أين أنصار الأسير في طرابلـس؟
لم يعد هناك في طرابلس من انصار للشيخ احمد الاسير.. كل التوقعات التي سوق لها البعض عن قطع للطرقات واعتصامات واستنفارالشارع الطرابلسي، ان المدينة ستشهد تظاهرات احتجاجية تبين انها فقاقيع صابون، حيث ان اي ارتداد في الشارع لم يحصل سوى ان اعلان خبر توقيف الاسير كان مفاجأة للجميع .
وقد كان اعلان خبر توقيف الاسير بمثابة القنبلة الصوتية التي ضجت بها بشكل خاص الساحة الطرابلسية نظرا للعلاقات
التي نسجها الاسير مع قيادات اسلامية في طرابلس، حيث زارها اكثر من مرة ونظم له فيها مهرجان، ثم تطورت هذه العلاقات بينه وبين مجموعات اصولية الى حد التعاون والتنسيق والمشاركة في جولات العنف التي شهدتها المدينة من خلال مجموعات موالية له وكان اخرها احداث بحنين، حسب اعترافات الموقوف الشيخ خالد حبلص في المحكمة العسكرية. الامر الذي فضح دوره في احداث طرابلس والشمال.
ويقول مصدر اسلامي طرابلسي ان قيادات اسلامية معتدلة في طرابلس وحتى قيادات سلفية لطالما كانت مستاءة من مواقف وتصرفات الاسير باستثناء الذين ارتبطوا معه بمشروع ارهابي خطير اميط اللثام منذ سقوط الشبكات الارهابية بقبضة الاجهزة الامنية.
ويقول هذا المصدر ان توقيف الاسير يأتي خطوة نوعية في القاء القبض على اهم رأس مدبر لعمليات امنية استهدفت الجيش والقوى الامنية واثارت الفتنة المذهبية وان طرابلس كانت لفترة من الفترات هدفا لنشاط الاسير لاعتقاده ان المدينة بيئة حاضنة له ولنهجه التكفيري الفتنوي ولم ينجر معه الا قلة من المتشددين في طرابلس الذين كان مصيرهم اما السجن واما القتل في مواجهات ضد الجيش اللبناني واما الفرار ومنهم من تمكن من التسلل الى جرود القلمون.
يقول المصدر لا شك ان قلة من الاسلاميين المتشددين في طرابلس هم متعاطفون مع الاسير ولكن ارتأوا الانكفاء وعدم القيام بأي حركة وحتى اصدار اي بيان لعدة اسباب:
اولها، ان الساحة الطرابلسية ممسوكة امنيا بشكل متين والامن فيها محصن منذ تطبيق الخطة الامنية.
ثانيا، ان جميع القيادات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية متفقون على منع عقارب الساعة من العودة الى الوراء.
ثالثا، انه من غير المسموح التضامن مع قاتل العسكريين والذي حاول اثارة فتنة في لبنان وان اي حراك تضامني سيكون بمثابة الشريك للاسير ولعله يكون متورطاً معه في قضايا عديدة.
لذلك خلت طرابلس من اي حراك متضامن مع الاسير باستثناء قلة من بعض مواقع التواصل الاجتماعي وبأسماء وهمية حاولت اعلان التضامن واثارة الشارع الطرابلسي لكن هذا الشارع لم يستجب لان الطرابلسيين غير مستعدين لدفع فواتير جديدة لاجل من ورط البلاد وحاول توريط طرابلس والشمال بأحداث امنية فتنوية، خاصة ان الكثير من ابناء طرابلس دفعوا اثمانا باهظة من دمائهم واملاكهم في جولات العنف العشرين التي شهدتها المدينة قبل عام ونصف العام، ومنهم من يقبع بالسجون بعد رفع الغطاء السياسي عنه. هذه التجربة علمت الطرابلسيين عدم تكرارها خاصة حين يكون الاسير المتهم الرئيسي في قتل عدد كبير من الضباط والعسكريين.
وقد شهدت طرابلس الى جانب ذلك الكثير من الامتنان من فاعلياتها وقياداتها للانجاز الامني الكبير الذي حققه الامن العام واضيف الى سلسلة انجازاته الامنية في مواجهة الارهاب وحماية الامن والاستقرار، اضافة الى انجازات الجيش اللبناني في الاستمرار بتوقيف المتورطين الذين تكشفهم التحقيقات مع الموقوفين.