بالصور: حفل تأهيل وتوسعة مستوصف الشهيد معروف سعد برعاية الوزير هكتور الحجار
نظمت الهيئة الإدارية في مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية في صيدا حفل تأهيل وتوسعة مستوصف الشهيد معروف سعد الكائن في مدينة العمال في تعمير عين الحلوة.
حفل التأهيل أقيم برعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور هكتور الحجار، والأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، والمدير التنفيذي لمؤسسة معروف سعد الأستاذ وائل قبرصلي، وحشد كبير من الفاعليات السياسية والاجتماعية والثقافية، والعاملين في المؤسسة..
بدأ الحفل الذي أقيم في باحة روضة الشهيد معروف سعد بالنشيد الوطني اللبناني.
ثم كانت كلمة لعريفة الحفل دلال شحادة، قالت فيها:
أكثر من ثلاث وأربعين عاماً في ميدان العمل الانساني، الصحي والتربوي، تعمل مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية لحفظ كرامة المجتمعات المهمشة دون تمييز بمراكزها وبرامجها وكادرها الصحي، التربوي، الإسعافي، والإداري، تعمل المؤسسة دون كلل من أجل المساواة في الحقوق الصحية، من أجل الانسان.
إن التعاون والمشاركة والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ساهم في مساعدة مئات العائلات ضمن برامج المساعدات التي قدمتها الوزارة في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة. شهادتنا مجروحة بعمل وجهد الوزير هكتور حجار في وزارة الشؤون الاجتماعية.
ثم كانت كلمة للمدير التنفيذي لمؤسسة معروف سعد الأستاذ وائل قبرصلي .. ومما جاء فيها:
أرحب بكم جميعاً باسم مؤسسة معروف سعد الثقافية الإجتماعية الخيرية في هذا الاحتفال فرداً فرداً بمناسبة الانتهاء من تأهيل وترميم توسعة مبنى مستوصف الشهيد معروف سعد الذي يدخل ضمن خطة المؤسسة في تطويرعملها وخصوصاً المستوصفات والهيئات التابعة لها إيماناُ منًا بأهمية هذا العمل الانساني والصحي والاجتماعي في هذه الظروف التي يمر بها أهلنا وخصوصاً العمال والكادحين والمهمّشين والعائلات المتعفّفة.
إنّ مؤسسة معروف سعد التي تحمل اسم شهيد الصيادين والكادحين والعمال والتي أسسها رمز المقاومة الوطنية اللبنانية المناضل مصطفى سعد هي في أيام يوبيلها الفضي.
عقود مرًت من الزمن عملت فيها المستوصفات والهيئات التابعة للمؤسسة على تخفيف الالام عن المواطنين وبلسمت جراحهم دون تميز أو تحيّز وأصبحت وبفضل الجميع وخاصة & IOM Norwac و وزارة الصحة وأصحاب الأيادي البيضاء – ما بحبو ينذكر اسمن- نغطي أكثر من 2550 مريضاً ضمن برنامج الأمراض المزمنة شهرياً بالاضافة الى عيادة الأسنان والصحة البدنية والطب العائلي والعيادة النسائية والمختبر والذين يحققون نتائج رائعة.
إننا في هذا الأحتفال الذي جمعنا مع هذه الوجوه الطيبة الكريمة عهداً ووعداً من المؤسسة على مواصلة العمل والعطاء بدعم من الأخ الدكتور أسامة سعد الذي يولي الاهتمام اللازم لاستمرار عمل المؤسسة وتطورها.
كما إنني أشكر مرة اخرى جزيل الشكر الأيادي البيضاء التي تدعم المؤسسة التي جندت نفسها لخدمة الأنسان والأنسانية والشكر موصول الى الأخوة الأطباء وافراد الهيئة الأدارية والعاملين في المؤسسة على جهودهم وتضحياتهم وعطاءاتهم.
ثم كانت كلمة لوزير الشؤون الاجتماعية الدكتور هكتور الحجار، جاء فيها:
من قلب مدينةٍ لطالما نبضت ثورةً فتضحيةً فشهادة، اقف وسطكم اليوم في ظل غيمة قاتمة تلف وطننا الحبيب لبنان، لنشق فيها فسحة امل جديدة نطل بها من هنا من عاصمة الجنوب لننطلق فنخلق سويا باباً جديداً للأمل، لأناس تعبوا من ثقل الهموم علّنا نخفف عنهم جزءاً يسيراً منها.
