عشر غارات إسرائيلية.. و"الحزب" يصعّد هجماته الصاروخية
سلمت السفارة الفرنسية مساء الاثنين رئيسي مجلس النواب نبيه برّي ونجيب ميقاتي مضمون الورقة الفرنسية في موضوع التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب بين إسرائيل و"حزب الله.
يشار إلى أنه تم ادخال تعديلات على الورقة الأصلية في ضوء ملاحظات المعنيين، والاجتماع الذي عقد بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
غارات متتالية
ميدانياً، عنفت مساء الإثنين المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي. إذ نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على خراج بلدة السريرة، وتحديداً عند نقطة تسمى مغارة الجمال. كما سجلت غارة على بلدة طيرحرفا بالقرب من الجامع، واستهدفت غارتان جنوب الخيام- حي المسلخ، وغارة على عيتا الشعب وأخرى على بلدة الجبين، أدت إلى تدمير منزل من ثلاث طبقات. واستهدفت ثلاث غارات منطقة وادي برغز. وتزامن ذلك مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض جداً فوق قرى وبلدات القطاع الغربي الحدودية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء عن قصفه بالطيران مبانٍ عسكرية لحزب الله قرب بلدة بلاط، أطلقت منها قذائف على شمال إسرائيل.
من جهته، استهدف حزب الله تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع رويسات العلم بقذائف المدفعية، وشنّ "هجومًا ناريًا مركزًا على قاعدة خربة ماعر ومرابض مدفعيتها وانتشار جنود العدو وآلياته في محيطها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية على أنواعها". ولاحقاً، أعلن الحزب أنه "رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وآخرها في بلدتي الخيام وشبعا، استهدف بعد ظهر اليوم مبانٍ يتموضع فيها جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المطلة وأصابوها إصابة مباشرة".
نطاق القتال والديبلوماسية
ولفتت صحيفة معاريف في تقرير لها أن هجمات حزب الله كانت تقتصر خلال هذه الفترة على مسافة 15 كيلومتراً من الحدود، لكن الأهداف العسكرية الأخيرة التي استهدفها -قاعدة لواء جولاني في منطقة عكا وضفاف نهاريا- هي خطوة للأمام تتخذ بعناية، وما يحدث هو أن الحزب يختار الأهداف التي يحاول مهاجمتها، فيما يبدو أنّ الأمر يتعلق بالبقاء في الميدان المحدد الذي يحصر فيه القتال.
ويلفت التقرير إلى أنّ إسرائيل تفضل التركيز على القتال في غزة، لكن المطلوب منها صياغة استراتيجية مناسبة تجعل من الممكن إبعاد التهديد الذي يمثله حزب الله تجاه سكان الشمال، وإزالة التهديد الذي لا يُطاق والذي تمثله إيران على الجبهة الشمالية. كذلك، اعتبر التقرير أن الجهود الدبلوماسية لتطبيق القرار 1701، الذي خرقته إيران وحزب الله منذ البداية، غير مجدية.
بدوره، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور إنه "لا يتوقع الوصول إلى توقيع إتفاق سياسي بشأن جبهة جنوب لبنان برعاية أميركية وفرنسية، وذلك رغم المحاولات القائمة في هذا الإطار"، ويضيف: "إذا لم يكن هناك اتفاق من هذا القبيل، فعلى الدولة أن تقرر ما إذا كانت ستعيد المهجرين من دون تغيير الوضع على الأرض، أو ما إذا كانت ستذهب إلى الحرب، من أجل تغيير الوضع القائم والراهن".
ويلفت عميدرور إلى أنه "من دون تغيير الوضع عند الحدود مع لبنان، فسيكون من الصعب إعادة السكان إلى منازلهم"، معتبراً أنّ "قرار خوض الحرب في الشمال صعبٌ للغاية"، وتابع: "هذه الحرب لن تكون لطيفة، لذلك، يجب أن نأتي إليها وسط استعداد جيد". واعتبر عميدرور أن ما يُحدّد التحركات المستقبلية في هذا الشأن هو "المنطق العسكري"، ويقول: "حاجات القتال تقول إنه بعد الإنتهاء من غزة، يجب المجيء إلى لبنان. إن مصلحة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم ترتبطُ ببدء حملة عسكرية ضد حزب الله في لبنان على أن تتهي في أقرب وقتٍ ممكن".