اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

جنون اسرائيل تابع.. ممنوع قصف تل ابيب؟

صيدا اون لاين

عادت المجازر الإسرائيلية التي تطال المواطنين في
قطاع غزة إلى المستوى الذي كانت عليه خلال بداية الحرب، اذ كان لافتاً في المرحلة الأخيرة تجاوب إسرائيل مع الضغوط الاميركية التي وضعت حداً واضحاً لاستعمال القوة ضدّ المدنيين، وتراجعت إلى حدّ كبير عمليات القتل الجماعية التي اعتمدت في الاشهر الأولى من طوفان الأقصى، لكن في الأيام القليلة الماضية عادت تل ابيب إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر ومقصود، إذ قصفت خيم النازحين في أكثر من منطقة من القطاع وتحديداً في رفح.
لقد شكلت التحركات الشعبية في الغرب والولايات المتحدة الأميركية دافعاً اساسياً لواشنطن من أجل فرملة الاندفاعة الإسرائيلية الاجرامية ضد المدنيين الغزاويين، والتي كان لها الدور الاكبر في تحريك الشارع العالمي ضدّ إسرائيل والتأثير على الوضع السياسي الاميركي، من هنا كان القرار الاميركي بأن الغطاء السياسي والدولي لإسرائيل بات مشروطاً بعدم التعرض للمدنيين، حتى ان الضوء الأخضر الاميركي للجيش الاسرائيلي لاجتياح. 
رفح ترافق مع مساعي لوضع خطة شاملة لإخلاء المدنيين من المنطقة.
كل ذلك سقط في الايام الاخيرة، اذ عادت مشاهد الدمّ والأشلاء لتتصدر النشرات الإخبارية العربية والمحلية، الامر الذي طرح اسئلة عن السبب الاساسي الذي دفع إسرائيل للعودة إلى هذه السياسة التي تزيد من تشويه صورتها امام الرأي العام العالمي. بحسب مصادر مطلعة فإن إسرائيل باتت تشعر في الاسابيع الأخيرة أن "حماس" استعادت قدرتها على السيطرة وأعادت تشكيل مجموعاتها، لا بل اعادت مسار التصنيع العسكري وهذا ما فتح معارك جديدة في شمال القطاع، فكان لا بدّ من ردّة فعل.
لكن الحدث الأساسي الذي اصاب إسرائيل في العمق هو قصف تل ابيب. فبعد اسبوعين من عودة القصف ليطال غلاف غزة ومستوطنات محيطة بالقطاع، استهدفت "حماس" مدينة تل ابيب بالصواريخ ما دمر السردية الإسرائيلية بأن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في القطاع أعاد الأمن لإسرائيل وأضعف "حماس" وجعلها غير قادرة على تهديد "المدنيين"، ما يعني أن قصف تل ابيب بعد ثمانية أشهر يصيب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بشكل شخصي، ويهدد مستقبله السياسي وواقعه الشعبي، لذلك قد تكون اسرائيل حاولت تحقيق ردع ما عبر قتل المدنيين.
وتشير المصادر إلى أن المعادلة التي تسعى اسرائيل الى فرضها هي قصف تل ابيب مقابل المجازر في القطاع، لتصبح الحكومة الاسرائيلية كمن يلحس المبرد. فالمجازر التي من المفترض ان تكون رادعة وتنهي قصف تل ابيب وتحسن شروط اسرائيل في المفاوضات وتضعف موقع "حماس" فيها، ستقلب الرأي العام العالمي الثائر في العواصم الغربية بشكل غير مسبوق، وهذا بدوره سيزيد من الضغط الاميركي على اسرائيل لوقف اطلاق النار بغض النظر عما استطاعت تحقيقه حتى الآن، لان اقتراب الانتخابات الرئاسية الاميركية بالتزامن مع مشاهد المجازر سيعمق ازمة الادارة الديمقراطية.
بعيداً عن هذه القراءة هناك تطور لافت على الجبهة الشمالية (جنوب لبنان) إذ إن اسرائيل تقوم بتصعيد نسبي لضرباتها الجوية وتصيب المدنيين من دون غاية عسكرية، وهذا ما يحصل للمرة الأولى منذ بدء الاشتباك. وعليه، فإن الحراك العسكري على مختلف الجبهات يوحي بأحد أمرين: الأول، اقتراب موعد المفاوضات الجدية وتاليا التسوية السياسية وانتهاء المهلة التي أعطتها واشنطن لتل ابيب، وعليه لا بدّ من تحسين الشروط قدر الامكان وبأسرع وقت ممكن. والثاني، هو أن قراراً إسرائيلياً واضحاً بالتصعيد قد صدر وما يظهر للعلن هو نتائجه.

تم نسخ الرابط