مواجهات الجنوب الى تصاعد ورهان لبناني على مبادرة بايدن
تصاعدت المواجهات على الجبهة الجنوبية منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الماضي مبادرة للتهدئة تشمل حرب غزة والجنوب معاً. وشهدت مختلف مناطق الجنوب البعيدة نسبياً عن الحدود توسعاً لهذه المواجهات بشكل غير مسبوق أدى الى سقوط شهداء وتدمير ممتلكات. وفي المقابل، شنّ ««حزب الله» سلسلة عمليات شملت مناطق عدة في الشمال الإسرائيلي والجولان المحتل ترافقت مع اندلاع حرائق أجّجتها موجة الحر الراهنة.
وتزامن التطور الميداني مع وصول القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني اليوم الى بيروت، في أول تحرك خارجي له بعد مقتل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. ويحفل برنامج المسؤول الايراني بلقاءات مع المسؤولين اللبنانيين وقيادات حزبية.
وكتبت" النهار": اتخذت مؤشرات التصعيد المتدحرج على جبهة الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل في الأيام الثلاثة الأخيرة دلالات بالغة الخطورة لعلها الأولى بهذا المستوى منذ اندلاع المواجهات الميدانية بين "حزب الله" وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول الماضي على هذه الجبهة الرديفة للحرب في غزة. ومع ان أياً من الجهات اللبنانية الرسمية والأمنية لم تتفاعل علناً مع تزايد اخطار اتساع المواجهات والعمليات الحربية في أعماق جديدة على جانبي الجبهة بما ينذر بالأسوأ، فإن المعطيات العسكرية والميدانية التي عكستها التطورات الميدانية في الساعات الـ48 الأخيرة دلت بوضوح على أن الفريقين يُعدان العدة لكل الاحتمالات وتحديداً لانفجار حربي واسع من دون أن يعني ذلك حكماً أن انفجاراً كهذا بات حتمياً وصار من المتعذر تجنبه. فنوعية الصواريخ التي زج بها "حزب الله" وكثافة تركيزها التدميري على المستوطنات في الشمال فاقت كل قواعد الاشتباك منذ اندلاع المواجهات، كما أن إسرائيل التي ضاعفت عدد الطلعات والغارات بالطيران المسيّر او الحربي وأعلنت جهاراً أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أعطى التوجيهات إلى الجيش الإسرائيلي لتوسيع الضربات على لبنان بدت عبر ذلك كما عبر تركيز أعلامها على الأسلحة الجديدة التي ادخلها "حزب الله" الى المعركة كأنها تهيّئ الأجواء لذروة الاحتمالات التصعيدية.
غير أن أوساطاً ديبلوماسية مراقبة عن كثب لهذه التطورات بدت كأنها تربط الهبوب الحار "للعاصفة الموسمية" الجديدة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية بتموجات الاقتراح التجريبي الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف حرب غزة انطلاقاً من الربط الواضح بين الجبهتين بما يعني أن مرحلة الغموض التي تفصل عن بت مصير مقترح الرئيس الأميركي تترجم ميدانياً بتزايد التصعيد في حرب غزة كما على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية. ولكن الأوساط نفسها حذرت بقوة من أي استهانة بخطورة تفلت الحسابات الميدانية في أي لحظة خصوصاً في ظل تحفز كل من إسرائيل و"حزب الله" لأن يكون الآخر يعد لضربة مفاجئة او مباغتة ربما تؤدي الى انفجار غير محسوب. ولذا توقعت الأوساط نفسها أن يتضح المسار الجدي للتطورات الميدانية في الأيام الطالعة علماً أنها كشفت عن ضغوط ديبلوماسية كبيرة للغاية بدأت تمارس في كل الاتجاهات الإقليمية لمنع انزلاق لبنان الى السقوط في حرب كبيرة.
وكتبت" اللواء": حفِلت نهاية الاسبوع، على جبهة المساندة في الجنوب، بجنوح اسرائيلي خطير الى استهداف المدنيين الآمنين في منازلهم في المدن والقرى الجنوبية.. ورمت الغارات المعادية على مدينة بنت جبيل، الى إلحاق الخراب الهائل، وهذا ما حدث في ساحة عاصمة القضاء الذي يضم عشرات القرى من الحدود الى خط مجرى نهر الليطاني.
وإزاء هذا التمادي الاسرائيلي الخطير، في التوسع باستهداف قرى وحقول وطرقات، ليس فقط في اقضية الجنوب، بل امتد العدوان الى بعلبك وقراها ومؤسساتها، لجأت المقاومة الى تشديد خط الردع، عبر ارسال عشرات المسيرات الانقضاضية الى مستعمرات الجليل الغربي، وصولاً الى مقر قيادة جيش الاحتلال في الجولان السوري المحتل.
ومع المساعي الجارية للتوصل الى ترتيبات وطرح مقترح الرئيس الاميركي جو بايدن موضع التنفيذ في ما خصَّ انهاء الحرب في غزة، تراها مصادر لبنانية متابعة على انعكاس ذلك تبريداً لجبهة الجنوب، وبالتالي الانتقال الى حراك باتجاه اعادة الاعمار ومعالجة النقاط التي تحتلها اسرائيل عند الخط الازرق، في اطار ترتيبات لوقف نار مستديم عند الحدود الجنوبية- الاسرائيلية، يسمح باعادة المواطنين الى منازلهم.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «رفع الحزب وتيرة عملياته يأتي ردا على تصعيد اسرائيلي مقابل وللقول بأنه ممنوع تجاوز الخطوط الحمراء وبخاصة لجهة استهداف المدنيين»، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «التصعيد يندرج ايضا في سياق الضغوط العسكرية المتزايدة بهدف وقف الحرب في غزة خاصة مع استشعار محور المقاومة انه بات قاب قوسين او ادنى من فرض وقف العدوان بشروط المقاومة».
وكتبت" الاخبار": صعّدت المقاومة الاسلامية في لبنان من مستوى الرد على عدوان العدو على القرى والمدنيين في لبنان، وباشرت خطة نوعية تهدف الى رفع مستوى الاسناد للمقاومة في غزة، في ظل اللحظة السياسية الخاصة التي تمر فيها المفاوضات حول مصير الحرب هناك. وامس، ادخلت المقاومة مدينة نهاريا وجنوبها ضمن خطة الضرب المباشر، ما يعني فتح الباب امام نزوح عشرات آلاف آخرين من المستوطنين. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن 120 ألف مستوطن أصبحوا ضمن نطاق الخطر الذي تشكله الصواريخ والمسيرات التي تطلق من لبنان. واشارت صحيفة «معاريف» إلى أن بلدية نهاريا تدرس إلغاء التعليم بعد انفجار طائرة مسيرة فيها اليوم.واطلقت المقاومة في الساعات الـ 36 الماضية صليات من صواريخ الكاتيوشا باتجاه عكا ووسط مدينة نهاريا، وجرى الحديث عن وقوع اصابات من دون اي اعلان رسمي، اضافة الى قصف موضعي استهدف قواعد ومراكز عسكرية في المنطقة، ما دفع بقيادات اسرائيلية الى رفع الصوت لشن حرب على لبنان.