الجنوب مرشح لجولات تصعيد وحزب الله: مستعدون للرد بكل المستويات
كتبت صحيفة الديار تقول: يبقى الجنوب مرشحا لاستمرار تصاعد المواجهات بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي بعد فشل جولات المفاوضات الاخيرة في القاهرة في التوصل الى تبادل الاسرى ووقف النار في غزة.
ورغم الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها، يمضي رئيس حكومة العدو نتنياهو في رهانه على استكمال حلقات الحرب في القطاع في محاولة لتحقيق بعض المكاسب التي يعتقد انها ستكون حبل نجاة له من السقوط الكامل او انها ستحسن موقعه التفاوضي وتحفظ ماء وجهه.
لكن المعطيات الميدانية رغم دخول جيش العدو الى الجانب الفلسطيني من معبر رفح وبعض الاجزاء الشرقية من المدينة، تؤكد ان رهانه هذا مصيره الفشل في ظل تكبد جيشه المزيد من الخسائر وعدم تحقيق اي هدف من الاهداف الاسرائيلية المعلنة.
وعلى جبهة لبنان لم يتمكن العدو الاسرائيلي بعد اكثر من سبعة شهور ونصف من فرض ايقاعه في المعركة رغم زج قواته البرية والجوية في المواجهات ولجوئه الى قصف القرى والبلدات الجنوبية الحدودية يوميا.
وفي المقابل برهنت المقاومة على قدرتها القوية في ضرب المواقع العسكرية والاهداف الحيوية الاسرائيلية هلى طول الحدود وفي اعماق متفاوتة، واستطاعت في المواجهات الاخيرة ان تلهب مواقعه ومستوطناته كما حصل اول امس في كريات شمونة حيث شاركت عشر فرق لاطفاء الحرائق التي انتشرت في المنطقة.
ونتيجة لضربات حزب الله المركزة والموجعة وما احدثته من اضرار كبيرة في المستوطنات الاسرائيلية نقلت وسائل اعلام العدو امس عن مسؤولين اسرائيليين انه « لن يكون لسكان الشمال منازل يعودون اليها بسبب ضربات حزب الله».
وقالت قناة كان العبرية « ان دمار المستوطنات ومنها كريات شمونة وماعر انهى الحياة في الشمال».
وذكرت قناة ١٣ الاسرائيلية «ان حزب الله دمر الشمال وسقطت كل المستوطنات الشمالية».
قاسم: نطرح رؤيتنا بالجنوب بعد وقف النار الكامل في غزة
وصار معلوما ان محاولات ايجاد حل للوضع في الجنوب يبقى معلقا على وقف الحرب على غزة. وقد اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم « ان التهويل الذي يقوم به بعض القادة الصهاينة لا ينفع معنا لاننا مصممون على الدفاع عن ارضنا».
وقال « سنطرح رؤيتنا في الجنوب اللبناني بعد وقف اطلاق النار الكامل في غزة، وقبل ذلك لن نطرح شيئا».
بري يقدّر تحرك فرنسا ويعوّل على هوكشتاين
وبانتظار وقف النار في غزة نقلت مصادر مطلعة عن الرئيس بري امس انه يقدر التحرك الفرنسي وان لبنان تعامل ويتعامل بايجابية مع هذا التحرك، ووضع ملاحظاته وتحفظاته على عدد من بنود الورقة الفرنسية.
واضافت ان الرئيس بري يعول على المبادرة الاميركية التي يقودها الموفد الرئاسي اموس هوكشتاين في انتظار عودته الى بيروت.
واضافت المصادر ان هذه العودة لم تحدد بعد، مستبعدة تحقيق اية نتائج في الوقت الحاضر بانتظار وقف النار في غزة.
مصادر عن حزب الله: مستعد لكل تصعيد
ومن ناحية ثانية نقلت مصادر مطلعة عن مصدر في حزب الله لـ «الديار» امس انه في ظل استمرار الحرب الاسرائيلية على غزة فان المواجهات على جبهة الجنوب مستمرة، ومن الصعب التكهن بفترتها طالما لم يحصل وقف النار في القطاع».
وحول التصعيد الاخير قال» ان التصعيد مرتبط بظروف المعركة وبالميدان، وان الحزب مستعد للرد على العدو بالطريقة المناسبة وبالمستوى المناسب».
زيارة هوكشتاين مرتبطة بمفاوضات غزة
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ «الديار» فان عودة هوكشتاين الى بيروت مرتبطة بنتائج مفاوضات غزة التي فشلت جولتها الاخيرة.
وحول ما نقل عن الموفد الاميركي امام الوفد النيابي بان «الاتفاق بين لبنان وإسرائيل ليس بعيدا ليكون جاهزا»، قال مصدر سياسي للديار امس ان هذه المعلومات هي معلومات عبر المحيطات، وان الجهات الرسمية اللبنانية تنتظر عودته لتطلع منه مباشرة عما يحمله في هذا الصدد.
واضاف ليس هناك من معلومات عن موعد لزيارته لبنان قريبا، مع العلم انه على تواصل مع المسؤولين اللبنانيين.