لا اخفي عليكم سرا فيوم تلقيت دعوة الصديق الدكتور اسامة سعد لإعادة افتتاح مستوصف الشهيد معروف سعد بعد ترميمه وتوسعته، فاضت بي المشاعر وحملتني الذكريات الى ذلك الرجل الغائب الحاضر بيننا، الى تلك الهامة المحفورة في ذاكرتي منذ طفولتي واقفاً على منابر صيدا والجنوب مخاطباً الجموع المحتشدة دفاعا عن الانسان، كل انسان . تلك الهامة التي طبعت روح صيدا وتمازجت مع شاطئها ومينائها فخلقت حالة مميزة من الوطنية والانتماء فبات معروف سعد وصيدا اسمان متلازمان .
فهذا الرجل صاحب مشروع رؤيوي على الصعيد الاجتماعي سبق عصره بأشواط . فقد تعددت اوجه تدخلاته من الامور التربوية والتعليمية، الى الامور الصحية والطبية، الى الوقوف الى جانب الطبقات الفقيرة لتأمين مستلزمات عيش كريم لطالما نادى به، وقد غدر به واستشهد في ساحات النضال وهو يطالب لهذه الفئات بحقها للعيش بكرامة، باذلاً نفسه عن الناس الذي احبهم واحبوه . وما للمؤسسات التي انشأها او التي وضع اسس انشاءها للعناية بكل اوجه الحياة للمواطن وللمقيم من الجنسيات المختلفة في صيدا والجوار الا خير دليل على هذا النهج الذي ارساه.
اما على الصعيد السياسي والوطني فهو ايقونة للوحدة الوطنية وحماية العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد ففي كل زاوية من بيوت صيدا من كافة الطوائف، ذكرى لهذا الكبير من بلادي، الذي حمى صيدا من كل فتنة من احداث 1958 الى ما تبعها من احداث . محافظاً على تنوع هذه المنطقة من صيدا الى مغدوشة الى جزين الى اخر قرية من قرى المنطقة لدرجة ان اغتياله على عتبة الحرب الاهلية لم يكن مجرد صدفة الا لعلم ايدي التخريب انه لا يمكن دخول الفتنة الى ارض الجنوب بوجود معروف سعد .
وكرت سبحة التقدمات على مذبح هذا الوطن من قبل هذه العائلة وكأن قدرها دفع ضريبة الدم عن كل جنوبي شريف من نتاشا سعد الى مصطفى سعد ولولا تدخل العناية الالهية في الايام القليلة الماضية لكانت هذه العائلة دفعت ايضا وايضا ضريبة دم جديدة عن كل لبناني وفلسطيني شريف .
نعم يا احبة هذا هو قدرنا في هذه المنطقة ان ندفع دوما ضريبة الوحدة الوطنية التي لطالما وسنبقى متمسكين بها، هذه الوحدة التي عمل ال الحجار عليها من عشرات السنين، من المطران باسيليوس حجار الذي ابى بناء كنيسة الروم الكاثوليك في صيدا الا مع ترميم جامع البحر سوياً في فرمان عثماني واحد، الى مطران العرب غريغوريوس حجار الذي دافع عن القضية الفلسطينية حتى الاستشهاد، ودماؤه تصرخ اليوم ونصرخ معه ونحن على اعتاب مخيم عين الحلوة لنقول كفى .
نعم كفى لما يحصل في المخيم من اقتتال داخلي فليست هذه هي القضية الفلسطينية، ولا يكون الدفاع عن فلسطين بأقتتال الاخوة معا وبالضرر اللاحق بصيدا وقراها واستغل هذه الفرصة لأعزي اهلنا في الغازية بسقوط شهيد من خيرة شبابها بالرصاص الطائش جراء احداث المخيم . إن اي اذى يلحق بالغازية او مغدوشة او صيدا او حارتها كأنه يلحق ب جزين وقيتولي وكل قرية من قرى الجنوب ولبنان .
نعم يا احبتي انا انتمي الى سلالة هؤلاء المطارنة . انا ابن هذه المنطقة وهذه الارض وهذا النسيج الاجتماعي الذي انا مؤتمن عليه معكم ومع كل الخيرين من ابناء هذا الوطن الحبيب. وكما اقف معكم اليوم في افتتاح هذا المستوصف ووقفت سابقا لأفتتح مركزا جديدا لتأمين حقوق المعوقين في الغازية بتقدمة كريمة من السيد علي فضل الله ، سأقف مع كل اهل هذا الجنوب لأفتتاح، ترميم وتجهيز مراكز انمائية، اجتماعية، صحية، من الاولي الى كفرشوبا التي اصريت على ابقاء مركز وزارة الشؤون الاجتماعية فيها لما لها من رمزية، الى كل مناطق الجنوب دون تمييز. وسوف نطلق خلال ايام مركزا جديدا لتأمين حقوق المعوقين في بنت جبيل لخدمة اهالي هذه المنطقة ونسعى الى افتتاح مركزا اخر لتأمين حقوق المعوقين في المنطقة الممتدة بين النبطية ومرجعيون وجزين .
