أغذية أطفال غير مطابقة للمواصفات متواجدة في السوق اللبنانية
طالبت رئيسة لجنة المرأة والطفل النائبة الدكتورة عناية عز الدين "الجهات المعنية بضرورة إجراء دراسة تشمل كل أغذية الأطفال والرضع المستوردة والمتواجدة في السوق اللبنانية حاليا للتأكد من مطابقتها المواصفات اللبنانية الصادرة عن مؤسسة ليبنور".
وشددت على "ضرورة ان تلتزم الإدارات المعنية، لا سيما وزارة الصحة العامة، تطبيق هذه المواصفات الصادرة بموجب مراسيم إلزامية وتأمين الرقابة اللازمة والتحقق من دقة الاختبارات التي تجريها المختبرات المعنية".
كما طالبت "وزارة الصحة العامة بإعطاء خريطة كاملة لمسار دخول أغذية الأطفال والرضع إلى البلد لتحديد المسؤوليات وإصلاح أي خلل في الآليات المعتمدة ووضع حد لجريمة عدم مطابقة أغذية الأطفال المستوردة للمواصفات".
وتحدثت عز الدين عن "ضرورة التأكد من عدم وجود تواطؤ من قبل بعض المستوردين، مما يساعد في ادخال هذه السلع الى لبنان".
كلام عز الدين جاء عقب ترؤسها اجتماع للجنة المرأة والطفل النيابية خصص لهذا الملف وحضره ممثلون عن وزارة الصحة ومنظمتي اليونيسيف والصحة العالمية والمدير العام لوزارة الاقتصاد والأمينة العامة التنفيذية للمجلس الوطني للبحوث العلمية والمديرة العامة لمؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية-ليبنور، وأخصائية في علوم التغذية من الجامعة الاميركية في بيروت.
وأشارت عز الدين إلى أن "فتح هذا الملف، جاء بعد التقرير الذي اصدرته منظمة الصحة العالمية عن أن الكثير من المنتجات الخاصة بغذاء الاطفال، والتي تحمل علامات تجارية عالمية تدخل إلى بعض الدول النامية، وهي غير مطابقة للمواصفات الصحية وتكون مختلفة عن تلك التي تدخل إلى الدول الغنية تحت الاسم التجاري نفسه".
وقالت: "بعد التواصل مع الجهات المعنية، تبين أن المجلس الوطني للبحوث العلمية كان أجرى في عام٢٠٢٣ أبحاثا حول السلع الخاصة بحليب الأطفال والاغذية الخاصة بالأطفال ما دون الخمس سنوات والمكملات الغذائية، وبلغ عددها ١١٧ منتجا مستوردا".
واشارت إلى أن "هذه الدراسة أظهرت أن بعض المنتوجات يحوي في كل مئة غرام ٨٠ ٪ من الدهون المشبعة التي تحوي بدورها زيوتا مهدرجة وصلت نسبتها إلى ٤٥٪ في بعض المنتجات"، وقالت: "المعلوم أن هذه الزيوت تسبب البدانة التي تؤدي إلى أمراض عدة مستقبلا مما يشكل خطرا على صحة اولادنا وكلفة مرتفعة للفاتورة الصحية. واظهرت هذه الدراسة ايضا وجود دهون متحولة بنسبة متفاوتة تتجاوز النسب المسموح بها عالميا، وويؤدي تراكمها عبر التعرض المتكرر لها، إلى أضرار صحية مزمنة على الاطفال. كما أظهرت الدراسة وجود نسب من السكر المضاف في بعض المنتجات، والذي تخطى معدل ٣٥٪ في المنتجات مثل البسكويت والكورن فلاكس، والمفاجئ ايضا كان وجود السكر المضاف في حليب الاطفال الذي تخطى ٥٪ في حليب الاطفال ما بين ١ و٣ سنوات. أما معدل البدانة وزيادة الوزن لدى أطفال لبنان، فارتفع من 18.9 في المئة بين عامي 2004- 2021 إلى 26 في المئة في العام ٢٠٢٣، وهو رقم كبير جدا، لا سيما أن المعدل العالمي للبدانة عند الأطفال يتراوح ما بين 5.7 و9 في المئة".
أضافت: "إن الاخطر هو عدم تطابق البطاقة البيانية للمنتجات مع المحتوى، مما يسبب غشا فاضحا للمستهلك".
واعتبرت أن "هذه المسألة في غاية الخطورة وتتطلب قرع جرس الإنذار والإسراع في اتخاذ كل الاجراءات لكشف حقيقة الوضع ومعالجة اي خلل من دون اي تسويف او تأجيل"، مؤكدة أن "اللجنة ستتابع القضية بشكل جدي ودقيق".