وحول ما ذكر عن زيارة هوكشتاين لباريس قريبا للقاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وتناوله الملف الرئاسي اوضح المصدر ان ليس هناك معلومات حول مثل هذه الزيارة.
جلسة ملف النازحين: تقدم لموقف جامع
وفي ظل هذا المشهد الجنوبي، يبرز ملف النازحين السوريين الضاغط بقوة في ضوء التداعيات الكبيرة والمتفاقمة التي احدثها ويحدثها على لبنان.
وعلى وقع الدعوات المتعاظمة لمعالجة هذا الملف على اساس اعادة النازحين الى سوريا يعقد مجلس النواب الاربعاء جلسة عامة لمناقشة هذا الملف واتخاذ موقف يتجاوز ما اثير حول حزمة المساعدة المالية او هبة المليار يورو التي اعلنت عنها رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فان ديرلاين خلال زيارتها والرئيس القبرصي الى لبنان مؤخرا.
وعلم انه في ظل الاجماع اللبناني الذي ظهر على وجوب حل هذا الملف واعادة النازحين السوريين الى سوريا، تكثفت الاتصالات والتحركات غير المعلنة بين الكتل من اجل الخروج من الجلسة بموقف وطني موحد يترجم هذا الاجماع.
بري يجند الطاقات للاجماع على موقف موحد
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ «الديار» فان الرئيس نبيه بري اكد امام زاره على اهمية صدور موقف موحد حيال هذه القضية الوطنية. واكد ايضا انه حريص على نجاح الجلسة والخروج «بموقف وطني بالاجماع حول معالجة ازمة النزوح السوري والتاكيد والعمل لاعادتهم الى سوريا»، وقال انه سيقوم بكل جهد للخروج بهذا الموقف الموحد ولن يترك الجلسة تدخل في متاهات تبعدنا عن الهدف الوطني الواحد تجاه هذه القضية.
مهمة خليل واتصالات الكتل
ولهذه الغاية علمت «الديار» ايضا ان الرئيس بري كلف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل بالتواصل والبحث مع الكتل النيابية سعيا للاتفاق على مسودة الموقف الذي يتوقع ان يصدر عن مجلس النواب في الجلسة المرتقبة.
وتضيف المعلومات ان هذه الاتصالات واللقاءات تشمل الكتل النيابية على اختلافها، وان التواصل يشارك فيه نواب من كتل اساسية منهم النائب جورج عدوان عن تكتل الجمهورية القوية وسليم عون وغسان وجورج عطالله من تكتل لبنان القوي ووائل ابوفاعور وهادي ابو الحسن من كتلة اللقاء الديمقراطي واخرين من كتل اخرى.
ممنوع فشل الجلسة
ومن المنتظر ان تتكثف الاتصالات واللقاءات غدا وبعد الغد للتوصل الى اتفاق حول صيغة الموقف الموحد من ملف النازحين السوريين. وقال مصدر نيابي يشارك في هذه الاتصالات لـ «الديار» امس ان الاجواء ايجابية ومشجعة، وانه متفائل بالتوصل الى اتفاق حول الصيغة التي سيخرج بها المجلس يوم الاربعاء، والتي تتجاوز مسألة الهبة الاوروبية الى ملف النازحين بمجمله.
واضاف ان هناك تقدما في اتجاه الاتفاق على ما ســيصدر عن المجلس، وهناك نقاط يجري البحث في صياغتها والنوايا حسنة.
وقال ان الفشل ممنوع، لافتا الى ان الجلسة ستكون حاشدة بمشاركة الجميع، وسيتخللها مداخلات ونقاشات لا سيما حول موضوع الهبة، لكنها ستنتهي باقرار موقف او قرار يصدر عن المجلس بالاجماع او بالتصويت بالاكثرية.
مصدر المعارضة
وقال مصدر نيابي بارز في المعارضة لـ «الديار: «ان الكلام عن هبة اوروبية للبنان هو في غير محله، لانه تبين انها حزمة مساعدات مالية لاربع سنوات مقبلة مثلما كان يحصل في السنوات الماضية كل عام بتقديم مساعدة سنوية حوالى ٢٥٠مليون دولار.
واضاف» علينا ان نستفيد من جلسة الاربعاء ليكون هناك اجماع او شبه اجماع من المجلس على موقف موحد تجاه هذه القضية الوطنية لتحفيز الحكومة على السير بخطة حازمة لاعادة السوريين الى بلدهم».
وعما اذا كان يتوقع صدور خارطة طريق من المجلس للحكومة للتعاطي مع ملف النازحين قال المصدر» ليس المطلوب خارطة طريق بل خطة تنفيذية لترحيل السوريين الموجودين في لبنان بصورة غير شرعية «.
الثنائي الشيعي
وقال مصدر نيابي في الثنائي الشيعي لـ «الديار: « ان الجلسة مهمة للغاية ومن الضروري خروج المجلس بموقف وطني موحد بعيدا عن الخلافات السياسية طالما ان هناك اجماعا لبنانيا على هذا الملف واعادة النازحين السوريين الى بلدهم «.