كل ذلك من ضمن خطة استراتيجية واضحة للحماية الاجتماعية نسعى الى اطلاقها بشكلها النهائي خلال ايام قليلة لكي تكون خارطة طريق للعمل الاجتماعي في لبنان . الا اننا استبقنا هذه الاستراتيجية نظرا للضروف الطارئة التي يمر بها بلدنا بالعمل على عدة برامج دعم للفقراء ، فالوازرة تقدم اليوم عبر :
- برنامج استهداف الاسر الاكثر فقرا دعماً مالياً بالدولار الاميركي ل 75000 اسرة لبنانية
- برنامج امان دعماً مالياً بالدولار الاميركي ل 93000 اسرة لبنانية .
- منحة المعوق 8400 معوق ينالون مبلغ 40 دولار اميركي كل شهر وسوف نزيد هذه الشريحة قريبا اضافة الى برامج التمكين الاقتصادي والدعم النفسي وخدمات صحية اجتماعية وانمائية عبر مراكز الخدمات الانمائية التابعة للوزارة وعبر شبكة من الجمعيات المحلية والدولية الشريكة للوزارة .
الا اننا رغم كل هذه الجهود لا تزال الحاجات كثيرة في لبنان عامة وصيدا خاصة ولذك اعطيت توجيهاتي لفريق الوزارة لزيادة العمل في صيدا وجوارها في المرحلة المقبلة اكثر واكثر.
وفي هذا الاطار لا يسعني الا ان ارفع القبعة تحية لمؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية على تقديمها لخدمات في التربية، الرعاية الصحية الأولية، التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية المختلفة لجميع فئات المجتمع المهمشة دون تمييز.
سواء عبر برنامج الرعاية الصحية الأولية في مستوصف معروف سعد الشعبي الذي نحن نعيد افتتاحه اليوم بعد ترميمه ، ومستوصف ناتاشا سعد الشعبي في المكان الاحب على قلبي في احياء صيدا القديمة او عبر برنامج الصحة النفسية للأطفال والأمهات و برنامج العمل الاجتماعي والطوارئ في مركز" مدى " في صيدا القديمة . اضافة الى عمل فوج الانقاذ الشعبي التابع للمؤسسة المشكورعلى المساعدة التي قدمها لبيروت بعد انفجار المرفأ في امثولة عن التضامن والوحدة الوطنية .
لذلك ، وبعد اطلاعي على عمل هذه المؤسسة ونظرا الى اهمية ما تقومون به اتعهد امامكم اننا على استعداد لتوقيع مذكرة تفاهم خاصة بين وزارة الشؤون الاجتماعية و مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية لكي نرتقي بالعلاقة بين الطرفين الى مستوى الشراكة الحقيقية .
وانا اتكلم عن فوج الانقاذ الشعبي تعود بي الذاكرة الى ذلك اليوم من الثمانينات عندما عصفت غيمة سوداء بشرق صيدا واتيت وحيدا الى دار العناية في الصالحية، والمنطقة في تهجير ودما شامل. لزيارة كاهن جليل ابى ان يترك المنطقة ولو كلفه ذلك حياته . كاهن كان واقفا صامدا بثوبه الكهنوتي الابيض في وجه كل عواصف الغرائز والقتل انه المطران سليم غزال رحمه الله.
في ذلك اليوم كان التنظيم الشعبي الناصري يضع حاجزا على مدخل دار العناية لحمايتها من العابثين في رسالة واضحة الى الجميع في صيدا ان ال سعد سيبقون، رغم كل الضغوطات يومها ، حماة العيش الواحد في هذا الجنوب.
وانا اجتاز هذا الحاجز في ذلك النهار وادخل الى دار العناية كنت اسمع صوت والدي نجيب الحجار ،الدكتور في الجامعة اللبنانية في صيدا، والذي بقي طيلة الحرب ينتقل يوميا اليها متخطيا كل الحواجز لأداء رسالته ، كنت اسمعه يقول لي : ((بين جزين وصيدا رابط اقوى من كل اللي عم يصير ما لازم نيأس ولا ينقطع التواصل. نحنا وصيدا اهل وهيدي الغيمة قد ما تطول رح تخلص )).
