مصدر عربي يكشف حقيقة الصيف الساخن في لبنان
كثر الكلام في الفترة الاخيرة عن "صيف ساخن" ينتظر لبنان، وتحديداً في الجنوب، في ظل استمرار تعنّت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصراره على عدم ترك منصبه مهما كان الثمن. وبدا تأثير الكلام عن رفع وتيرة المواجهات بين حزب الله واسرائيل في فترة الصيف، يلقي بظلاله على اللبنانيين، المقيمون منهم في لبنان والمغتربون على حد سواء، واصبحوا يتلقّفون كل كلمة وخبر وتحليل وتوقّع وحتى "نبوءات"، عما ستحمله الاسابيع المقبلة.
مصدر عربي مطلع، تحدث عن رؤيته للاوضاع، وذلك بعد مواكبته تطور الاحداث واطلاعه على بعض المعلومات الواردة عن المفاوضات واللقاءات التي تشهدها دول عربية واجنبية بهدف ايجاد التسويات والحلول قبل فوات الاوان. وقال المصدر إن القلق من توسع رقعة الحرب الدائرة حالياً، له ما يبرره بفعل الاحاديث التي تدور في هذا المجال في الصالونات السياسية، فالاميركيون يدخلون بعد نحو شهرين في فترة "السبات السياسي" وينحصر اهتمامهم بالانتخابات الرئاسية فقط، فيتراجع الاهتمام بشكل كبير بالاحداث والتطورات العالمية، ويصبح الهدف الاوحد لديهم الانتهاء من الانتخابات وتأمين الفوز. ومن المعلوم ان هذا السبات ينعكس سلباً على الدول العربية والغربية لانها لا تأخذ قراراتها بمفردها ومن دون الرجوع الى الاميركيين. اما الاسرائيليين، فالموضوع لديهم يأخذ منحى آخر، لانه على الرغم من كل الضغوط السياسية التي يتعرّض لها المسؤولون هناك، فإنهم ينطلقون من ثوابت يدركون تماماً انه لا يمكن للغرب تجاوزها، وتتلخّص في الوقوف الاعمى الى جانبهم، ومدّهم المستمر بالاسلحة والعتاد والدعم الدبلوماسي والسياسي، وبالتالي فإن كل ما يقومون به يقع في هذا الهامش.
ويرى المصدر نفسه، ان الاميركيين يحاولون بالفعل تحقيق تقدم قبل الوصول الى شهري حزيران وتموز المقبلين، ولكنه يرى ان النافذة بدأت تتقلّص، وان ارتفاع منسوب المواجهة بات اقرب من قبل، ولكنه لم يجزم بحصول حرب شاملة، لاعتبارات يرى انها اكبر من ان يتم اتخاذها في هذا الوقت المصيري والضيّق في آن، ولكنه لم يستبعد حصول ضربات في العمق اللبناني، كما في العمق الاسرائيلي، وهذا من شأنه رفع السقف الموضوع والذي تم العمل به منذ 7 تشرين الاول الفائت وحتى اليوم. ولم يعلّق المصدر الكثير من الآمال على مصير المفاوضات الحاصلة حالياً، ولو ان المعنيين بها (ما عدا اسرائيل) جادون في العمل على انجاحها، ولكن المماطلة والمراوحة دائماً ما تغلبان. ولفت المصدر الى ما يحصل على الجبهة الاسرائيلية-المصرية بسبب معبر رفح، معتبراً انه لا يجب الاستخفاف بهذا الامر، فالتوتر بلغ نسبة عالية، بسبب خوف المصريين من ان يدفعوا ثمن تسوية تجعلهم بلداً بديلاً، وعدم رغبتهم في ان يتحولوا الى لبنان آخر في هذا المجال. ويشدد المصدر على ان المعلومات المتداولة تفيد بأنّ حزب الله يعني ما قاله حين ذكر انه يحضّر لكل السيناريوهات، كاشفاً عن تواجد مسؤول ايراني عسكري رفيع المستوى في لبنان لتقديم النصائح ووضع الخطط الاستراتيجية للتعاطي مع التطورات العسكرية التي ممكن ان تطرأ، ولم يستبعد المصدر ان يعمد الحزب الى تنفيذ تهديداته السابقة ونقل المعركة الى الداخل الاسرائيلي، وهذا ما يفسّر حشد القوات الاسرائيلية على الحدود مع لبنان، وافراغ كل المناطق القريبة من السكان الاسرائيليين، بحيث لا يتكرر سيناريو الاسرى من المستوطنين، وتتحول المعركة الى مواجهة عسكرية بحتة، لذلك كان استبعاد حصول اجتياح برّي للبنان، فمنطقة العمليات قد تكون ما وراء الحدود اللبنانية، فيما قد تطال الضربات الاسرائيليّة العاصمة بيروت وبعض المناطق التي يعتمد عليها حزب الله لتأمين خطوط امداداته من غذاء واسلحة... في سيناريو قد يشابه الى حدّ ما ما شهده لبنان عام 2006.
وبالتالي، يقول المصدر، انه على الرغم من كل التحركات والاتصالات التي تشهدها دول عربية واوروبية، تبقى الانظار متجهة الى واشنطن لمعرفة ما اذا كانت جهود اللحظات الاخيرة ستنجح في ضبط الاوضاع، ام ان الامور ستأخذ منحى اقسى، لفترة لا يعرف احد ما اذا كانت طويلة ام قصيرة.