شهداء بغارات عنيفة.. و"الحزب" يدمّر هدفاً استراتيجياً
ليلة من أعنف ليالي الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ بدء المواجهات في الثامن من تشرين الأول، بين حزب الله وجيش الإحتلال الإسرائيلي، شهدت استهداف الطائرات الإسرائيلية عدداً من البلدات والقرى الجنوبية بسلسلة من الغارات الجوية، بينها مناطق شمال نهر الليطاني.
وقد طالت الغارات بلدات، عدلون، مروحين، عين قانا، حومين، طيرحرفا، الجبين والخيام. وفي ما خص غارة عدلون، فقد تحدثت المعلومات عن أن القصف طال منزلاً مؤلفاً من طابقين، ما أدى إلى تدميره.
وذكرت المصادر أنَّ الاستهداف أدى إلى استشهاد مواطنين وجرح آخرين، وسط أنباء عن وجود مفقودين تحت الأنقاض. أما الغارة على بلدة عين قانا فقد أدت إلى سقوط شهيدين.
هدف استراتيجي
من جهتها، تناولت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة، مساء اليوم الجمعة، تفاصيل الهجوم الذي شنّه حزب الله ضد مستوطنات إسرائيلية عديدة اليوم، بواسطة عشرات صواريخ الكاتيوشا.
وتحدثت التقارير عن أن القصف الذي نفذهُ الحزب أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، فيما تم الحديث أيضاً عن أن عشرات الآلاف من سُكان الجليل الغربي، وحتى في المستوطنات التي لم يتم إخلاؤها، يجدون أنفسهم مرة أخرى في الملاجئ تحت وابل صواريخ حزب الله. في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّ حزب الله أصاب هدفاً عسكرياً استراتيجياً، مشيرة إلى أنَّ الرقابة العسكرية فرضت حظر نشر بشأن طبيعة الهدف. وأوضحت التقارير أن الهدف خرج كلياً عن الخدمة، وبسبب الرقابة ممنوعٌ ذكر أي تفصيلٍ من شأنه كشف هويته.
الحديث عن غزو
وقالت صحيفة معاريف في تقرير لها: "نحن على بُعد أيام من اتخاذ القرار بشأن الجبهة مع لبنان. وخلال الأيام الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنَّ الاستعدادات لإحدى الفرق التي من المفترض أن تدخل إلى لبنان قد اكتملت، كما أجرى سلسلة من التدريبات على مستوى الألوية والفرق المناورة". وتحدّث التقرير عن إمكانية حصول "غزو للبنان"، مشيراً إلى أن هناك احتمالات تفيد بأن القتال ضدّ حزب الله قد يمتدّ إلى صراع إقليمي حيث يتعيّن على إسرائيل التعامل مع النيران الهائلة الآتية من سوريا والعراق وربما مرة أخرى من إيران، وأردف: "لقد علمنا العام الماضي أن أي سيناريو خيالي في الشرق الأوسط يمكن أن يصبح حقيقة. ولمن يبحث عن المزيد من الدلائل على أن الأمور تتحرك في الشمال، فإليك الإحصائية التالية: خلال أسبوع، جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الشمال مرتين. في المرة الأولى، وصل إلى قيادة المنطقة الشمالية في صفد، واطلع على الخطة العملياتية للهجوم، وجلس مع كل من قادة الفرق، وبالطبع مع قائد القيادة، اللواء غوردين. أما المرة الثانية، فقد حضر خلالها نتنياهو إلى الشمال، وزار قاعدة استخباراتية والتقى مسؤولين ومقاتلين من الجيش الإسرائيلي".
وأردفت الصحيفة: "هذه الزيارات لها معنى كبير، والحرب على الحدود الشمالية ستكون مختلفة عن حرب غزة. شدة النار أكبر بعشرات المرات من النار في غزة، كما أنّ العمق الإسرائيلي سيمتصّ قدراً كبيراً جداً من الضرر". وختمت: "كذلك، فإن الجمهور على الجبهة الداخلية سيكون له دورٌ لإنجاز القتال في الشمال. إن السلوك الصحيح والانضباط والدفاع وتقييمات السلطات المحلية ستسمح للجيش الإسرائيلي في حالة القتال هذه في الساحة الشمالية بتحديد درجة النصر"، كما زعم التقرير.