تسخين في الجنوب... لبنان بعد رفح؟
كتب نادر حجاز في موقع mtv: عادت العملية الإسرائيلية في مدينة رفح لتخلط الأوراق الميدانية مجدداً، لتتجه معها الأنظار إلى جبهة جنوب لبنان ومدى انعكاسها على تطوّر العمليات العسكرية عندها. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، خلال جولة على الحدود مع لبنان، من أن الصيف قد يكون ساخناً، قائلاً "مصرّون على إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم بأمان وإعادة بناء ما تهدم"، مشيراً إلى أن العمليات في الجبهة الشمالية لم تكتمل.
اعتبر الكاتب والصحافي قاسم قصير "أننا اليوم في حالة تصعيد على الجبهة الجنوبية، وهذا مُلاحَظ نوعاَ وكمّاً، سواء للرد على الإعتداءات الإسرائيلية أو تضامناً مع غزة"، مضيفاً "إذا تصاعدت التطورات في رفح قد نشهد المزيد من التصعيد".
ورداً على سؤال، أشار قصير، في حديث لموقع mtv، إلى أن "الكرة أصبحت في ملعب الإسرائيلي". وعمّا إذا كان سيكتفي حزب الله بحرب المشاغلة والمساندة أم أنه سيذهب إلى تصعيدٍ أكبر، شدّد قصير على أن "التصعيد مرتبط بالوضع الميداني".
وفيما تختلف وجهات النظر بين مَن يعتبر أن عملية رفح ستفجّر الوضع جنوباً وقائلٍ بأن إسرائيل لن تفتح جبهتين في الوقت نفسه، وأن تطوير الحرب في لبنان مؤجّل في الوقت الحالي، أوضح الخبير العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لموقع mtv أن "حزب الله سخّن الجبهة وردّ الإسرائيلي بتسخين مواجه. ولكن أي خطأ ممكن أن يقدم عليه باتجاه إصابة عميقة ممكن أن يفجّر الوضع أكثر ويبرّر للإسرائيلي بزيادة العمق بشكل أكبر"، مستطرداً "لكن هذا الموضوع دونه فتح جبهة، وحالياً الإسرائيلي ليس مستعداً لها".
وأضاف "إذا ما استُفز الإسرائيلي قد يردّ ولكن بشكل يبقى من دون استدراج حرب أكبر كونه غير مستعد لها الآن ليس أكثر"، مضيفاً: "لكن الإسرائيلي أرسل إلى الشمال فرقتين وقوات نخبة، وهو يمتلك التفوّق الجوي، وبحوزته ٤٨ طائرة F35 إضافة إلى 25 أخرى سيحصل عليها. وهذه طائرة خفية عن الرادار وتستطيع القيام بمهامها بشكل كبير، ولا يستطيع حزب الله ولا إيران إسقاطها بما تملك من سلاح دفاع جوي. ولذلك قد يقدم على توسيع الجبهة عندما يسمح له الوقت بذلك".
وحول مستقبل الوضع الميداني، أشار ملاعب إلى أن "الجبهة ستبقى في إطار التطوير أكثر، بالمقابل الإسرائيلي لن يتجاوز الليطاني ولكن سيزيد المساحات التدميرية وزنّار النار الذي يتبعه. بدوره، سيردّ حزب الله بشكل أكبر كي تبقى الجبهة ساخنة لإفهام العالم بأن ايران ومحورها ليسا خارج دعم غزة ورفح. لذلك، سيستمرّ التسخين طالما العملية في جنوبي رفح مستمرة".
وبمعادلة واضحة، يقول ملاعب: "إما أن تعترف الولايات المتحدة لإيران بنفوذ في المنطقة، وهذا ما أعتقده، وإما أن تصطدم مع هذا النفوذ"، مضيفاً "لكن أميركا تتعامل مع الواقع كما هو، وعلى قاعدة إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون. وقد تقبل بهذا الواقع إذا كان يخدمها أكثر من الحرب. لذلك، أعتقد أن ما ينهي تطوّر الجبهة في لبنان هو المفاوضات الأميركية الإيرانية، وهذا يساعد أميركا إذا استعادت إيران في المنطقة وحجبت المساعدات الإيرانية عن الروس في أوكرانيا وسمحت لإيران بتصدير بترولها".
"أميركا اليوم بحاجة لإيران"، هكذا يختصر ملاعب المشهد، فاستعادة إيران ممكنة سياسياً من خلال إعطائها نفوذاً معيّناً إذا لم يكن هناك قرار أميركي بالتصدي لطهران. لكنه يستبعد هذا الخيار قائلاً: "أعتقد أن لا أفضلية للقرار العسكري".
وأمام هذه المشهدية، وإلى حين إرساء معادلة الإنتقال من الحرب إلى التسوية، سيبقى الجنوب على صفيح ساخن خلال عملية رفح وما بعدها.