وحول الهبة الاوروبية قال انها وعد شفهي اعلنته رئيسة المفوضية الاوروبية، ولا نعرف تفاصيلها وسنناقشها في الجلسة. وهي في كل الاحوال يجب ان تكون غير مشروطة، مع الاشارة الى انها تشكل جزءا بسيطا للغاية من الاعباء والتكاليف التي يتكبدها لبنان من جراء وجود النازحين السوريين في لبنان.
الوطني الحر
واوضح مصدر نيابي في التيار الوطني الحر للديار» ان هذه القضية هي قضية وطنية بامتياز ومن واجب الجميع العمل بقوة لاعادة النازحين الى بلدهم. وسنناقش خلال الجلسة موضوع حزمة المساعدات الاوربية وشروطها ونستمع من الرئيس ميقاتي حول كل ما يحاط بها. اما بشان ملف النازحين فمن الضروري ان نخرج يموقف موحد يلزم الحكومة ان تتسلح به في مؤتمر بروكسيل او في القمة العربية المقبلة في البحرين.
ماذا سيقول ميقاتي؟
وبالنسبة لموقف الحكومة، قال مصدر حكومي لـ «الديار» امس انه سيكون للرئيس ميقاتي مداخلة متكاملة خلال جلسة مجلس النواب للاجابة على كل استفسارات النواب حول الهبة الاوروبية وملف النازحين، وانه سيصوب الاتهامات التي وجهت للحكومة في هذا الصدد.
واضاف انه سيشرح ايضا بكل شفافية ووضوح المفاوضات التي جرت حول ملف النازحين السوريين مع الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الاوروبية وصولا الى موضوع الهبة وكيفية رصدها وفي اي اتجاه.
وسيشدد الرئيس ميقاتي على الرفض المطلق للتوطين اكان للفلسطينيين او للسوريين، مبديا ترحيبه بطرح النواب لمقاربة عملية موحدة لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم.
واشار المصدر الى ان اتصالات لبنانية اوروبية جرت في الايام القليلة الماضية لتوضيح العديد من النقاط ومتابعة نتائج زيارة رئيسة المفوضية الاوروبية.
مسودة موقف المجلس في جلسة الاربعاء
وفي شأن الموقف المنتظر من المجلس في جلسة الاربعاء، علمت الديار ان هناك مسودة تجري مناقشتها وتتضمن نقاطا عديدة ابرزها:
- التاكيد على اعادة النازحين الى سوريا وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية مساعدة لبنان لتحقيق هذا الهدف.
- الالتزام باتفاقية العام ٢٠٠٣ الموقعة من مديرية الامن العام اللبناني والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي اصبحت لاحقا مرسوما، والتي تؤكد ان لبنان ليس بلد لجوء وانما بلد عبور.
- التواصل والتعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية للبدء باعادة النازحين السوريين الى سوريا. ويتوقع ان يجري نقاش حول هذا البند.
- تطبيق القوانين اللبنانية المرعية وتعاميم وزارة الداخلية بخصوص السوريين الموجودين بطريقة غير شرعية.
- الطلب من الجهات المانحة توجيه مساعداتهم للنازحين باتجاه اعادتهم الى سوريا وليس مساعدتهم او تشجيعهم على البقاء في لبنان.
- التاكيد على العمل لضبط المعابر والحدود مع سوريا من قبل الجيش والقوى الامنية المعنية لمنع انتقال سوريين جدد او عودة مرحلين سوريين الى لبنان مجددا.
- التاكيد على ان معظم المناطق السورية باتت مناطق امنة ولا يوجد اي مبرر لعدم عودة السوريين اليها.
الملف الرئاسي: لا انفراج قريبا
على صعيد اخر اكد مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» امس ان ما يحكى عن تحريك قريب ومرتقب للملف الرئاسي هو مجرد تكهنات لا تستند الى اية معطيات جدية.
وقال « لا انفراج قريبا للملف الرئاسي، وان محاولات فصل مساره عن حرب غزة لم تنجح حتى الان. وكل ما يجري من الخارج لا يعدو كونه إعطاء نصائح بهذا الخصوص».
ونقل مصادر مطلعة عن الرئيس بري امس تكراره انه لا يرى ان هناك اية موانع تمنع اللبنانيين من التوافق لانتخاب رئيس الجمهورية بمعزل عن مصير حرب غزة، وانه كان اول من دعا الى عدم ربط الملف الرئاسي بحرب غزة.
وجدد التاكيد ان لا مناص من الجلوس الى طاولة حوار او تشاور او نقاش، مهما اختلفت التوصيفات، لتحقيق الهدف وهو انتخاب الرئيس.
وفي شان تحرك اللجنة الخماسية قالت مصادر مطلعة للديار ان اللجنة ستستانف مسعاها على ضوء تزود السفراء في لبنان بتوجيهات جديدة من دولهم، لكن لا يوجد معطيات جديدة حول برنامجها وما ستطرحه.
واضافت ان الثابت حتى الان هو انها ستعمل على تسهيل وتعبيد الطريق امام الحوار او التشاور بين الاطراف والكتل في سبيل فتح المجال لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.