وانتهت هذه الغيمة يا ابي ويا احبائي الى غير رجعة وها انا بينكم اليوم ادعوكم للبقاء على الفكر والنهج الذين ارساهما الشهيد معروف سعد علًنا ننهض بوطننا لبنان ونعيد بناءه على اسس الوطنية والانسانية والمحبة الصادقة .
ثم كانت كلمة للأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، جاء فيها:
أيامنا صعبة، ونأمل ألا تكون الأيام القادمة هي الأصعب، لكن بعد هذه الكلمة الطيبة من الدكتور هكتور حجار التي أكدت على الثوابت الوطنية الراسخة والمشتركة مع أبناء هذه المنطقة؛ صيدا جزين والجنوب، وكل لبنان.
نؤكد ان الثوابت الوطنية مرتبطة بالوحدة الوطنية، وأننا شعب واحد، وفي محطات كثيرة عبّر شعبنا عن إرادته الواحدة، ارادته بدولة عصرية منيعة لم تتوفر ظروف قيامها حتى الآن، وهذا الأمر بالتأكيد يحتاج الى هذه الثوابت الوطنية والى الانحيازات لحقوق شعبنا وقضاياه والى كرامته الوطنية وكرامة شعبه الانسانية، والى العدالة الاجتماعية ، الى حق الناس في الصحة والتعليم وفرص العمل والسكن والضمانات الاجتماعية والامان والاستقرار، هذه الحقوق لا توفرها الدولة الآن، لكن التمسك بها شيء أساسي لتشكيل موازين قوى جديدة تفرض هذه الحقوق، وتؤمن الانتقال السلمي والآمن من واقع سياسي مأزوم و من قهر واستبداد الى واقع سياسي جديد تسود فيه العدالة الاجتماعية، وتأخذ الناس حقوقها في حياة كريمة، ويأخذ الوطن حقه في استعادة كرامته الوطنية بعيدا عن التبعيات وبعيدا عن المحاور التي ليست في مصلحة لبنان وأمنه واستقراره وحقوق شعبه. كل هذه الأمور نؤكد عليها ونؤكد بشكل أساسي على استمرار النضال من أجل الوصول الى دولة عصرية عادلة ومنيعة.
نحن هنا في منطقة التعمير التي شهدت أحداث مؤلمة، أو كانت في مقدمة الأحياء الصيداوية التي شهدت مخاطر جمّة، طالت أهلها وأيضا سببت أضرارا كبيرة واصابات للاهالي، ودمار في منازلهم وفي أرزاقهم ومؤسساتهم.
هذا اللقاء اليوم رسالة لكل اللبنانيين أن هذه المنطقة الصامدة، ستكون صمام أمان في أمن واستقرار لبنان وليس فقط صيدا، هذه المنطقة التي قدمت الكثير من التضحيات من أجل الكرامة الوطنية أثناء احتلال العدو الصهيوني للبنان، كما قدمت تضحيات من أجل الحقوق الانسانية لشعبنا.
ومن هنا نتطلع الى شعبنا الفلسطيني أيضا الذي عانى أشد المعاناة بسبب ما جرى من أحداث في المخيم، ولا زال البعض منه مهجرا خارج المخيم، كما البعض من أبناء التعمير أيضا.
واكد سعد ان هذا اللقاء والافتتاح رسالة بأننا مستمرون في الحياة وفي التصميم على رفض كل أشكال التوترات والتهديد لأمننا واستقرارنا.
إن المخاطر محدقة من كل حدب وصوب، ونحن أمام انسداد سياسي، وتعثر في المؤسسات الدستورية، وأمام حجم كبير من النزوح السوري باتجاه لبنان لم يعد لبنان يحتمله، ونحن أمام أوضاع معيشية صعبة تنذر بانفجار اجتماعي، وأمام أحداث أمنية متنقلة، آخرها ما جرى في مخيم عين الحلوة، وجميعها توضع في إطار تهديد الأمن الوطني في لبنان .
نحن سنعمل سويا من أجل الانتقال السلمي والآمن من واقع مأزوم الى واقع جديد، سنناضل من أجل توفير موازين قوى جديدة وطنية وديمقراطية من خارج التموضعات الطائفية والمذهبية والفئوية والمناطقية والانتقالل اى حالة وطنية وازنة تفرض مسار جدي ووطني وحل وطني لواقع لبنان وأزماته والانتقال الى واقع جديد.
وبعد حفل الافتتاح، قام الوزير حجاز برفقة سعد وقبرصلي وعدد كبير من الفاعليات، بقص شريط افتتاح المستوصف ..
