علاج الصدفية البثرية.. استراتيجية جديدة وآمنة في الرعاية الصحية
الصدفية هي مرض يتجدد فيه الجلد بمعدل سريع غير طبيعي، وهو ليس معدياً ويتطور على شكل نوبات لا يمكن التنبؤ بتواترها وشدّتها، على الرغم من توفر بعض العلاجات، تظل الصدفية مرضاً، اعتماداً على موقعه ومداه، يمكن أن يكون له عواقب جمالية ويضرُّ بالحياة الشخصية والمهنية.
وحتى لو لم تكن لها عواقب صحية خطيرة، فإنَّ الصدفية يمكن أن يكون لها تأثير نفسي واجتماعي كبير.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن واحداً بالمئة من المصابين بالصدفية يعانون مرضاً فرعياً نادراً يحمل اسم الصدفية البثرية المعممة، حيث تظهر نوبات المرض على شكل بثور مؤلمة مليئة بالقيح قد تسبب أيضاً مضاعفات تهدد الحياة.
ما هي الصدفية البثرية المعممة؟
تعتبر الصدفية البثرية المعممة مرضاً نادراً وحاداً من الصدفية التي تصيب الجلد، ويسبب هذا النوع من الصدفية ظهور بثور مؤلمة مليئة بالقيح، ويتعرّض المرضى لنوبات مفاجئة لا يمكن التنبؤ بها قد تستمر لبضعة أسابيع.
وتؤثر هذه الحالة الجلدية المزعجة على جوانب متعددة من حياة المصاب، بما في ذلك العمل والعلاقات الشخصية والصحة العامة.
وبالإضافة إلى طبيعة المرض المزمنة، يعاني المرضى غالباً من نفور الآخرين منهم؛ نتيجة لمخاوف غير صحيحة حول الإصابة بالعدوى، مما يسبب لهؤلاء المرضى الاكتئاب، وهذا ما أكدته مجموعة من الدراسات العلمية التي أشارت إلى أن نسبة عالية من المصابين بمرض الصدفية البثرية المعممة، يعانون القلق والاكتئاب.
وعن نوبة الصدفية البثرية المعممة، فتقول مرجان مقامي، المدير الطبي لمنطقة الشرق الأدنى والإمارات العربية المتحدة في بوهرنجر إنجلهايم: "تبدأ نوبة الصدفية البثرية المعممة بتحول الجلد إلى اللون الأحمر، وتكون مصحوبة بالألم، يليه تكوّن البثور، ولا يمكن التنبؤ بتوقيت ظهور النوبات، وقد ينجم عنها تأثير واسع النطاق على الأنشطة اليومية، وتعني الموافقة على وصف (سبيسوليماب) توفير الراحة التي يحتاجها المصابون بهذه الحالة الجلدية المرهقة الظاهرة للآخرين.
ومن شأن اتباع الخطة العلاجية الموصوفة أن يساعد في تحسين الأعراض الجلدية والأعراض الأخرى؛ مثل الحمى وآلام المفاصل والإرهاق الشديد، ويتمثل الهدف من العلاج في تخفيف حدّة المرض، وشفاء الأعراض التي تظهر على المريض بشكل أسرع؛ حتى يتمكن من مزاولة أنشطته اليومية، وتجنّب المضاعفات التي قد تتطلب دخوله المستشفى".
ويعتبر "سبيسوليماب" الذي طورته بوهرنجر إنجلهايم لعلاج الصدفية البثرية المعممة عن طريق التنقيط الوريدي، العلاج الوحيد المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية، والمستخدم لعلاج نوبات المرض عند البالغين، ويساعد على كبح مصدر الالتهاب المسبب للنوبات.
وقد تمَّ إطلاقه مؤخراً في دولة الإمارات؛ لتوفير الراحة للمرضى المصابين بالحالة الجلدية النادرة، وقد حصل على موافقة وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات في تموز 2023.
وبالإضافة إلى دوره العلاجي للأعراض الجسدية، يسهم هذا العلاج الجديد أيضاً في تحسين حياة المصابين عموماً، الأمر الذي يمثل تقدماً مهماً في التعامل مع هذه الحالة على مستوى المنطقة.