوابنا أن جبهة لبنان مرتبطة بغزة"، موضحاً أن "الكلام عن انسحاب قوات الرضوان من الحدود اللبنانية مع فلسطينية المحتلة غير صحيح".
وأضاف، "استخدمنا قسماً قليلاً من قدراتنا بما يتناسب مع طبيعة المعركة، وقرارنا ألا نوسع الحرب، لكننا سنخوضها إذا فرضت علينا".
وأكد الشيخ قاسم أن "المقاومة جاهزة للمعركة، ولن تسمح لإسرائيل بتحقيق أي انتصار، وأي توسيع إسرائيلي للحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في إسرائيل".
وختم: "إذا أرادت إسرائيل خوض حرب شاملة فنحن جاهزون لها".
سياسة الأرض المحروقة
في هذا الوقت، يواصل الجيش الإسرائيليّ اتّباع سياسة الأرض المحروقة في أحراج القرى الجنوبية، تزامناً مع اندلاع حرائق هائلة في مستوطنات الشمال الإسرائيلية.
فقد تعرّضت أطراف بلدة دير ميماس- محلة القصيبة على مجرى نهر الليطاني لقصف فوسفوريّ، تسبّب في اندلاع النيران. كما اندلعت حرائق في حرج "قبع" في بلدة مركبا جرّاء تعرّضه للقصف الفوسفوريّ.
وتسبّب الإطلاق الكثيف للقذائف الفوسفوريّة باختناق عنصرَين من الجيش في مركزهما في بلدة مركبا، وتمّ نقلهما إلى مستشفى ميس الجبل الحكوميّ للمعالجة.
إلى ذلك، شنّ الطيران الحربيّ غارات استهدفت بلدتَي العديسة وعيتا الشعب بعد ظهر اليوم.
وكان حزب الله نعى عنصراً خلال النهار سقط في استهداف مسيّرة لدرّاجة نارية في بلدة الناقورة صباح اليوم، هو حيدر حسن مسلماني "حمزة" من مدينة صور.