وقاموا بجولة فيه، وقدموا للوزير حجار شرحاً عن أقسام المستوصف، وعن الخدمات التي يقدمها.
حفل التأهيل أقيم برعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور هكتور الحجار، والأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، والمدير التنفيذي لمؤسسة معروف سعد الأستاذ وائل قبرصلي، وحشد كبير من الفاعليات السياسية والاجتماعية والثقافية، والعاملين في المؤسسة..
بدأ الحفل الذي أقيم في باحة روضة الشهيد معروف سعد بالنشيد الوطني اللبناني.
ثم كانت كلمة لعريفة الحفل دلال شحادة، قالت فيها:
أكثر من ثلاث وأربعين عاماً في ميدان العمل الانساني، الصحي والتربوي، تعمل مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية لحفظ كرامة المجتمعات المهمشة دون تمييز بمراكزها وبرامجها وكادرها الصحي، التربوي، الإسعافي، والإداري، تعمل المؤسسة دون كلل من أجل المساواة في الحقوق الصحية، من أجل الانسان.
إن التعاون والمشاركة والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ساهم في مساعدة مئات العائلات ضمن برامج المساعدات التي قدمتها الوزارة في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة. شهادتنا مجروحة بعمل وجهد الوزير هكتور حجار في وزارة الشؤون الاجتماعية.
ثم كانت كلمة للمدير التنفيذي لمؤسسة معروف سعد الأستاذ وائل قبرصلي .. ومما جاء فيها:
أرحب بكم جميعاً باسم مؤسسة معروف سعد الثقافية الإجتماعية الخيرية في هذا الاحتفال فرداً فرداً بمناسبة الانتهاء من تأهيل وترميم توسعة مبنى مستوصف الشهيد معروف سعد الذي يدخل ضمن خطة المؤسسة في تطويرعملها وخصوصاً المستوصفات والهيئات التابعة لها إيماناُ منًا بأهمية هذا العمل الانساني والصحي والاجتماعي في هذه الظروف التي يمر بها أهلنا وخصوصاً العمال والكادحين والمهمّشين والعائلات المتعفّفة.
إنّ مؤسسة معروف سعد التي تحمل اسم شهيد الصيادين والكادحين والعمال والتي أسسها رمز المقاومة الوطنية اللبنانية المناضل مصطفى سعد هي في أيام يوبيلها الفضي.
عقود مرًت من الزمن عملت فيها المستوصفات والهيئات التابعة للمؤسسة على تخفيف الالام عن المواطنين وبلسمت جراحهم دون تميز أو تحيّز وأصبحت وبفضل الجميع وخاصة & IOM Norwac و وزارة الصحة وأصحاب الأيادي البيضاء – ما بحبو ينذكر اسمن- نغطي أكثر من 2550 مريضاً ضمن برنامج الأمراض المزمنة شهرياً بالاضافة الى عيادة الأسنان والصحة البدنية والطب العائلي والعيادة النسائية والمختبر والذين يحققون نتائج رائعة.
إننا في هذا الأحتفال الذي جمعنا مع هذه الوجوه الطيبة الكريمة عهداً ووعداً من المؤسسة على مواصلة العمل والعطاء بدعم من الأخ الدكتور أسامة سعد الذي يولي الاهتمام اللازم لاستمرار عمل المؤسسة وتطورها.
كما إنني أشكر مرة اخرى جزيل الشكر الأيادي البيضاء التي تدعم المؤسسة التي جندت نفسها لخدمة الأنسان والأنسانية والشكر موصول الى الأخوة الأطباء وافراد الهيئة الأدارية والعاملين في المؤسسة على جهودهم وتضحياتهم وعطاءاتهم.
ثم كانت كلمة لوزير الشؤون الاجتماعية الدكتور هكتور الحجار، جاء فيها:
من قلب مدينةٍ لطالما نبضت ثورةً فتضحيةً فشهادة، اقف وسطكم اليوم في ظل غيمة قاتمة تلف وطننا الحبيب لبنان، لنشق فيها فسحة امل جديدة نطل بها من هنا من عاصمة الجنوب لننطلق فنخلق سويا باباً جديداً للأمل، لأناس تعبوا من ثقل الهموم علّنا نخفف عنهم جزءاً يسيراً منها.
