إختر من الأقسام
آخر الأخبار
صيدا: خلاف بين المجموعات المشاركة... ومساعٍ للحفاظ على وحدة الحراك
صيدا: خلاف بين المجموعات المشاركة... ومساعٍ للحفاظ على وحدة الحراك
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الجمعة ١٩ كانون أول ٢٠٢٤

شكّلت "ساحة الثورة" عند تقاطع "ايليا" في صيدا، علامة فارقة بين ساحات "الحراك الاحتجاجي" في لبنان، لجهة سلميتها وحضاريتها من جهة، وضبطها للخطاب السياسي والمطلبي والنضالي الاجتماعي وعدم رفع أية صور او شعارات مستفزة لاي من المكونات السياسية في لبنان، رغم المطالبة بمحاربة الفساد واسترداد المال المنهوب والقضاء المستقل وغيرها من جهة أخرى.

ولكن بعد مرور 56 يوماً، بدأت تظهر خلافات في الطريقة والاسلوب لجهة التعبير عن الاحتجاج، فتراجع التنسيق تدريجياً، وقل عدد المشاركين نهاراً، بعدما حددت كل مجموعة مشاركة ماهية النشاط الذي تقوم به منفردة من دون التنسيق المسبق، وخارج اطار الساحة، فظهر "الجناح الثوري لصيدا تنتفض" ومقنّعوها ولصق الشعارات ودمغ الاقفال، وأخرى "أنا مستقل" دخل متطوعوها الى سراي صيدا الحكومي وثالثة ركزت احتجاجها امام مصرف لبنان، وهي تتجه إلى اقامة خيمة "إعتصام دائم" ما زالت دونها عقبات مع القوى الأمنية، ورابعة "مجموعة شباب صيدا" التي صبت جهودها في مساعدة الفقراء والمحتاجين وتأمين الوجبات الساخنة يومياً او توزيع المواد التموينية، وتحديداً داخل أحياء صيدا القديمة، ناهيك عن اصدار بيانات باسم "حراك صيدا" في بعض الاحيان من دون ان ينال موافقة الجميع وخاصة لجهة الدعوات الى قطع الطرقات.

أحدث هذا الانقسام نوعاً من البلبلة، وشعر البعض أن ثمة ابتعاداً عن المطالب الرئيسية للحراك، ما يستوجب اعادة فتح قنوات التواصل والحوار، وصولاً إلى التنسيق وبذل جهود اضافية واستثنائية لاعادة البوصلة الى بدايتها الاولى ووضع الضوابط لها وعدم السماح لاي كان بركوب صهوة جوادها وأخذها الى مكان آخر، بل الحفاظ على عنوانها الكبير في التغيير وتشكيل حكومة انقاذية سريعاً، ووقف الهدر ومحاسبة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة وسواها.

انسحاب مجموعة

وفي تطور لافت، أعلنت "مجموعة شباب صيدا" انسحابها من أي لجان تنظيمية في حراك صيدا، داعية الناس للتعبير عن اوجاعهم "بالطريقة التي يرونها صائبة"، قائلة: "باقون في الحراك ولكن باستقلالية تامة عن أي لجان ونعلن عن تنظيم تحركات نراها تعبر عن وجع الناس". واضافت المجموعة في بيان: "بين تعجرف ولا مسؤولية السلطة، وبين جهل وتسلط بعض من في الحراك (الشبيهين بالسلطة) يقع الوطن والمواطن الكادح الفقير المحتاج والنزيه بين فكي كماشة، نحن مجموعة شباب صيدا كنا اول من اعلن ان الحراك لا هيئة او لجان تمثله بل بعض لجان لتنظيم العمل على الأرض. دعونا لعدم تسييس الحراك وتعاونا مع كل مكوناته الحزبية وغير الحزبية. نعم نجحنا اكثر من مرة في الحفاظ على تماسك الحراك في صيدا لأهميته على المستوى الوطني. لكن ممارسة بعض المكونات الفئوية أدت مؤخراً إلى استئثار ببعض القرارت خارج الإجماع. وعليه نعلن انسحابنا من أي لجان تنظيمية في حراك صيدا وندعو الناس للتعبير عن أوجاعهم بالطريقة التي يرونها صائبة. نحن باقون في الحراك ولكن باستقلالية تامة عن أي لجان".

يوميات الحراك

ميدانيا، عاشت صيدا يوماً طبيعياً بعد ليل شهد سلسلة من التحركات الاحتجاجية ولم تخل من قطع الطرقات لبعض الوقت، لا سيما في "القياعة" و"الاوتوستراد الشرقي" وشارع "رياض الصلح"، قبل ان يعمل الجيش اللبناني على إعادة فتحها.

وشهدت المدينة حالة هدوء تام، وفتحت المدارس الرسمية والخاصة ابوابها كالعادة، كما المرافق العامة والمصارف ومحلات الصيرفة، راوح سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية ما بين 2000 و2400، بعدما وصل منذ ايام الى 2300 ليرة لبنانية في السوق السوداء.

فيما دعا الامين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد، الى "لقاء وطني" عند السادسة من مساء الخميس في مركز "معروف سعد الثقافي" للحوار حول "المستجدات السياسية والبحث في سبل دعم الإنتفاضة الشعبية".

وكان حشد من المحتجين، قد نظموا وقفات احتجاجية امام فرع مصرف لبنان، ثم امام "شركة كهرباء صيدا" ومدخل البلدية في ساحة النجمة، مؤكدين على استمرار الحراك حتى تحقيق كل المطالب.


عودة الى الصفحة الرئيسية