لا اخفي عليكم سرا فيوم تلقيت دعوة الصديق الدكتور اسامة سعد لإعادة افتتاح مستوصف الشهيد معروف سعد بعد ترميمه وتوسعته، فاضت بي المشاعر وحملتني الذكريات الى ذلك الرجل الغائب الحاضر بيننا، الى تلك الهامة المحفورة في ذاكرتي منذ طفولتي واقفاً على منابر صيدا والجنوب مخاطباً الجموع المحتشدة دفاعا عن الانسان، كل انسان . تلك الهامة التي طبعت روح صيدا وتمازجت مع شاطئها ومينائها فخلقت حالة مميزة من الوطنية والانتماء فبات معروف سعد وصيدا اسمان متلازمان .
فهذا الرجل صاحب مشروع رؤيوي على الصعيد الاجتماعي سبق عصره بأشواط . فقد تعددت اوجه تدخلاته من الامور التربوية والتعليمية، الى الامور الصحية والطبية، الى الوقوف الى جانب الطبقات الفقيرة لتأمين مستلزمات عيش كريم لطالما نادى به، وقد غدر به واستشهد في ساحات النضال وهو يطالب لهذه الفئات بحقها للعيش بكرامة، باذلاً نفسه عن الناس الذي احبهم واحبوه . وما للمؤسسات التي انشأها او التي وضع اسس انشاءها للعناية بكل اوجه الحياة للمواطن وللمقيم من الجنسيات المختلفة في صيدا والجوار الا خير دليل على هذا النهج الذي ارساه.
اما على الصعيد السياسي والوطني فهو ايقونة للوحدة الوطنية وحماية العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد ففي كل زاوية من بيوت صيدا من كافة الطوائف، ذكرى لهذا الكبير من بلادي، الذي حمى صيدا من كل فتنة من احداث 1958 الى ما تبعها من احداث . محافظاً على تنوع هذه المنطقة من صيدا الى مغدوشة الى جزين الى اخر قرية من قرى المنطقة لدرجة ان اغتياله على عتبة الحرب الاهلية لم يكن مجرد صدفة الا لعلم ايدي التخريب انه لا يمكن دخول الفتنة الى ارض الجنوب بوجود معروف سعد .
وكرت سبحة التقدمات على مذبح هذا الوطن من قبل هذه العائلة وكأن قدرها دفع ضريبة الدم عن كل جنوبي شريف من نتاشا سعد الى مصطفى سعد ولولا تدخل العناية الالهية في الايام القليلة الماضية لكانت هذه العائلة دفعت ايضا وايضا ضريبة دم جديدة عن كل لبناني وفلسطيني شريف .
نعم يا احبة هذا هو قدرنا في هذه المنطقة ان ندفع دوما ضريبة الوحدة الوطنية التي لطالما وسنبقى متمسكين بها، هذه الوحدة التي عمل ال الحجار عليها من عشرات السنين، من المطران باسيليوس حجار الذي ابى بناء كنيسة الروم الكاثوليك في صيدا الا مع ترميم جامع البحر سوياً في فرمان عثماني واحد، الى مطران العرب غريغوريوس حجار الذي دافع عن القضية الفلسطينية حتى الاستشهاد، ودماؤه تصرخ اليوم ونصرخ معه ونحن على اعتاب مخيم عين الحلوة لنقول كفى .
نعم كفى لما يحصل في المخيم من اقتتال داخلي فليست هذه هي القضية الفلسطينية، ولا يكون الدفاع عن فلسطين بأقتتال الاخوة معا وبالضرر اللاحق بصيدا وقراها واستغل هذه الفرصة لأعزي اهلنا في الغازية بسقوط شهيد من خيرة شبابها بالرصاص الطائش جراء احداث المخيم . إن اي اذى يلحق بالغازية او مغدوشة او صيدا او حارتها كأنه يلحق ب جزين وقيتولي وكل قرية من قرى الجنوب ولبنان .
نعم يا احبتي انا انتمي الى سلالة هؤلاء المطارنة . انا ابن هذه المنطقة وهذه الارض وهذا النسيج الاجتماعي الذي انا مؤتمن عليه معكم ومع كل الخيرين من ابناء هذا الوطن الحبيب. وكما اقف معكم اليوم في افتتاح هذا المستوصف ووقفت سابقا لأفتتح مركزا جديدا لتأمين حقوق المعوقين في الغازية بتقدمة كريمة من السيد علي فضل الله ، سأقف مع كل اهل هذا الجنوب لأفتتاح، ترميم وتجهيز مراكز انمائية، اجتماعية، صحية، من الاولي الى كفرشوبا التي اصريت على ابقاء مركز وزارة الشؤون الاجتماعية فيها لما لها من رمزية، الى كل مناطق الجنوب دون تمييز. وسوف نطلق خلال ايام مركزا جديدا لتأمين حقوق المعوقين في بنت جبيل لخدمة اهالي هذه المنطقة ونسعى الى افتتاح مركزا اخر لتأمين حقوق المعوقين في المنطقة الممتدة بين النبطية ومرجعيون وجزين .
كل ذلك من ضمن خطة استراتيجية واضحة للحماية الاجتماعية نسعى الى اطلاقها بشكلها النهائي خلال ايام قليلة لكي تكون خارطة طريق للعمل الاجتماعي في لبنان . الا اننا استبقنا هذه الاستراتيجية نظرا للضروف الطارئة التي يمر بها بلدنا بالعمل على عدة برامج دعم للفقراء ، فالوازرة تقدم اليوم عبر :
- برنامج استهداف الاسر الاكثر فقرا دعماً مالياً بالدولار الاميركي ل 75000 اسرة لبنانية
- برنامج امان دعماً مالياً بالدولار الاميركي ل 93000 اسرة لبنانية .
- منحة المعوق 8400 معوق ينالون مبلغ 40 دولار اميركي كل شهر وسوف نزيد هذه الشريحة قريبا اضافة الى برامج التمكين الاقتصادي والدعم النفسي وخدمات صحية اجتماعية وانمائية عبر مراكز الخدمات الانمائية التابعة للوزارة وعبر شبكة من الجمعيات المحلية والدولية الشريكة للوزارة .
الا اننا رغم كل هذه الجهود لا تزال الحاجات كثيرة في لبنان عامة وصيدا خاصة ولذك اعطيت توجيهاتي لفريق الوزارة لزيادة العمل في صيدا وجوارها في المرحلة المقبلة اكثر واكثر.
وفي هذا الاطار لا يسعني الا ان ارفع القبعة تحية لمؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية على تقديمها لخدمات في التربية، الرعاية الصحية الأولية، التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية المختلفة لجميع فئات المجتمع المهمشة دون تمييز.
سواء عبر برنامج الرعاية الصحية الأولية في مستوصف معروف سعد الشعبي الذي نحن نعيد افتتاحه اليوم بعد ترميمه ، ومستوصف ناتاشا سعد الشعبي في المكان الاحب على قلبي في احياء صيدا القديمة او عبر برنامج الصحة النفسية للأطفال والأمهات و برنامج العمل الاجتماعي والطوارئ في مركز" مدى " في صيدا القديمة . اضافة الى عمل فوج الانقاذ الشعبي التابع للمؤسسة المشكورعلى المساعدة التي قدمها لبيروت بعد انفجار المرفأ في امثولة عن التضامن والوحدة الوطنية .
لذلك ، وبعد اطلاعي على عمل هذه المؤسسة ونظرا الى اهمية ما تقومون به اتعهد امامكم اننا على استعداد لتوقيع مذكرة تفاهم خاصة بين وزارة الشؤون الاجتماعية و مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية لكي نرتقي بالعلاقة بين الطرفين الى مستوى الشراكة الحقيقية .
وانا اتكلم عن فوج الانقاذ الشعبي تعود بي الذاكرة الى ذلك اليوم من الثمانينات عندما عصفت غيمة سوداء بشرق صيدا واتيت وحيدا الى دار العناية في الصالحية، والمنطقة في تهجير ودما شامل. لزيارة كاهن جليل ابى ان يترك المنطقة ولو كلفه ذلك حياته . كاهن كان واقفا صامدا بثوبه الكهنوتي الابيض في وجه كل عواصف الغرائز والقتل انه المطران سليم غزال رحمه الله.
في ذلك اليوم كان التنظيم الشعبي الناصري يضع حاجزا على مدخل دار العناية لحمايتها من العابثين في رسالة واضحة الى الجميع في صيدا ان ال سعد سيبقون، رغم كل الضغوطات يومها ، حماة العيش الواحد في هذا الجنوب.
وانا اجتاز هذا الحاجز في ذلك النهار وادخل الى دار العناية كنت اسمع صوت والدي نجيب الحجار ،الدكتور في الجامعة اللبنانية في صيدا، والذي بقي طيلة الحرب ينتقل يوميا اليها متخطيا كل الحواجز لأداء رسالته ، كنت اسمعه يقول لي : ((بين جزين وصيدا رابط اقوى من كل اللي عم يصير ما لازم نيأس ولا ينقطع التواصل. نحنا وصيدا اهل وهيدي الغيمة قد ما تطول رح تخلص )).
وانتهت هذه الغيمة يا ابي ويا احبائي الى غير رجعة وها انا بينكم اليوم ادعوكم للبقاء على الفكر والنهج الذين ارساهما الشهيد معروف سعد علًنا ننهض بوطننا لبنان ونعيد بناءه على اسس الوطنية والانسانية والمحبة الصادقة .
ثم كانت كلمة للأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، جاء فيها:
أيامنا صعبة، ونأمل ألا تكون الأيام القادمة هي الأصعب، لكن بعد هذه الكلمة الطيبة من الدكتور هكتور حجار التي أكدت على الثوابت الوطنية الراسخة والمشتركة مع أبناء هذه المنطقة؛ صيدا جزين والجنوب، وكل لبنان.
نؤكد ان الثوابت الوطنية مرتبطة بالوحدة الوطنية، وأننا شعب واحد، وفي محطات كثيرة عبّر شعبنا عن إرادته الواحدة، ارادته بدولة عصرية منيعة لم تتوفر ظروف قيامها حتى الآن، وهذا الأمر بالتأكيد يحتاج الى هذه الثوابت الوطنية والى الانحيازات لحقوق شعبنا وقضاياه والى كرامته الوطنية وكرامة شعبه الانسانية، والى العدالة الاجتماعية ، الى حق الناس في الصحة والتعليم وفرص العمل والسكن والضمانات الاجتماعية والامان والاستقرار، هذه الحقوق لا توفرها الدولة الآن، لكن التمسك بها شيء أساسي لتشكيل موازين قوى جديدة تفرض هذه الحقوق، وتؤمن الانتقال السلمي والآمن من واقع سياسي مأزوم و من قهر واستبداد الى واقع سياسي جديد تسود فيه العدالة الاجتماعية، وتأخذ الناس حقوقها في حياة كريمة، ويأخذ الوطن حقه في استعادة كرامته الوطنية بعيدا عن التبعيات وبعيدا عن المحاور التي ليست في مصلحة لبنان وأمنه واستقراره وحقوق شعبه. كل هذه الأمور نؤكد عليها ونؤكد بشكل أساسي على استمرار النضال من أجل الوصول الى دولة عصرية عادلة ومنيعة.
نحن هنا في منطقة التعمير التي شهدت أحداث مؤلمة، أو كانت في مقدمة الأحياء الصيداوية التي شهدت مخاطر جمّة، طالت أهلها وأيضا سببت أضرارا كبيرة واصابات للاهالي، ودمار في منازلهم وفي أرزاقهم ومؤسساتهم.
هذا اللقاء اليوم رسالة لكل اللبنانيين أن هذه المنطقة الصامدة، ستكون صمام أمان في أمن واستقرار لبنان وليس فقط صيدا، هذه المنطقة التي قدمت الكثير من التضحيات من أجل الكرامة الوطنية أثناء احتلال العدو الصهيوني للبنان، كما قدمت تضحيات من أجل الحقوق الانسانية لشعبنا.
ومن هنا نتطلع الى شعبنا الفلسطيني أيضا الذي عانى أشد المعاناة بسبب ما جرى من أحداث في المخيم، ولا زال البعض منه مهجرا خارج المخيم، كما البعض من أبناء التعمير أيضا.
واكد سعد ان هذا اللقاء والافتتاح رسالة بأننا مستمرون في الحياة وفي التصميم على رفض كل أشكال التوترات والتهديد لأمننا واستقرارنا.
إن المخاطر محدقة من كل حدب وصوب، ونحن أمام انسداد سياسي، وتعثر في المؤسسات الدستورية، وأمام حجم كبير من النزوح السوري باتجاه لبنان لم يعد لبنان يحتمله، ونحن أمام أوضاع معيشية صعبة تنذر بانفجار اجتماعي، وأمام أحداث أمنية متنقلة، آخرها ما جرى في مخيم عين الحلوة، وجميعها توضع في إطار تهديد الأمن الوطني في لبنان .
نحن سنعمل سويا من أجل الانتقال السلمي والآمن من واقع مأزوم الى واقع جديد، سنناضل من أجل توفير موازين قوى جديدة وطنية وديمقراطية من خارج التموضعات الطائفية والمذهبية والفئوية والمناطقية والانتقالل اى حالة وطنية وازنة تفرض مسار جدي ووطني وحل وطني لواقع لبنان وأزماته والانتقال الى واقع جديد.
وبعد حفل الافتتاح، قام الوزير حجاز برفقة سعد وقبرصلي وعدد كبير من الفاعليات، بقص شريط افتتاح المستوصف ..
وقاموا بجولة فيه، وقدموا للوزير حجار شرحاً عن أقسام المستوصف، وعن الخدمات التي يقدمها.